موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
بدأت مساء الاثنين 19 آب 2024 الرياضة الروحية لأساقفة وكهنة أبرشيات العراق الكلدان (ما عدا أبرشيات أربيل، القوش، ودهوك)، والتي تستمر لخمسة أيام. ويشارك في الرياضة الروحيّة نحو خمسين شخصًا، وتعقد في المجمع البطريركي في عنكاوا.
وافتتح الكاردينال لويس ساكو الرياضة بمحاضرة روحيّة حول "الكتاب المقدس رفيق الكاهن (المؤمن) في حياته ورسالته"، وشدّد على أنّه "من دون هذه الرياضات الروحية، والوقفات الصامتة لمراجعة الذات، وشحنها والتثقيف المستدام لتجديد المعلومات ومواكبة الثقافة الحالية، سوف نُستهلك ونستنفذ".
وقال إنّ "الكتاب المقدس دعامة حياة الكنيسة والمؤمنين ويغذي ايمانهم. يُعلّمهم كيف يسلكون بشكل صحيح في ظروفهم الصعبة. فكلمة الله تكشف عن حقيقة سرّ الله الفائق الادراك، خصوصًا عندما اقترنت بيسوع المسيح. لذلك هي مُحَرِّكة ومتجدّدة، وليست جامدة ورتيبة، بكونها رسالة الحبّ مستدامة الى كلِّ انسان يدخل في العهد مع الرب، كما يحلو لمار افرام أن يُسميّها. ولولا الكتاب المقدس لما كان بوسعنا ان نكتشف وجه الله، ووجه يسوع المسيح"، مقدمًا مثال مريم العذراء التي قبلت كلمة الله ورحبت بها، وحملته في احشائها، واحبّته بكل كيانها، وبشّرت به نيسبتها اليصابات".
وتطرّق غبطته إلى الكتاب المقدّس في القداس بحسب الطقس الكلداني، مؤكدًا على أهميّة أن يركز الكاهن في عظته "على كشف معاني هذه القراءات للمؤمنين، لكي تستقر في نفوسهم، وألّا يستغلّها لتعليمات ثانوية وتوبيخات"، داعيًا إلى ضرورة إعداد الاحتفال بالقداس الإلهي إعدادًا جيدًا وليس روتينيًا، لأنّ "الليتورجيا المُعَدَّة والمتناغمة هي ليتورجيا السماء على الأرض".
وتساءل غبطته: كيف يستطيع الكاهن أن يتكلم عن الله وباسم الله، ويفعل ما يريده الله، من دون أن يعرف كلمة الله معرفة عشق عميقة، ويتشبع من معانيها ويتوجه بكل كيانه لعيشها ونقلها؟ وأجاب: "بمقدار ما يُصغي الكاهن إلى كلمة الله، ويدخل في اُلفة حميمية معها، ويتبع الهامات الروح القدس، ويعيشها في تفاصيل حياته اليوميّة، بمقدار ذلك بوسعه أن يشهد بالحياة ما يبشّر به، وأن يجتذب الناس الى الله".
وأضاف البطريرك ساكو إنّ "الكاهن بقناعته وإعجابه وبهجته وأسلوبه التربوي، وبنبرته النبوية، يُمهِّد لقدوم المسيح الكلمة، مثل يوحنا المعمدان، ويكشفه نورًا وحقًا وحياة. عليه أن يعرف كيف ينقص كي ينمو الرب في قلبه، وقلب رعيته: "له ينبغي أن ينمو ولي أن أنقص" (يوحنا 3/ 30). عليه أن يعيش كهنوته ليتورجية دائمة لكلمة الله الحيّة مع المؤمنين".