موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
في حديثه مع الصحفيين يوم أمس الثلاثاء في كاستل غاندولفو قرب روما، تناول البابا لاون الرابع عشر عددًا من القضايا، بينها مقترح السلام الجاري للحرب بين روسيا وأوكرانيا الذي قدمه الوسطاء الأمريكيون. وأشار البابا إلى أنّ ما اطلع عليه يشير إلى أنّ التحالف الذي دام لعقود طويلة بين أوروبا والولايات المتحدة، والذي كان يُعتبر "تحالفًا حقيقيًا" بالنسبة للكثيرين، قد يشهد "تغييرًا كبيرًا" للأسف.
وأشار إلى أن بعض التصريحات التي صدرت حول أوروبا، بما في ذلك مقابلات حديثة، "تحاول، في رأيي، تفكيك ما أعتقد أنّه تحالف مهم جدًا اليوم وفي المستقبل". وأضاف أنّ الرئيس الأمريكي ومستشاريه لهم الحق في تقديم مقترحاتهم، لكنه أشار إلى أنّ الخطة تحتوي على عدد من الأمور التي ربما يتفق معها كثيرون في الولايات المتحدة، في حين سيرى آخرون الأمور بطريقة مختلفة.
وبسؤاله عن دور الكرسي الرسولي في إعادة الأطفال المخطوفين من أوكرانيا، أكّد البابا أنّه ناقش هذا الموضوع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موضحًا أنّ معظم الجهود تجري "ببطء مع كل أسف، ولكنه ينجز، إن صح التعبير، خلف الكواليس"، وأن الكرسي الرسولي مستمر في العمل من أجل "إعادة هؤلاء الأطفال إلى منازلهم وعائلاتهم".
وفي ردّه على أسئلة الصحفيين المتحدثين بالإيطالية، أكّد البابا أنّ "الكرسي الرسولي متاح لتوفير مساحة وفرص للمحادثات والمفاوضات"، مضيفًا أنّ العرض لم يُقبل بعد، لكنه شدّد على استمرار استعداده للسعي نحو حل وسلام يكون عادلًا ودائمًا.
وعن دعوة الرئيس الأوكراني زيلينسكي المتجددة لزيارة أوكرانيا، والتي وصفها الرئيس اليوم على منصة X بأنها "إشارة قوية لدعم الشعب"، قال البابا: "آمل أن يحدث ذلك، رغم أنّني لا أعرف متى. يجب أن نكون واقعيين في هذه الأمور؛ ربما سيكون ممكنًا".
وفيما يتعلق بدور أوروبا في عملية السلام، الذي شكّك فيه الرئيس الأمريكي، ذكّر البابا أنّه سبق أن تطرق لهذا الموضوع خلال رحلة العودة من بيروت إلى روما في جولته الرسولية الأخيرة، مؤكدًا أنّ "دور أوروبا مهم جدًا، ووحدة الدول الأوروبية أمر بالغ الأهمية، خاصة في هذه الحالة".
وأضاف: "محاولة التوصل إلى اتفاق سلام دون إشراك أوروبا في المناقشات غير واقعية. الحرب تقع في أوروبا، وأعتقد أنّ أوروبا يجب أن تكون جزءًا من الضمانات الأمنية المطلوبة اليوم وفي المستقبل". وتابع: "للأسف، ليس الجميع يفهم هذا، لكن أعتقد أنّ هناك فرصة كبيرة لتوحيد أوروبا والسعي معًا لإيجاد حلول مشتركة".
وفي حديثه عن زيارته للمسجد الأزرق في إسطنبول، وصف البابا الزيارة بأنها جرت "في صمت، بروح التأمل والاستماع، مع احترام عميق للمكان ولإيمان المصلين المتواجدين فيه"، وذلك بحسب ما أفاد به المكتب الصحفي التابع للكرسي الرسولي آنذاك.
وعند سؤاله عن سبب عدم صلاته بشكل ظاهر كما فعل أسلافه، أجاب: "من قال إنني لم أصلي؟ لقد قالوا ذلك، لكنني شرحت بالفعل على الطائرة—ذكرت كتابًا (’ممارسة حضور الله‘ للأخ لورانس)—وربما أنا أصلي حتى الآن". وأوضح أنّ مكان صلاته المفضل هو "في كنيسة كاثوليكية أمام القربان الأقدس"، واصفًا التقارير حول تلك اللحظة في المسجد بأنها "مثيرة للفضول".
وأخيرًا، وردًا على سؤال شخصي حول انتقاله إلى القصر الرسولي في الفاتيكان، أوضح البابا لاون أنّه يقيم حاليًا في شقته بقصر المكتب الرسولي. وعندما سئل عن موعد انتقاله إلى الشقة البابوية ومع من سينتقل، أجاب: "لا يوجد موعد محدد بعد؛ أنا مرتاح حيث أنا الآن، في المكتب الرسولي".