موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في الثامن من أيلول بميلاد سيّدتنا مريم العذراء. ومن الضروري التركيز على حقيقة جوهرية من نوعها وهي أنّ مريم العذراء قد وُلِدَت منزّهة من خطيئة آدم وحواء (الخطيئة الأصليّة)، ونالت هذه النعمة بطريقة استثنائية في أثناء الحبل بها في أحشاء أمّها القدّيسة حنّة.
السيّدة العذراء في العهدين القديم والجديد
وردت كثير من الرموز والألقاب عن العذراء مريم في العهد القديم، منها: "المُشرفة كالصبح الجميلة كالقمر الساطعة كالشمس"، ووصفها بأوصاف غاية في الجمال في العهد الجديد (الإنجيل المقدّس). هي البتول الأكثر تميّزًا، والعذراء الأقرب إلى الكمال بين المخلوقات. وورد ذكر مريم العذراء في كثير من الآيات في العهد الجديد يصعب حصرها، منها: ممتلئة نعمة (لوقا 1: 28)، آمة الربّ (لوقا 1: 38)، مباركة بين النساء (لوقا 1: 41)، تطوّبها جميع الأجيال (لوقا 1: 48).
كان والدا مريم العذراء طاعنَين في السن عندما استجاب الله لصلاتهما ورزقهما الابنة المختارة التي أدخلت عليهما الفرح والسرور، وأصبحت فيما بعد أمًّا للمسيح الكلمة المتجسد. حسب التقليد وُلدت مريم العذراء في القدس في مكان (يُدعى اليوم دير القديسة حنّة). وكان والداها قد نذرا نذرًا للربّ أنّهما اذا رُزقا طفلاً أو طفلة أن يخدم المولود في الهيكل.
ماذا يقول سفر التكوين
"وأجعلُ عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها. فهو يسحق رأسك، وأنت تُصيبين عَقِبَه" (التكوين 15:3). في هذه الآية يخاطب الله الشيطان. وتبيّن الآية أنّ الشيطان لديه عداوة مع المسيح ومع والدته العذراء. ويفسّر آباء الكنيسة الكاثوليكية هذه الآية على أنّها تُشير إلى براءة المسيح ومريم العذراء من الخطيئة. ولو أنّ أيّ منهما ارتكب فعلاً الخطيئة ما كان في عداء مع الشيطان ولكن في الواقع متعاونًا معه في بعض الأحيان.
مرّ الكرام
لدى قراءتنا للإنجيل المقدّس، هناك حقيقة نمرّ عنها مرّ الكرام، ألا وهي تحية القدّيسة إليصابات لمريم العذراء حينما زارتها في عين كارم، هتفت إليصابات بأعلى صوتها – بوحي من روح القدس: "مباركةٌ أنتِ في النساء! ومباركةٌ ثمرة بطنك!" (لوقا 1: 42). يغفل الناس عن آيتين من كلام إليصابات في كثير من الأحيان. أولاً، الآية "مباركةٌ في النساء" وتعني جميع النساء اللواتي عشنَ على الإطلاق "واصطفاها فوق نساء العالمين" (بما في ذلك حوّاء أمّ جميع الأحياء التي خلقها الله بلا خطيئة). ثانياً، تصف الآية السيّد المسيح على أنّه "ثمرة" بطنها. ويقول الكتاب المقدّس أنّ "كلّ شجرة تُعرَف من ثمرها" (لوقا 6: 44)، و"ليس للشجرة الخبيثة أن تُثمر ثمارًا طيبة" (متى 7: 18). "فمن ثمارهم تعرفونهم" (متّى 20:7).
خاتمة
كلّ ما سبق ذكره يؤكّد بالتالي وجاهة مريم العذراء وأيضًا شفاعتها ووساطتها بيننا وبينه عزّ وجلّ من أجل نيل النّعم التي نحن بحاجة إليها. تشفّعي فينا أيتها العذراء المباركة كلّما التجأنا إليكِ آمين!