موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
عقد البابا فرنسيس وأخيه البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صباح اليوم الخميس 11 أيار 2013، اجتماعًا ثنائيًّا مغلقًا في القصر الرسولي بالفاتيكان. تلاها صلاة مسكونيّة حضرها وفدا الكنيستين القبطيّة الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة.
وألقى البابا تواضروس كلمة، أعرب خلالها عن سعادته بزيارة الفاتيكان. وقال: "إنّ فرحي اليوم لكبير بالتواجد بينكم، وأصافحكم بقلبي لا بيدي فقط". وأضاف: "إنني ممتن لأني متواجد على هذه الأرض، التي كرز فيها الرسل، ويسكنها مرقس الرسول كاروز ديارنا المصرية، ومنها خرج الكثيرون في طريق طويل للكرازة باسم ربنا يسوع للعالم كله فاديًا ومخلصًا".
وخاطب البابا تواضروس الثاني أخيه البابا فرنسيس بالقول: "إنني على العهد؛ أذكركم في صلاتي الخاصة يوميًّا، كما تعاهدنا منذ زيارتي السابقة هنا"، والتي تمّت في 10 أيار من العام 2013. وأضاف: "إنّني أصلي معكم من أجل كنيسة الله على الأرض أن يثبتها إلى دهر الدهور، لترفع على الدوام التسبيح السماوي".
وعن المحبّة التي صارت شعارًا للعلاقات بين الكنيستين القبطيّة والكاثوليكيّة، قال البابا تواضروس الثاني: "إنّ المحبة هي الأساس الدائم، والطريق الرئيسي للكمال، والطريق الوحيد لله، لأنّ الله محبّة، وكل من يعرفه يمشي خطوات المحبّة معه وإليه"، وشدّد غبطته على أن "مسؤوليتنا أن نصير مثله (الله) ونقدّم المحبة غير المشروطة لبعضنا وللعالم كله".
وفيما يتعلق بالحوار اللاهوتيّ بين الكنيستين القبطيّة الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة، شدّد البابا تواضروس الثاني على أنّه "بجلسات الحوار بين الكنيستين القبطيّة الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة، فإنّنا نسير في طريق المحبة، "ناظرين إلى رئيس الإِيمان ومكمله يسوع" (عبرانيين 12: 2).
وأشار إلى أنّه "في 10 أيّار 1973، وقّع رئيسا كنيستينا بيانًا مشتركًا، تمّ فيه الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة، مهمتها توجيه دراسات مشتركة في عدّة ميادين، حتى نستطيع أن نعلن معًا رسائل الإنجيل التي تتطابق مع رسالة الرب الأصيلة ومع احتياجات عالم اليوم وآماله".
وقال: "نشكر الله على استمرار الحوار اللاهوتي للجنة الدوليّة المشتركة بين الكنيسة الكاثوليكيّة والكنائس الأرثوذكسيّة الشرقيّة، والتي شرفنا باستقبال آخر اجتماعاتها في مركز لوغوس بالمقر البابوي بمصر، والتي نحتفل العام القادم بالاجتماع العشرين لها". ولفت إلى أنّ "الحوار طريق طويل، لكنه آمن، تحميه ضفتان من المحبة، ضفة محبة المسيح لنا وضفة محبتنا لبعضنا، لذلك مهما واجهنا من تحديات فإنّ المحبة تحمينا، لنكمل مسيرتنا ونستمر من أجل الفهم المتبادل"
وتحدث البابا تواضروس الثاني عن ارتباط كل من الكنيستين بالقديسين، وقال: "إنّ القديسين أحد الدعائم الأساسيّة لكنيستينا، بدأت بالرسل بطرس وبولس ومرقس، والآن نكتب في كتاب سنكسار الكنيسة شهداء جددًا، حفظوا الإيمان وتمسكوا بالشهادة للمسيح".
وكشف عن الهدية التي أتى بها ليقدمها للبابا فرنسيس.
وقال: "الـ21 شهيد في ليبيا، إذ اعترفنا بقداستهم في الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، نقدّم اليوم جزءًا من متعلقاتهم المغمورة بدمهم المسفوك على اسم المسيح للكنيسة، لكي تذكر في سنكسار كل الكنائس في العالم، ونعلم أن "لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا" (عبرانيين 12: 1)، لافتًا إلى أنهم "صاروا قدوةً ومثالًا معاصرًا للعالم كله، يشهد بأن مسيحيتنا ليست مسيحيّة تاريخيّة في الماضي، لكنها أمس واليوم وإلى الأبد".