موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٢ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠
البابا فرنسيس يدعو لتعليمٍ محوره الإنسان بقيمته وكرامته وعلاقاته مع الآخر والواقع
قبول الآخر، احترام الخليقة، والمشاركة في الهمّ الإنساني

فاتيكان نيوز وأبونا :

 

وجّه البابا فرنسيس رسالة إلى المشاركين في ندوة حول الميثاق التربوي العالمي، والتي نظّمها اتحاد الرؤساء العامين والاتحاد الدولي للرئيسات العامات، أكد فيها قداسته على أنّ "التركيز فيما هو مهم يعني وضع الإنسان في المحور، بقيمته وكرامته، وإبراز خصوصيته وجماله وتفرُّده، وفي الوقت عينه، قدرته على الارتباط بالآخرين والواقع الذي يحيط به".

 

وشدد على أنّ "تثمين الإنسان، يجعل التعليم وسيلة ينمو فيها أطفالنا وشبابنا وينضجون، ويكتسبون المهارات والموارد الضروريّة من أجل بناء مستقبل يسوده العدل والسلام معًا، لذا من الأهميّة بمكان عدم إغفال الهدف وتبديده في وسائل الإعلام والمشاريع والهيكليات".

 

ولتحقيق ذلك، أكد البابا فرنسيس على أهميّة "عيش القبول؛ وهذا يعني أن نضع أنفسنا في موقف إصغاء للآخر، وللذين يتلقون خدمتنا، أي الأطفال والشباب. وهذا يعني أن يصغي الآباء والطلاب والسلطات -الرواد الرئيسيون للتعليم- إلى أنواع أخرى من الأصوات، والتي ليست مجرد أصوات من دائرتنا التعليمية. وهذا الأمر سيمنعهم من الانغلاق على مرجعيتهم الذاتية، وسيجعلهم ينفتحون على الصرخة التي تنبعث من كل إنسان ومن الخليقة. وبالتالي من الأهميّة بمكان تشجيع أطفالنا وشبابنا على تعلم كيفية التواصل مع الآخرين، والعمل في مجموعات، والتحلّي بموقف تعاطفي يرفض ثقافة الإقصاء".

 

كذلك شدد البابا فرنسيس أهميّة أن يتعلّم الأطفال والشباب "الحفاظ على بيتنا المشترك، وحمايته من استغلال موارده، من خلال اعتماد أساليب حياة أكثر رصانة، والسعي إلى الاستخدام المتكامل للطاقات المتجددة التي تحترم البيئة البشرية والطبيعية، واحترام مبادئ التعاضد والتضامن والاقتصاد الدائري".

 

وأشار قداسته إلى نقطة محورية ثانيّة، وهي الإشراك. وقال: "لا يمكننا فهم موقف الاصغاء، المحدد في جميع هذه الالتزامات، على أنه مجرد استماع ونسيان لما سمعناه، لا بل يجب أن يكون منصة تسمح للجميع بالالتزام بشكل فعّال في هذا العمل التربوي، كل بحسب اختصاصه ومسؤوليته. وبالتالي، يعني الالتزام والإشراك أن نعمل لكي نمنح الأطفال والشباب إمكانية رؤية هذا العالم الذي نتركه لهم كإرث بعين ناقدة، قادرة على فهم المشاكل في مجال الاقتصاد والسياسة والنمو والتقدم، وعلى اقتراح حلول تخدم حقًا الإنسان والعائلة البشرية بأسرها من منظور إيكولوجيا متكاملة.