موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
شجّع البابا فرنسيس كهنة المستقبل، والذين يدرسون في الكليّة الحبريّة لأمريكا الشماليّة، بالعاصمة الإيطاليّة روما، على تنمية "حوار دائم" مع الرّب، وتعزيز الشركة مع الكنيسة، وأن يصبحوا شهودًا أنبياء ينقلون إنجيل محبّة الله إلى المحتاجين.
وفي معرض خطابه في قاعة كلمنتين بالقصر الرسوليّ، سلّط البابا فرنسيس الضوء على تنشئتهم واستعدادهم لنيل سرّ الكهنوت كـ"مسيرة سينودسيّة"، يُدعون فيها للإصغاء إلى الروح القدس، وإلى بعضهم البعض، من أجل "تمييز كيفيّة مساعدة أعضاء شعب الله المقدّس على عيش عطية الشركة، ولكي يصبحوا تلاميذًا مرسلين".
وشارك قداسته بعض الأفكار حول ثلاثة عناصر قال إنّها أساسيّة للتنشئة الكهنوتيّة: الحوار والشركة والرسالة، مستشهدًا بالنص الإنجيلي من لقاء يسوع بأندراوس وتلميذ آخر ليوحنا المعمدان، وأقاما معه لبعض الوقت ثم قادوا آخرين لكي يلتقوا الرب، وبشكل خاص سمعان بطرس (يوحنا 1: 35-42).
العنصر الأوّل هو الحوار. كما هو الحال مع أندراوس وسمعان بطرس، لفت البابا إلى أنّه خلال تنشئتهم الكهنوتيّة يدخل الرّب في حوار شخصي معهم، ويسألهم عمّا يبحثون عنه، ويدعوهم إلى "يأتوا وينظروا"، لكي يتكلموا معه فاتحين له قلوبكم وتسلِّموا له ذواتكم بثقة في الإيمان والمحبّة. وأشار إلى أنّ هذا يقوم على "مسألة تنمية علاقة يوميّة مع يسوع، تتغذى بشكل خاص من الصلاة، والتأمل في كلمة الله، ومساعدة المرافقة الروحيّة والاصغاء الصامت أمام بيت القربان".
أمّا العنصر الثاني فهو الشركة. قال: "يخبرنا الإنجيلي يوحنا أن التلميذين ’أقاما مع‘ يسوع في ذلك اليوم. وبإقامتهما، بدأ التلميذان يتعلمان، من كلماته، وتصرفاته وحتى من نظرته، ما كان يهمه حقًا وما أرسله الآب لكي يعلنه. وبالطريقة عينها، تتطلب مسيرة التنشئة الكهنوتية شركة ثابتة: أولاً مع الله، وأيضًا مع الذين يتحدون في جسد المسيح، الكنيسة".
وخلال سنوات تنشئتهم، دعاهم البابا أن "يُبقوا أعينهم مفتوحة على سر وحدة الكنيسة، التي تظهر في تنوّع شرعي يُعاش في فرادةِ الإيمان، وعلى شهادة المحبة النبوية التي تعبِّر عنها الكنيسة، خاصة هنا في روما، يعبر من خلال أعمالها الملموسة للمشاركة ومساعدة المحتاجين" آملاً "تنمية تلك المحبة الأخوية القادرة على أن ترى عظمة القريب المقدسة، وأن تجد الله في كل إنسان، وتتحمل مضايقات الحياة المشتركة".
وحول العنصر الثالث؛ الرسالة، قال البابا فرنسيس: "بعد أن أقام مع يسوع، ذهب أندراوس ليبحث عن أخيه سمعان وجاء به إلى يسوع. نرى هنا كيف تصبح رسالةً الشهادةُ التي تولد من الحوار والشركة مع المسيح: ذهب التلميذان اللذان دُعيا لكي يجذبا آخرين بشهادتهما. في كلِّ مرّة يدعو فيها يسوع رجالاً ونساء، يقوم بذلك لكي يرسلهم، لاسيما إلى الفئات الأكثر ضعفًا والذين هم على هامش المجتمع، والذين لم نُدعى لكي نخدمهم فحسب، بل يمكننا أيضًا أن نتعلّم الكثير منهم".
أضاف: "يحتاج الأشخاص اليوم إلينا لكي نُصغي إلى أسئلتهم ومخاوفهم وأحلامهم، لكي نتمكن من مرافقتهم بشكل أفضل إلى الرب، الذي يعيد إحياء الرجاء ويجدد حياة الجميع. أنا على ثقة بأنكم، فيما تقومون بأعمال الرحمة الروحية والجسدية من خلال مختلف الأعمال الرسوليّة التربوية والخيريّة التي تلتزمون بها، ستكونون على الدوام علامات لكنيسة تعرف كيف تخرج وتلتقي وتشارك حضور وشفقة ومحبة يسوع مع إخوتنا وأخواتنا".