موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر Tuesday, 15 October 2024
الكاردينال ماتيو تسوبي يقوم بزيارة جديدة إلى موسكو
وصل رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال ماتيو تسوبي إلى موسكو في مهمة جديدة تهدف إلى إعادة القاصرين الأوكرانيين المتواجدين في روسيا إلى بلادهم وتبادل الأسرى بالإضافة إلى البحث عن سبل تحقيق السلام الذي طال انتظاره بين موسكو وكييف.

فاتيكان نيوز :

 

بعد 16 شهرًا على الزيارة الأولى، أعلن مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أن رئيس مجلس أساقفة إيطاليا بدأ الاثنين زيارة جديدة إلى موسكو، حيث سيلتقي بممثلين عن السلطات المحلية، وسيتم تقييم الجهود المبذولة من أجل لم شمل العائلات بالنسبة للأطفال الأوكرانيين المتواجدين في روسيا، فضلا عن المساعي الهادفة إلى تبادل الأسرى بين الجانبين، على أمل التوصل إلى السلام الذي طال انتظاره.

 

في 28 و 29 من حزيران 2023 قام الكاردينال تسوبي بزيارته الأولى إلى موسكو، بعد أن توجه إلى كييف حيث كان له لقاء مع الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي. وفي الأشهر التالية للزيارتين توجه أيضًا إلى واشنطن ثم بكين. خلال الساعات الثماني والأربعين التي أمضاها على التراب الروسي، التقى نيافته ببطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل، وصدر بيان عن الكرسي الرسولي وصف اللقاء بالمثمر، موضحًا أن الكاردينال نقل إلى البطريرك تحيات البابا فرنسيس. كما تطرق الرجلان إلى المبادرات الإنسانية التي يمكن أن تسهل التوصل إلى حل سلمي للصراع الدائر.

 

بعدها كان للكاردينال الإيطالي لقاءان آخران منفصلان أولا مع يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون السياسة الخارجية، ثم مع ماريا لفوفا بيلوفا، التي تشغل منصب مفوض لحقوق الطفل. خلال اللقاءين تم التأكيد بشدة على البعد الإنساني للمبادرة، فضلا عن ضرورة التوصل إلى السلام المنشود. وفي ذلك اليوم نشر الموقع الإلكتروني الرسمي للمفوضية مقالا بشأن اللقاء جاء فيه أن الكاردينال تسوبي ناقش مع السيدة بيلوفا القضايا الإنسانية المرتبطة بالعمليات العسكرية وبمسألة الدفاع عن حقوق الأطفال، وذلك في إشارة إلى أكثر من تسعة عشر ألف قاصر أوكراني اقتيدوا بالقوة إلى روسيا، وهي قضية حملت الرئيس الأوكراني على طلب مساعدة الكرسي الرسولي خلال اللقاء الذي جمعه مع البابا فرنسيس في آذار 2023. مطلب عاد زيلينسكي ليكرره أثناء لقائه الأخير مع الحبر الأعظم يوم الجمعة الفائت في الفاتيكان، وقال إن هذه القضية الإنسانية لا تتعلق بالأطفال وحسب إنما تشمل جميع الأسرى الأوكرانيين بما في ذلك الصحفيين.

 

وبفضل القناة الدبلوماسية التي فتحها الكاردينال تسوبي تمكن عدد من الأطفال الأوكرانيين الذين اقتيدوا إلى روسيا من العودة إلى عائلاتهم. وخلال الأشهر الماضية شكرت نائبة رئيس البرلمان الأوكراني أولينا كوندراتيوك رئيس مجلس أساقفة إيطاليا على نشاط الكرسي الرسولي "الدبلوماسي الإنساني" الذي أدى إلى نتائج هامة، كما قالت المسؤولة الأوكرانية. ومن بين تلك النتائج الإفراج عن كاهنين كاثوليكيين أوكرانيين اعتُقلا في تشرين الثاني 2022 وأطلقت روسيا سراحهما ضمن عملية تبادل للأسرى مع أوكرانيا في التاسع والعشرين من حزيران الماضي. وقد عبر الرئيس زيلينسكي للبابا عن امتنانه على هذه الجهود.

 

مما لا شك فيه أن الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها الكاردينال تيسوبي وزيارته الأخيرة إلى موسكو لم تكن نتائجها فورية، وهذا ما تحدث عنه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في أكثر من مناسبة، لكنه شدد على أهمية استمرار النشاط، لأن النتائج موجودة حتى لو كانت بطيئة. وكان الكاردينال بارولين قد أجرى اتصال فيديو، في شهر أيلول الماضي، مع تاتيانا موسكالكوفا، مفوضة حقوق الإنسان في الفدرالية الروسية. وخلال المحادثات أكد المسؤول الفاتيكاني –حسبما جاء في بيان صدر عن دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي– ضرورة السعي دائمًا، في زمن الصراعات والحروب، إلى الدفاع عن الحقوق الإنسانية الأساسية التي تضمنها المعاهدات الدولية.