موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
تهادت بتلات الورد الأبيض من السقف المذهّب لكاتدرائية القديسة مريم الكبرى في روما، يوم الثلاثاء 5 آب 2025، خلال الاحتفال السنوي بذكرى معجزة مريميّة تعود إلى القرن الرابع، والتي كانت مصدر إلهام لبناء أقدم مزار مريمي في الغرب.
ويُحيي هذا التقليد السنوي ذكرى "معجزة الثلج" التي يُقال إنها وقعت في 5 آب عام 358، عندما ظهرت العذراء مريم في حلم لكلٍّ من النبيل الروماني الثري يوحنا، والبابا ليبيريوس (352–366)، وأخبرتهما بتساقط الثلوج في عزّ الصيف، مشيرةً إلى المكان الذي ينبغي أن تُبنى فيه كنيسة على شرفها، وهو موقع البازيليك الحالي. وفيما بعد، أعاد البابا سيكستوس الثالث (432–440) بناء البازيليك بعد إعلان مجمع أفسس عام 431 عقيدة أن مريم هي "والدة الإله".
وقد ترأس الكاردينال الليتواني رولانداس ماكريكاس، رئيس كهنة البازيليك، القداس الإلهي إحياءً لذكرى تدشين الكاتدرائية، وسط أجواء روحية مؤثّرة، تخلّلها تساقط بتلات الورد الأبيض أثناء ترنيم الجوقة ترنيمة "المجد لله"، في مشهد رمزيّ يستحضر "معجزة الثلج" التي مضى عليها نحو 17 قرنًا.
وفي عظته، اعتبر الكاردينال ماكريكاس أن تساقط الثلج "يمكن اعتباره رمزًا للنعمة"، وقال: "النعمة تُقبَل كعطيّة. إنّها تُثير الإعجاب والدهشة". وأشار إلى أن البابا فرنسيس شارك العام الماضي في الاحتفال نفسه، وأضاف: "إنه يرقد في هذه البازيليك ليحظى برعاية أمّنا السماوية، خلاص الشعب الروماني، وإلهامها"، في إشارة إلى الأيقونة المريميّة الموقّرة الموجودة في البازيليك.
وتابع الكاردينال الليتواني قائلاً: "وعلى غراره، يمر آلاف الحجاج، في عام اليوبيل هذا، عبر الباب المقدّس لهذا المزار المريمي، طالبين نعمة الله ليتمكنوا، بإيمان متجدّد وقلب نقيّ كالثلج، من أن يكونوا شهودًا على أعمال الله العظيمة في العالم".
وتُعدّ كاتدرائيّة القديسة مريم الكبرى الوحيدة من بين البازيليكا البابوية الأربع الرئيسية في روما التي حافظت على هيكلها الأصلي، وتضم فسيفساء فريدة تعود إلى القرن الخامس، فضلًا عن ذخائر المذود الذي وُضع فيه الطفل يسوع عند ولادته.
وختم الكاردينال عظته بالقول: "أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، إن عبور الباب المقدّس لهذه البازيليكا يعني تسليم مسيرة الحياة والإيمان إلى حماية مريم العذراء. أن نستمدّ الأمل من أنفسنا هو أن ننفتح على هذا الرجاء الذي لا يُخيّب".