شكر البابا فرنسيس، الأربعاء، النساء على التزامهنّ نحو "مجتمع أكثر إنسانيّة".

وفي يوم المرأة العالمي، وعقب صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، أشاد البابا فرنسيس "بجميع النساء"، وشكرن "على التزامهن ببناء مجتمع أكثر إنسانيّة، من خلال قدرتهن على فهم الواقع بعيون إبداعيّة وقلب رقيق".

النساء يريدن السلام، دائمًا

في سياق آخر، أشار البابا في مقدمة كتاب بعنوان: "قيادة نسائيّة أكبر من أجل عالم أفضل"، من تأليف أنّا ماريا تارانتولا، وهو ثمرة بحث مشترك شارك فيه 15 أكاديمي من تخصصات مختلفة، من 10 جامعات في 8 بلدان، إلى أنّ البحث "قد كشف المصاعب التي لا تزال أمام النساء اليوم لبلوغ أدوار قياديّة في دنيا العمل، هذا إلى جانب تسليط الضوء على فوائد وجود أكبر للنساء، وتثمينٍ كامل لهنّ في الأوساط الاقتصاديّة والسياسيّة وفي المجتمع في حد ذاته".

وتوقف عند إمكانية أن تستفيد الكنيسة أيضًا من تثمين المرأة، وهو ما تحدث عنه قداسته مختتمًا السينودس الخاص بمنطقة الأمازون في تشرين الأول 2019 حين قال: "إننا لم ننتبه إلى ما تعنيه المرأة في الكنيسة ونقتصر فقط على الجانب الوظيفي، بينما يتجاوز دور المرأة في الكنيسة بكثير هذا الجانب". وقال: علينا مواصلة العمل في هذا المجال.

وشدّد على أنّه ليس من الممكن بلوغ عالم أفضل، أكثر عدالة وشمولاً، عالم مستدام بشكل متكامل، بدون إسهام النساء، وعلينا بالتالي أن نعمل معًا جميعًا لتوفير فرص متساوية للرجال والنساء في كل مجال، وذلك لتحقيق مساوة في التنوّع ثابتة ودائمة، لأنّ طريق تحقيق المرأة لذاتها حديث وصعب وغير نهائي، ويمكن بسهولة أن نعود إلى الوراء".

كما توقّف عند اختلاف فكر المرأة عن فكر الرجل، فالنساء أكثر تنبهًا إلى حماية البيئة، وأنظارهن لا تتوجه إلى الماضي بل إلى المستقبل، مشيرًا إلى أن النساء يعلمن أنهن يلدن بألم لبلوغ فرح عظيم: هبة الحياة وفتح آفاق جديدة واسعة، ولهذا فإنّ النساء يريدن السلام، دائمًا.

كما تحدّث عن قدرة النساء على التعبير عن القوة والحنان معًا، لافتًا إلى تميزهنّ بالكفاءة والقدرة، وبأنّ الأجيال الجديدة تحفزهنّ، وحين تتوفّر للنساء مساواة كاملة في الفرص يمكنهن الإسهام في التحوّل الهام نحو عالم يطبعه السلام والدمج والتضامن والاستدامة المتكاملة. وقال: إنّ السلام يولد من النساء، ويبزغ ويبرق في رقة الأمهات، وهكذا يصبح حلم السلام حقيقة مع النظر إلى النساء.

ووصف البابا فرنسيس الفجوة في هذا المجال بين الرجل والمرأة بظلم كبير، وأضاف أن هذا التفاوت إلى جانب الأحكام المسبقة هي ما ينتج عنها العنف ضد النساء، مشدّدًا على ضرورة أن نجد علاجًا لهذه الآفة وألا نترك النساء بمفردهن. وقال: إنّ المساواة يجب بلوغها في الاختلاف، لا مساواة تنتج عن تصرفات ذكورية، بل مساواة تنطلق من كون بوابات الملعب كلها مفتوحة للاعبين جميعًا بدون تمييز على أساس الجنس أو اللون، الدين أو الثقافة، مشيرًا إلى "جمال التفكير في عالم يعيش فيه الجميع في تناغم، ويتم فيه الاعتراف بمواهب الجميع، ويساهمون في بلوغ عالم أفضل".