موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
مع إحياء الكنيسة الكاثوليكيّة والكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة مرور خمسين عامًا على اللقاء التاريخي بين البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث، أصدرت دائرة تعزيز وحدة المسيحيين في الفاتيكان كتابًا يجمع وثائق تشهد على التقارب بين الكنيستين منذ المجمع الفاتيكاني الثاني.
وتتبّع مقدمة الكتاب، الذي يحمل عنوان: "الكنيسة الكاثوليكيّة والكنيسة القبطية الأرثوذكسيّة. الذكرى الخمسون للقاء بين البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث (1973-2023)"، مسار الحوار الذي أدى إلى ذلك اللقاء التاريخي وثماره على مدار نصف القرن الماضي.
بدأ البابوان في المقدمة بالتعبير عن رغبة كنيستهما في "السير نحو الشركة الكاملة".
وقالا: "من الأهميّة بمكان، وخلال المسيرة المسكونيّة، النظر إلى الوراء في بعض الأحيان لتعزيز الرجاء والاستلهام من روّاد الوحدة الذين سبقونا، هذا إلى جانب شكر الله من خلال تذكّر الخطوات التي تم القيام بها، والمسافات التي تم قطعها، وهذا هو هدف هذا الكتاب".
وفي سياق الحديث عن لقاء البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث من 9 حتى 13 أيار 1973، أي خمسين سنة مضت، وصفه قداستهما هذا اللقاء بالتاريخيّ، حيث كان ثمرة التقارب المتنامي منذ المجمع الفاتيكاني الثاني. كما شكّل هذا اللقاء علامة في العلاقات بين الكنيستين، كونّه الأوّل بين أسقف روما وبابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسيّة منذ مجمع خلقيدونية عام 451م، وتم التوقيع خلاله على الإعلان الكريستولوجي المشترك الصادر عن الكنيستين في 10 أيار 1973.
وأشار البابا فرنسيس والبابا تواضروس الثاني في مقدّمة الكتاب، إلى أنّه ومن ذلك اللقاء التاريخيّ استمرت اللقاءات بين البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث، ونتجت عنها تأسيس لجنة دوليّة مشتركة بين الكنيسة الكاثوليكيّة والكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة.
وأدى عمل هذه اللجنة إلى توقيع وثيقة حول المبادئ الموجٍّهة للسعي إلى الوحدة بين الكنيسة الكاثوليكيّة والكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة عام 1979، بين البابا يوحنا بولس الثاني والبابا شنودة الثالث. كما مهدّت اللجنة الطريق لتأسيس لجنة الحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية عام 2003، والتي أثمرت عن وثائق هامة تشهد على التفاهم المتنامي.
وفي ختام مقدمة الكتاب، ذكّر البابا فرنسيس والبابا تواضروس الثاني بلقائهما الأوّل في 10 أيار من العام 2013، والذي تمّ خلاله الإعلان عن الاحتفال بيوم الصداقة بين الكاثوليك والأقباط، في 10 أيار، والذي يتواصل الاحتفال به سنويًا.
وأكد قداستهما على مواصلة اللقاء التاريخيّ بين البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث إعطاء ثماره، وتضرعا كي تستمر ذكرى هذا اللقاء وما تلاه من أحداث هامة في إلهام المسيرة المسكونية للرد على صلاة المسيح "ليكونوا واحدًا"، معربان عن الرجاء في نمو المحبة الأخوية والصداقة بين الكنيستين، وصولاً إلى اليوم المنتظر الذي يمكننا فيه الاحتفال معًا على المذبح ذاته.