موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٥ ابريل / نيسان ٢٠٢١
البابا يمنح السيامة الكهنوتية في العالمي الـ58 للصلاة من أجل الدعوات

فاتيكان نيوز :

 

في اليوم العالمي الثامن والخمسين للصلاة من أجل الدعوات ترأس البابا فرنسيس القداس في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان صباح اليوم الأحد، منح خلاله السيامة الكهنوتية لتسعة شمامسة، وأوصى في عظته الكهنة الجدد بعيش نمط قرب ورأفة وحنان الله، مذكراً بأن الكهنوت ليس مهنة بل خدمة.

 

شارك في الاحتفال الديني بعض المئات من المؤمنين، وعاون البابا في القداس نائبُه العام على أبرشية روما الكاردينال دي دوناتيس، وعدد من الكرادلة والأساقفة المعاونين، كما كان حاضراً بعض أبناء الرعايا التي ينتمي إليها الكهنة الجدد.

 

في عظته أثناء القداس دعا البابا الكهنة التسعة الجدد لأن يكونوا رعاةً لأن هذا ما يريده الرب منهم، أي أن كونوا رعاةً لشعب الله المؤمن، رعاة يسيرون مع شعب الله، أمام قطيع المؤمنين، أو في وسطه أو في الخلف، لكن ينبغي أن يبقوا دائماً برفقة المؤمنين. وشدد فرنسيس على ضرورة تخطي لغة "المهنة الكنسية" لافتا إلى أن الكهنوت هو عبارة عن خدمة، تماما كالخدمة التي قام بها الله تجاه شعبه.

 

بعدها توقف البابا فرنسيس عند عبارات ثلاث: قرب، رأفة وحنان، وقال إنها تميّز نمط الله مشجعاً الكهنة الجدد على الاقتداء بهذا المثل واتّباع نمط الله. وقال إن القرب من الله يتم بواسطة الصلاة والأسرار والقداس الإلهي، برفقة الأسقف والأخوة والشعب. وسطر البابا أهمية أن يتحدث الكاهن مع الرب وأن يكون قريباً منه، مذكراً بأن الله صار قريباً منا من خلال تجسد ابنه، وكان أيضا قريبا من مسيرة تمييز الدعوة إلى الحياة الكهنوتية التي اجتازها الشمامسة التسعة. وكان الله حاضرا أيضا إلى جانبهم حتى في أوقات الشدة، أوقات الخطية. من هذا المنطلق شدد فرنسيس على ضرورة أن يكون الكهنة الجدد قريبين من شعب الله، لكن ينبغي قبل كل شيء أن يكونوا قريبين من الله بواسطة الصلاة لأن الكاهن الذي لا يصلي يُطفئ شعلة الروح القدس بداخله.

 

ثم شجع البابا الكهنة الجدد على البقاء متحدين مع أسقفهم، مذكراً بأنهم معاونو الأسقف ولا بد أن يبقوا إلى جانبه حتى في الأوضاع الصعبة، لأنه ينبغي أن يوكل الكاهن نفسه إلى الأبوّة الروحية للأسقف وأن يفعل ذلك بكل تواضع. كما حذّر البابا من مغبة الثرثرة على الكهنة الآخرين. وقال للكهنة الجدد: إذا كان لديكم أي شيء ضد كاهن آخر، كونوا رجالاً. توجّهوا عند هذا الشخص وقولوا له ما لديكم في وجهه. وأضاف: لا تثرثروا على الآخرين، ولا تتكلموا عنهم في غيابهم.

 

وتوجّه البابا في عظته إلى الكهنة الجدد وقال لهم: لم تتابعوا دراساتِكم كي تصيروا كهنة، لقد درستم العلوم الكنسية. لقد تم اختياركم، تم انتقاؤكم من بين شعب الله. وذكّر فرنسيس بما قاله الرب للملك داود إنه اختاره عندما كان راعياً يسير وراء الخراف. وشجع البابا الكهنة على ألا ينسوا البيئة التي جاؤوا منها، ألا ينسوا عائلاتهم وشعبهم. ولفت أيضا إلى ما أوصى به القديس بولس الرسول تلميذَه تيموثاوس: ألا ينسى والدته وجدّته، أي ألا ينسى أصله. أما كاتب الرسالة إلى العبرانيين فيدعو إلى عدم نسيان الأشخاص الذين نقلوا إلينا الإيمان. وقال البابا للكهنة الجدد: كونوا كهنة للشعب، لا موظفين رسميين.

 

وفي الختام، شجع قداسته الكهنة الجدد على الإصغاء إلى الآخرين وتعزيتهم، وعلى أن يمنحوهم مغفرة الله، الذي لا يتعب أبداً من الغفران. لذا لا بد أن يستخدم الكاهن رأفة الأسرة والأب التي تجعل المؤمن يشعر بأنه في بيت الله. وتمنى البابا فرنسيس ألا يبحث الكهنة عن المناصب وألا يركضوا وراء غرور المال، قائلا لهم إن الكاهن ليس رجل أعمال، وإذا عاش نمط الله واقتدى بمثله سيكون كل شيء على ما يرام.