موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الخميس، ١٣ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٢
رأس السنة الأمازيغية: من هم الأمازيغ الذين يحتفلون بقدوم عام 2972؟

بي بي سي عربيّة :

 

يحتفل الأمازيغ في يوم 12 من كانون الثاني (ثمة من يحتفل في 13 من الشهر نفسه) برأس السنة الأمازيغية لعام 2972، ويطلق عليه تسمية "الناير"، ويسبق التقويم الأمازيغي، التقويم الغريغوري (الميلادي) بـ950 عامًا.

 

ينقسم المؤرخون حول أصل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى فريقين، الأول يرى أن اختيار هذا التاريخ من كانون الثاني يرمز إلى احتفالات الفلاحين بالأرض والزراعة، ما جعلها تُعرف باسم "السنة الفلاحية". ويرى الفريق الثاني، أن هذا اليوم من كانون الثاني، هو ذكرى انتصار الملك الأمازيغي "شاشناق" على الفرعون المصري "رمسيس الثاني" في مصر في المعركة التي وقعت على ضفاف النيل ﺳﻨﺔ 950 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ.

 

ففي الجزائر مثلاً، يتجول المحتفلين في الأحياء السكنية في 12 كانون الثاني (رأس السنة) وهم يرتدون أقنعة على وجوههم ويطلقون الأهازيج المصحوبة برقصات تقليدية ضمن كرنفال تقليدي سنوي يسمى "إيراد". كما تتضمّن الاحتفالات أيضًا، إلقاء محاضرات وأنشطة أكاديمية مختلفة تهدف إلى التعريف بالحضارة الأمازيغية وتاريخها وتناقش أيضًا القضايا المتعلّقة بالأمازيغ ومشاغلهم وثقافتهم ومكانتها في مجتمعاتهم.

 

ومنذ عام 2016، اعتمدت السلطات الجزائرية يوم 12 كانون الثاني من كل عام يوم عطلة رسمي احتفالا برأس السنة الأمازيغية الجديدة. أما الأمازيغ المغاربة فيحتفلون به في 13 كانون الثاني ويضعون القصب في الحقول تفاؤلاً بمحصول زراعي جيد. وما زالت مطالباتهم بجعل هذا اليوم، عطلة رسمية مسألة لم تحسمها بعد السلطات المعنية في المغرب. ويرتدي المحتفلون بالعيد في هذا اليوم، ملابس جديدة كما يقومون بطهي أطباق مميزة وفي بعض الأحيان يحلقون رؤوسهم.

 

 

من هم الأمازيغ؟

 

يعيش الأمازيغ في شمال إفريقيا، ويمكننا القول أنهم السكان الأصليون لتلك المنطقة، إذ يرجع تاريخهم إلى عصر الإمبراطورية الرومانية على الأقل. وقد ظلوا هناك منذئذ، ولا زالوا محافظين على لغتهم وهويتهم وثقافتهم المختلفة عن العربية.

 

وينتشر الأمازيغ في البقعة الجغرافية الممتدة من المغرب غربًا إلى مصر شرقًا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى نهر النيجر جنوبًا. وديانة معظمهم الإسلام، ولغتهم الأمازيغية بلهجات محلية متعددة. ويقدّر عدد الأمازيغ في إفريقيا الشمالية ما بين 20 إلى 50 مليون نسمة، ويتركز معظمهم في المغرب والجزائر. عدا عن المغتربين المقيمين في أوروبا الذين تتراوح أعدادهم بين 2 إلى 4 ملايين نسمة.

 

وتسمى اللغة التي يتحدث بها الأمازيغ "تمازيغت"، ولها العديد من اللهجات الأمازيغية التي تختلف عن بعضها البعض بشكل كبير من حيث نطق المفردات والقواعد، كما أن هذه اللهجات ليست مكتوبة، عدا التي يتكلم بها الطوارق. لكن جامعة تيزي أوزو في شمال الجزائر تحاول بعث اللغة المكتوبة مستخدمة الحروف اللاتينية والعربية، إلى جانب الحروف البربرية القديمة المسماة بـ "تيفيناغ".

 

 

ما هي مناطق ومدن توزع الأمازيغ؟

 

وينتشر الأمازيغ في المغرب (شمال البلاد ومنطقة الريف وجبال الأطلس)، والجزائر في (منطقة القبايل وشرق البلاد وشمال الصحراء الكبرى)، وفي تونس (جربة وتطاوين وشرق قفصة)، وفي ليبيا (جبل نفوسة وزوارة)، وفي مصر (واحة سيوة)، وفي مالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا التي تتنقل عبر حدودها قبائل الطوارق.

 

ويطلق عليهم أيضا اسم "البربر" وهناك عدة نظريات متعلقة بهذه الكلمة، أحدها تقول إن الكلمة مشتقة من كلمة بارباروس وتعني الأغراب باليونانية. كما يطلق الأمازيغ على المغرب اسم تامازغا أو أرض الأمازيغ. وتنتمي لغة تمازيغت إلى عائلة اللغات الأفرو آسيوية ولها صلة باللغتين المصرية والإثيوبية القديمة.

 

وأصل الأمازيغ من الناحية التاريخية مفقود، فهناك خبراء يقولون إنهم جاءوا من اليمن القديم وسافروا إلى إفريقيا عبر البحر. وهناك رأي آخر يرى أنهم ربما جاءوا من أوروبا أو مناطق البحر الأبيض المتوسط القديمة. والأمر الوحيد المؤكد هو أن الأمازيغ موجودون في شمال القارة الأفريقية قبل أي شعب آخر تذكره كتب التاريخ. وعبر مئات السنين قاوم الأمازيغ عملية التعريب الكامل للغتهم وثقافتهم.