موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
يترأس البابا فرنسيس مساء اليوم، الجمعة العظيمة، رتبة درب الصليب في المسرح الروماني المكشوف التاريخي، الكولوسيوم، في روما. ولهذه المناسبة نسترجع تاريخ هذا الطقس في المسرح الروماني، فقد بدأ التذكير بآلام المسيح في هذا المكان في القرن الثامن عشر على يد البابا بندكتس الرابع عشر وذلك في السنة اليوبيلية 1750. وفي سنة 1756 تم تكريس هذا الصرح لذكرى آلام المسيح والشهداء.
وبعد قرنين من الزمان سنة 1959 أعاد البابا يوحنا الثالث والعشرون الاحتفال برتبة درب الصليب في الكولوسيوم. وهو ما فعل أيضا البابا بولس السادس سنة 1964 والذي توقف خلال الاحتفال عند السلام وأيضًا المعاناة البشرية، وقال: إن كل ألم، ومن منظور الصليب، يبدو شبيها بآلام يسوع. مشدّدًا على أنّ السلام ضرورة وواجب، إلا أن الإنسان لا ينجح بأعماله في الحفاظ على هذا الخير الذي يأتي من الأعلى، الذي يعكس على الأرض والبشر مبررات ومشاعر أصلية ومتسامية.
وفي سنة 1997 أشار البابا بوحنا بولس الثاني محتفلا برتب درب الصليب في الكولوسيوم إلى ارتباط هذا المكان في الذاكرة العامة بالشهداء من بين المسيحيين الأوائل، ما يجعل الكولوسيوم مكانًا ملائمًا كي نعيش مجددًا عامًا بعد عام آلام المسيح وموته. وتابع: أننا نتأمل في هذا السر الذي نراه في تضحة الكثير من المؤمنين عبر القرون، نتأمل في آلام الرب وفي موته الذي يستمر حتى يومنا في آلام ومعاناة أشخاص وشعوب يضربهم عنف الحرب، نتأمل في هذا السر، سر الألم وسر المحبة اللامتناهية.
أما البابا بندكتس السادس عشر فقد تحدّث سنة 2012 عن خبرة الألم التي تطبع البشرية والعائلة، ووصف رتبة درب الصليب بفرصة للعائلات بشكل خاص للتامل في المسيح المصلوب للحصول على القوة لمواصلة السير وتجاوز المصاعب. ووصف صليب المسيح بالعلامة الأسمى لمحبة الله لكل إنسان والإجابة الفائضة لاحتياج كل إنسان إلى أن يكون محبوبا. ودعا إلى النظر إلى صليب المسيح حين نمر بتجربة وحين تواجه عائلاتنا الألم، فهناك سنجد الشجاعة لمواصلة السير.
أما بالنسبة للبابا فرنسيس، وحسب ما ذكر مترئسا الاحتفال برتبة درب الصليب في الكولوسيوم سنة 2013، في الجمعة العظيمة الأولى في حبريته، فصليب يسوع هو الكلمة التي أجاب بها الله على شر العالم. وقال قداسة البابا: صليب المسيح هو الكلمة التي بها رد الله على شر العالم. أحيانا يبدو لنا أن الله لا يرد على الشر، وأنه يبقى صامتا. في الواقع الله قد تكلم، قد رد، وكانت إجابته هي صليب المسيح: كلمة هي محبة، رحمة، غفران. وهي أيضاً عدل: فالله يحاكمنا بأن يحبنا. فلنتذكر هذا: الله يحاكمنا بأن يحبنا. فإذا استقبلتُ محبته أكون مخلصا، وإذا رفضتُها أكون مدانا، لا منه، ولكن من نفسي ذاتها، لأن الله لا يُدين، هو فقط يحب ويخلّص.