موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
استقبل شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، الاثنين، بمقر مشيخة الأزهر، البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، والوفد المرافق له، حيث تناول اللقاء العلاقات الأخويّة، والعيش المشترك، ودور الكنيسة المارونيّة والكاثوليكيّة والأزهر في تكريس سبل الأخوّة والمحبة والسلام.
وقال الطيب: إن العالم اليوم في أشد الحاجة إلى تفعيل حقيقي لقيم الأخوة الإنسانية لتخفيف حدة ما نشهده من توترات وصراعات وحروب، ومد يد العون للضعفاء الذين يدفعون وحدهم ثمنها، مؤكّدًا أن الأديان تحمل في توجيهاتها السلام والخير لجميع البشر، وأن الأخوة هي طريقنا الوحيد للتأثير في الأحداث وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وأعرب عن كامل تضامنه مع الشعب اللبناني فيما يمر به من أزمات متلاحقة، مؤكدًا استعداد الأزهر لتقديم كل أوجه الدعم للبنان، مشيرًا إلى أن لبنان قدمت على مدار تاريخها نموذجًا يحتذى به في اللحمة والتآخي بين أبناء الوطن الواحد، وأمل أن يتخطى هذا البلد الشقيق ما يمر به من صعوبات في أسرع وقت ممكن، موضحًا أن تاريخنا يزخر بالعديد من النماذج الناجحة لتحقيق اللحمة والأخوة الحقيقية والبناءة بين أبناء الوطن الواحد.
من جهته، أعرب البطريرك الراعي عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر والإنجازات الملموسة التي تحققت على مستوى الحوار بين الأزهر والفاتيكان، والذي كان من ثماره توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية"، موضحًا أنها تجربة فريدة يجب تدريسها في الجامعات والمدارس، حتى تتحول مبادؤها وقيمها إلى واقع ملموس.
وشدد على أن العالم الآن في أشد الحاجة للأخوة الإنسانية في ظل ما يشهده من حروب وصدامات، مشيدًا بالجهود التي بذلها البابا والإمام لإرساء قيم السلام العالمي، وصولًا إلى توقيع هذه الوثيقة العظيمة التي تعد أساسية وضرورية لتربية أجيال قادرة على حمل راية السلام والمحبة حول العالم.
وفي نهاية اللقاء أهدى شيخ الأزهر للبطريرك الماروني نسخة من كتاب "ذاكرة الأزهر" ومن كتاب "الإمام والبابا والطريق الصعب"، كما أهدى البطريرك الراعي للشيخ الطيب نسخة قيمّة من مجلد "المحفوظات الملكية المصرية" الصادر في لبنان.