موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
فيما يلي رسالة مريم العذراء ملكة السلام الشهريّة من مديوغوريه إلى العالم مساء الثلاثاء 25 حزيران 2024، عن طريق الرائية ماريّا في الذكرى 43 على بَدء ظهوراتها في مديوغوريه :
"أولادي الأعزّاء، أنا أفرح معكم وأشكر الله لأنه سمح لي أن أكون معكم، لأرشدكم وأحبّكم. صغاري، إنّ السلام في خطر، وإنّ الأسرة تَتعرّض للهجوم. إنّي أدعوكم صغاري لتعودوا إلى الصلاة في العائلة. ضعوا الكتاب المقدَّس في مكان ظاهر واقرأوه كل يوم. أحبّوا الله فوق كل شيء لتكونوا بخير على الأرض. شكراً لتلبيتكم ندائي".
كما أنّها طلبت تساعية الصلاة على نية السلام في العالم من 16 لغاية 24 حزيران 2024.
وفيما مضى قالت السيدة مريم العذراء "سيدة مديوغوريه" كلمات تحذيرية للأسف: "لا يمكن إنقاذ العالم إلاّ من خلال السلام، ولكن العالم كله لن ينعم بالسلام إلا إذا وجد الله… تصالحوا مع أنفسكم، وكونوا إخوة". "أولادي الأحبّة، أنا معكم لأقولَ لكم إنّي أحبُّكم ولأشجِّعَكم على الصلاة، لأنّ الشيطانَ قويّ وتزدادُ قوّتُه كلَّ يوم من خلال أولئك الّذين اختاروا الموتَ والكراهية. أنتم يا صغاري، كونوا صلاةً وكونوا يدَيَّ، يدَيّ الحبِّ الممدودتَين إلى جميعِ مَن هم في الظلمة ويبحثون عن نور إلهِنا".
رسالة مريم العذراء إلى الرائي إيفان في مديوغوريه بتاريخ 24 حزيران 2024: "أولادي الأعزّاء، لقد أتيت إليكم مُقدّمةً نفسي كملكة السلام، ولهذا السبب أدعوكم اليوم للصلاة من أجل هذه النية، نية السلام. صلّوا معي، فأنا بحاجة إليكم، ومعكم أستطيع الحصول على السلام. انفتحوا كل يوم على السلام، انفتحوا على روح القدّوس، حتى أتمكن من الصلاة من أجلكم، وحتى يتمكن المسيح ابني من أن يمنحكم بركته. أشكركم، أولادي الأعزاء، على استجابتكم لندائي اليوم أيضًا".
ودوماً تحثّ السيدة العذراء مريم المباركة جميع الناس، بغض النظر عن الثقافة أو المعتقدات، على فتح عقولهم وقلوبهم للباري تعالى. وتُفسّر لنا كيف نعيش ونحن أكثر وعيًا بوجودنا وهدفنا هنا على الأرض، وكيف نُجهّز أنفسنا للعودة إلى عالم الروح بعد الموت الجسدي.
أمّا رسالة مريم ملكة السلام عن الصوم كما ذكرته في إحدى رسائلها الأساسية في مديوغوريه فهي أنّنا يجب أن نصوم وفقًا لتقليد الكنيسة، وتدعونا السيدة العذراء إلى الصوم على الخبز والماء يومي الأربعاء والجمعة .
توصي السيدة العذراء بالصوم لأنه يساعد الإيمان. وإنه كذلك، لأنّ ممارسة الصوم يساعدنا في السيطرة على ذواتنا كي نكون أحرارا. ويساعدنا الصوم أن نتحرّر من كل عبودية، وخصوصًا من عبودية الخطيئة، وعلى كبح جماح أنفسنا فلا نبحث عن المتعة التي تجعل الفرد يهدر غالبًا كل الخيرات التي يعتبرها غيره ضروريةً لبقائهم على قيد الحياة. ونستردّ من خلال الصوم الخير الذي يمكن أن يولّد فينا الحب للفقراء والمعوزين. وبطريقته الخاصة، يعطي الصوم بعدًا للسلام الذي أصبح اليوم مهدّدًا بسبب الفرق بين أسلوب حياة الأثرياء والفقراء.
ومن دون الاهتداء يستحيل تحقيق السلام. والاهتداء الحقيقي يكمن في تطهير القلب أو تنقيته (إرميا ٤:١٤)، لأنّ القلب الفاسد أو "المتلف" هو أساس العلاقات السيئة، التي تؤدي بدورها إلى الفوضى الاجتماعية، والقوانين الجائرة، والدساتير الزائفة إلخ. فلا سلام من دون تغيير جذري في القلب، ومن غير اهتداء القلب. لذلك، تقترح السيدة العذراء باستمرار اللجوء إلى كرسي الاعتراف . وهذا الطلب موجّه إلى الجميع من دون أيّ تمييز لأنه "ما من أحد بار...".
خاتمة
توصي السيدة العذراء بالصلاة. وتطلب من الجميع "أن يصلّوا بلا انقطاع"، تمامًا كما علّم السيد المسيح نفسه. إنّ الصلاة تُحفّز وتُقوّي الإيمان، ومن غير صلاة تختلّ علاقتنا بالله، وكذلك علاقتنا مع بعضنا. وتُذكّرنا الصلاة بمدى قرب الله منّا حتى في حياتنا اليومية. وتُعزّز الصلاة توازن الفرد، وتملأ قلبه بالرجاء. ومن غيرصلاة يستحيل علينا المحافظة على السلام سواء مع الله أو مع القريب.