موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
تصوير: مكتب إعلام البطريركية اللاتينية
ترأس البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، عشية عيد العنصرة السبت ٢٢ أيار ٢٠٢١، صلاةً من أجل تحقيق العدل وإحلال السلام، والتي كان قد دعا إليها باسم رؤساء الكنائس الكاثوليكية بالتعاون مع اللجنة الأسقفية للرهبان واتحاد الراهبات في الأرض المقدسة. وقد أقيمت الصلاة في كنيسة القديس اسطفانوس للآباء الدومينيكان في القدس.
شارك في الصلاة التي أقيمت من أجل السلام في ظل الأوقات الصعبة التي تمر بها الأرض المقدسة، المطران بولس ماركوتسو، النائب البطريركي للاتين في القدس، والأب حنا كلداني، النائب البطريركي للاتين في الناصرة، وغيرهم من كهنة البطريركية اللاتينية وطلاب المعهد الاكليريكي في بيت جالا. وقد حضر الصلاة عدد كبير من الرهبان والراهبات وجماعة المؤمنين من غير المحليين الذين يخدمون في الأرض المقدسة.
شدد البطريرك بيتسابالا في عظته على أهمية الصلاة من أجل السلام والعدل وتوقف العنف وإنهاء الحرب في الأرض المقدسة، "إننا نتحد قبل كل شيء في الصلاة من أجل عائلات الذين قتلوا في الأيام الأخيرة، ومن أجل الذين فقدوا بيوتهم، أو بقَوْا وحدهم ومن دون أي سند في حياتهم. لنصلّ من أجل جماعتنا المسيحية الصغيرة في غزة، التي عصفت بها هذه الموجة الجديدة من الحرب، بعد حروب كثيرة عرفتها من قبل، ونصلي أيضًا من أجل جميع السكان الذين أُخضِعوا للمذلة منذ سنوات، وحُرموا الحرية والكرامة والحقوق الأساسية."
كما أشار البطريرك إلى أهمية مدينة القدس، التي عُرِّفت منذ البداية بأنها "بيت صلاة لجميع الشعوب"، وأضاف بأن "القدس ملك للجميع، مسيحيين ويهودًا ومسلمين، إسرائيليين وفلسطينيين. جميع المواطنون متساوون في الحقوق والكرامة. أي إقصاء أو إكراه يجرح هوية المدينة، ولا يمكن السكوت عنه أو تجاهله."
وقد أنهى البطريرك بيتسابالا عظته بالصلاة إلى الروح القدس "ليمنحْنا الشجاعة للدفاع عن العدل دون مساومة مع الحقيقة. وليجعلنا قادرين على المغفرة،" وإلى مريم العذراء بأن تسهر على وطنها الأرضي وتشمله بحماية خاصة وتبدد عنه ظلام الضلال حيث "أشرقت شمس العدل الأبدي".
أحد العنصرة
وفي يوم أحد العنصرة في ٢٣ أيار، ترأس البطريرك بيتسابالا القداس الاحتفالي السنوي في كنيسة رقاد العذراء التابعة للآباء البندكتيين في القدس، بمشاركة المطران بولس ماركوتسو والأب بيرنارد ماريا التير، رئيس دير الرهبان البندكتيين، وعدد من كهنة الدير وكهنة البطريركية اللاتينية. وقد حضر القداس الاحتفالي عدد من الجماعات الرهبانية، فضلًا عن جماعة المؤمنين. وشاركت جوقة المعهد الاكليريكي في إحياء الاحتفال.
في عظته، تحدث غبطة البطريرك عن إنجيل يوحنا (يوحنا ٢٠: ١٩-٢٣)، الذي يعيدنا إلى عشية عيد الفصح إذ ظهر يسوع المسيح لتلاميذه ومنحهم الروح القدس. "يكشف يوم العنصرة عن سر الإنسان. ففي عشية عيد الفصح، ومن خلال نفخ يسوع للروح، يجعلنا الله خليقة جديدة مدعوة إلى المحافظة على ترابط الحياة الطبيعية والإلهية، الجسد والروح، السماء والأرض. عندها يكون الإنسان كاملًا." وأضاف: "في عشية عيد الفصح، منح يسوع الروح القدس للتلاميذ المجتمعين معًا، ويعيد خلقهم كجماعة من الأخوة. هنا ولدت الكنيسة."
وأشار البطريرك بيتسابالا إلى أن "إن عمل الروح هو حدث اتحاد، يخلق أخوّة، ويتكون من اختلافات ويجعل من الاتحاد أمراً ممكناً. بعبارة أخرى، إنه أصل الكنيسة. إن حياة الروح الجديدة لم تعد حياة تجري في عزلة وتسعى لتحقيق نفسها، بل تتحقق في ملاقاة الشخص الذي نتشارك معه الحياة: لا يمكن أن نعيش هذه الحياة إلا إذا تم منحها ومشاركتها وإعطائها لكي تغدو هذه الحياة ذاتها عطية. إن حاولنا أن نقودها ونمتلكها، فسيخرج هذا الروح وسنعود إلى الموت". وقد أنهى البطريرك عظته بالدعوة إلى "بناء الوحدة والشراكة والحب والسلام"، متضرعًا إلى الله كي "يغفر لنا ذنوبنا، ويجعلنا بدورنا قادرين على التسامح، فيعمل الروح القدس من خلالنا لبناء الوحدة والسلام في العالم".