موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٧ يونيو / حزيران ٢٠٢١
الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة تحيي يوم السلام للشرق وتكرسه للعائلة المقدسة

أبونا :

 

ترأس بطريرك القدس للاتين ورئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المقدسة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، اليوم الأحد 27 حزيران 2021، قداس "يوم السلام للشرق"، وذلك في بازيليك البشارة، وتكريس الشرق للعائلة المقدسة.

 

وشارك في القداس المطران يوسف متى رئيس أبرشية عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الملكيين، والمطران موسى الحاج رئيس أساقفة أبرشية حيفا والأراضي المقدسة للموارنة، والمطران أفرام سمعان النائب البطريركي للسريان الكاثوليك في الأرض المقدسة، ولفيف من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات من مختلف الكنائس الكاثوليكية والجمعيات الرهبانيّة.

 

وخلال القداس الذي أقيم بالطقوس اللاتينية والبيزنطية والسريانية والمارونية، تم مباركة أيقونة للعائلة المقدسة كُتبها الأب الأيكونوموس سمير روحانا، خصيصًا لهذه المناسبة، ورصُعّت بذخيرة مأخوذة من كنيسة البشارة عينها. وتمثّل الأيقونة لوحة لعائلة الناصرة المقدسة المعلقة فوق مذبح كنيسة القديس يوسف في الناصرة، حيث كان يقع، بحسب التقليد، منزل النجار. كما تُلي فعل تكريس الشرق للعائلة المقدسة.
 

وألقى المطران يوسف متى عظة الاحتفال، وقال: "تلتئم عائلة الكنيسة الكاثوليكية في الأرض المقدسة، في الناصرة، حيث بدأ كل شيء، لترفع التسبيح والإكرام والشكر لله وتعلن شجاعة ابنة الجليل مريم العذراء، حيث بشرها الملاك برسالة الله: السلام عليك أيتها الممتلئة نعمة"، موضحًا سيادته بأنّ رسالة السلام لمريم كانت أول خطوة سلاميّة بين الله والإنسان.

 

وأضاف: إنّ "السلام الحقيقي هو ركن مهم في الشريعة الجديدة، حيث قال السيد المسيح في التطويبات: طوبى للساعين إلى السلام فإنهم أبناء الله يدعون"، مؤكدًا على أنّ "الكنيسة هي أمينة على إرساء مبدأ السلام، تحاور العالم ونفوس البشرية بالكلمة والشهادة، في التضحية والاستشهادة، في الدعوة للحفاظ على الكرامة الإنسانية والحريات والحقوق، فصمدت أمام تحديات هذا العالم على الرغم من العدائيّة أحيانًا والهوان". وقال: "كفى لحضارة العنف والموت، نعم لحضارة السلام والحياة!".

 

وخلص إلى القول: إنّ السلام يتأتى بالاستقرار على كل الأصعدة، ويحتاج إلى برنامج تربوي، حيث أنّ التربية للسلام توظف فينا الالتزام الإنسانيّ والأخلاقي والديني، وتهدف إلى احترام الإنسان وحقوقه، وهذا لا يمكن أن يتمّ دون احترام كرامة الأفراد والشعوب، وعيش الأخوّة بعيدًا عن العصبيّة والتطرّف والتزمّت الديني، لأنّ السلام هو نتيجة المحبّة وثمرة العدالة. وقبل كلّ شيء هو عطيّة ونعمة الله لنا جميعًا".

يُشار إلى أنّ اللجنة الأسقفيّة "عدالة وسلام" المنبثقة عن مجلس البطاركة الكاثوليك في الشرق الأوسط، قد أطلقت مبادرة القداس السنوي لـ"يوم السلام للشرق"، بمناسبة اليوبيل الـ130 على صدور الرسالة العامّة "في الشؤون الجديدة" Rerum Novarum التي أصدرها البابا لاون الثالث عشر في 15 أيار 1891، بشأن "حقوق وواجبات رأس المال والعمل".

 

كما وبمناسبة سنة القديس يوسف، شرعت الكنائس الكاثوليكية في الشرق في تكريس الشرق الأوسط للعائلة المقدسة، حيث تمّ مباركة أيقونة أعدت خصيصًا لهذا الغرض. وبعد مباركتها، ستجوب الأيقونة في رحلة الحجّ، تنطلق من لبنان، لتقصد بلاد المشرق حتى تصل إلى روما في نهاية سنة القديس يوسف في 8 كانون الأول 2021. ومن روما ستسافر الأيقونة من جديد عائدةً إلى الأرض المقدسة، حيث ستبقى.

 

وكان قداسة البابا فرنسيس قد وجّه رسالة إلى بطاركة الشرق الكاثوليك، منح فيها بركته الرسوليّة للمشاركين في قداس "يوم السلام للشرق" وتكريسه للعائلة المقدسة، حيث شدّد بأنّ "التكريس للعائلة المقدّسة يدعو أيضًا كل واحد منكم، أفرادًا وجماعات، إلى أن إعادة اكتشاف دعوتكم أن تكونوا مسيحيين في الشرق الأوسط: ليس فقط بأن تطالبوا بالاعتراف العادل لحقوقكم كمواطنين أصليين في تلك الأراضي الحبيبة، بل أيضًا بأن تعيشوا رسالتكم، رسالة حرّاس وشهود للأصول الرسوليّة الأولى".