موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
دعا البابا فرنسيس إلى الإصغاء إلى النساء اللواتي يعانين غالبًا من عدم الإقرار بدورهن.
ووفقًا لفاتيكان نيوز، فقد كتب البابا فرنسيس مقدمة كتاب جديد أعده الكاردينالان هولريتش وأومالي بالتعاون مع ثلاث عالمات لاهوت، من بينهن "أسقف" امرأة من الكنيسة الأنغليكانية، شاركن في شباط الماضي باجتماع مجلس الكرادلة في الفاتيكان.
عنوان المجلد "نساء وخدام في الكنيسة السينودسية"، تفتتحه توطئة البابا فرنسيس الذي كتب فيها: "إنّ مأساة التعديات الجنسية على القاصرين أرغمت الكنيسة على فتح الأعين على آفة تسلط رجال الدين"، مشيرًا إلى أن "الميل للتسلط داخل الكنيسة لا يشمل رجال الدين المكرسين فقط، بل العلمانيين أيضًا".
ومما لا شك فيه أن الكتاب الجديد استهلم كثيرًا من الحوار الذي أقامه المؤلفون مع البابا ومع باقي الكرادلة خلال الاجتماعات التي عُقدت في الفاتيكان، وقد شاء البابا، في 5 شباط الماضي، أن يدعو وللمرة الأولى منذ تشكيل مجلس الكرادلة، ثلاث عالمات في اللاهوت للمشاركة في النقاشات وتقديم إسهامهن، بشأن المواضيع المتعلقة بدور النساء داخل الكنيسة.
وشاء هذا المجلد أن يغوص في هذا الموضوع، ويأتي بمثابة تتمة لكتاب صدر عن الراهبة ليندا بوشر بعنوان: "نزع الصفة الذكورية عن الكنيسة"، وهي عبارة تفوه بها البابا فرنسيس نفسه خلال استقباله أعضاء اللجنة اللاهوتية الدولية.
وكتب فرنسيس في المقدمة، أن الواقع هو أهم من الفكرة، مع العلم أنه سبق أن تطرق إلى دور النساء في الكنيسة في أكثر من مناسبة لاسيما في خطابه إلى أعضاء اللجنة اللاهوتية الدولية، ورأى في هذا السياق أن الإصغاء إلى النساء، إلى أفراحهن وأتراحهن هو بلا شك وسيلة تساعد الكنيسة على الانفتاح على الواقع، مشددا على ضرورة أن يكون هذا الإصغاء بعيداً عن الأحكام، والأحكام المسبقة.
واعتبر البابا أن المرأة تعاني كثيرًا في العديد من الأماكن والبيئات وذلك نتيجة عدم الإقرار بدورها وبما يمكن أن تفعله إذا ما تسنت لها الفرصة الملائمة. وأضاف أن النساء اللواتي يعانين أكثر من سواهن هن النساء القريبات من الآخرين، والمستعدات دومًا لخدمة الله وملكوته.
بالتالي، دعا الحبر الأعظم إلى توجيه الأنظار نحو الواقع، أكثر من الأفكار البحتة من أجل تفادي الوقوع في الفخ أو التعثّر كما حصل مع الكنيسة نفسها خلال الزمن المعاصر، أي عندما اعتبرت أن الأمانة للأفكار هي أهم من التنبه للواقع. وأكد أن الواقع هو أعظم وأهم من الأفكار، وعندما يقع اللاهوت في فخ الأفكار الواضحة والمنمقة يمكن أن يُضحّى بالواقع، أو بجزءٍ من هذا الواقع على مذابح الأفكار. ولفت إلى أن إيجابية هذا الكتاب الجديد تكمن في عدم الانطلاق من الفكرة بل في الإصغاء للواقع وفي شرح وتفسير خبرات النساء داخل الكنيسة.
قضية دور المرأة في الكنيسة طُرحت مجددًا على طاولة النقاش خلال الأيام القليلة الماضية لمناسبة صدور ورقة العمل الخاصة بالدورة الثانية للجمعية العامة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة في تشرين الأول المقبل. وقد تحدث هذا النص عن أهمية الإقرار التام بالمواهب التي تميز النساء وبدعوتهن الخاصة، مضيفًا أن المرأة، ولكونها نالت سر المعمودية، تحصل على المواهب من قبل الروح القدس، وهي أيضًا مدعوة إلى خدمة رسالة المسيح.
من هذا المنطلق، اعتبرت ورقة العمل أنه لا بد من البدء من تغيير الذهنية، من خلال الارتداد إلى نظرة ترتكز إلى العلائقية والتكامل والتبادلية بين الرجل والمرأة، الذين هم أخوة وأخوات في المسيح، ويؤدون الرسالة نفسها. ولهذا السبب عبرت الجمعية السينودسية عن رغبة المشاركين في حصول إقرار أكبر بإسهام المرأة وتثمين هذا الإسهام، مع تسليط الضوء على أهمية إسناد المزيد من المسؤوليات الرعوية إلى النساء، في مختلف المجالات التي تعني حياة الكنيسة ورسالتها.