موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
صورة لانطلاق أعمال المجمع الأنطاكي في البلمند 5 تشرين الأول 2021 (موقع البطريركيّة)
عقد أساقفة بطريركيّة أنطاكيّة للروم الأرثوذكس دورته العادية الثانية عشرة، من 5 وحتى 8 تشرين الأول الحالي، برئاسة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، حيث قرّر الآباء، وبالإجماع، نقل المطران المختطف بولس يازجي ليكون مطرانًا على أبرشيّة ديار بكر الفخريّة، وانتخبوا الأسقف أفرام معلولي متروبوليتًا على أبرشية حلب والإسكندرون وتوابعهما.
هذا واستعرض الآباء جدول الأعمال بعد غياب انعقاد المجمع الأنطاكي لمدة عامين بسبب جائحة كورونا. وتناولوا أولاً قضية مطراني حلب المخطوفين المطران بولس يازجي ومطران حلب للسريان الأرثوذكس يوحنا إبراهيم، حيث عبروا عن استنكارهم للصمت الدولي المطبق تجاه القضية التي تدخل عامها التاسع. ودعوا إلى إطلاقهما ووضع نهاية لهذا الملف الذي يختصر شيئًا مما يعانيه إنسان هذا الشرق من ويلات.
ونظرًا لمرور ما يقارب تسع سنوات على خطف المطران بولس يازجي، دون معرفة أي شيء عن مصيره، فقد اتخذ الأساقفة قرارًا بالإجماع قضى بنقل المطران بولس يازجي ليكون مطرانًا على أبرشية ديار بكر الفخريّة، وانتخبوا الأسقف أفرام معلولي الوكيل البطريركي وأمين سر المجمع الأنطاكي المقدس متروبوليتًا على أبرشية حلب والإسكندرون وتوابعهما.
وتدارس أساقفة بطريركيّة أنطاكيّة للروم الأرثوذكس التحدّيات التي تواجه الأرثوذكسيّة في العالم، وشددوا على أهمية الحفاظ على الوحدة الأرثوذكسيّة، واحترام التقليد القانونيّ للكنيسة، والابتعاد عن كل ما من شأنه تأجيج الخلافات القائمة وتحويل الخلافات إلى انقسامات في جسد المسيح الواحد. ودعوا في هذا المجال إلى فتح حوار شامل حول جميع المواضيع الخلافيّة المتراكمة بهدف إيجاد حلول لها تسمح باستعادة الشركة الكنسيّة ضمن العائلة الأرثوذكسيّة الواحدة.
وحول الأوضاع في سورية، رحّب الأساقفة بالمبادرات الراميّة إلى إيجاد حلّ سياسي للأزمة المستمرة من سنوات، تحترم وحدة الدولة وتراعي حقوق الشعب السوري وتطلعاته. وناشدوا العالم النظر إلى حجم المأساة الإنسانية التي يعاني منها الشعب نتيجة ويلات الحرب والحصار الاقتصادي. ودعوا إلى العمل الجاد من أجل رفع العقوبات المفروضة على سورية التي يتحمل المواطنون، أولاً وأخيرًا، أعباءها في لقمة عيشهم وصحتهم. كما دعوا إلى توفير الشروط الملائمة لعودة النازحين والمهجرين واللاجئين.
واعتبر أساقفة الكنيسة الأنطاكيّة للروم الأرثوذكس بأنّ خير مساعدة تقدم للشعب السوري هي العمل على بثّ روح السلام بين سائر مكوناته والعمل على تقديم الدعم المادي والمعنوي له في أرضه، وليس عبر فتح أبواب الهجرة والسفارات التي تستنزف الطاقات البشرية. كما أعربوا عن إدانتهم لكل عدوانٍ يستهدف السيادة السورية ويعرض أهلها للقتل والنزوح والتهجير.
وفي الشأن اللبناني، رحب الأساقفة بتشكيل الحكومة الجديدة، آمين أن تعمل على إيجاد حلول جذرية تساهم في رفع الظلم الذي يعاني منه المواطنون، الذين صودرت أموالهم ونهبت مدخراتهم، وباتوا عاجزين عن إيجاد أبسط مقومات العيش الكريم من طعام ومحروقات وتعليم وطبابة.
كما دعوا إلى تضافر الجهود من أجل إنقاذ لبنان وشعبه من هذه الأزمة، وإلى ترك القضاء يعمل باستقلال من أجل كشف الجرائم التي تعرض لها الشعب اللبناني على مدى السنوات الماضية والتي أدت إلى إفقاره ونهب أمواله، وتدمير مقومات الدولة التي يفترض أن تحميه وتصون حقوقه، مطالبين بالعمل لكشف المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت وعن انفجار التليل في عكار.
وتوقف الآباء عند الأحداث في فلسطين، التي تُتناسى قضيتها المحورية، حيث دعوا جميع دول العالم إلى تطبيق القرارات الدولية القائلة بحقّ العودة، وأكدوا أنّ أيّ حلّ للقضية الفلسطينية خارج إطار العدالة وضمان حقوق الشعب الفلسطيني يبقى حلّاً ظالمًا وغير مقبول.
ورفع الأساقفة الصلاة من أجل العراق ومن أجل سائر شعوب وبلدان المنطقة، سائلين الله أن ينير عقول المسؤولين عن مصائر الشعوب في العالم والمنطقة لكي يتحسسوا ما يُصيب الإنسان من قهرٍ وآلام ويبادروا إلى ما يجعل العالم أكثر سلامًا وعدلاً، خاليًا من الصراعات والعنف والجشع والاستقطابات والانقسامات.