موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٧ ابريل / نيسان ٢٠٢٥
الأساقفة والكهنة اللاتين يجدّدون وعودهم الكهنوتيّة يوم خميس الأسرار

أبونا :

 

اجتمع الأساقفة والكهنة اللاتين في الأردن، صباح يوم خميس الأسرار، في قداس إلهي، ترأسه المطران إياد الطوال، النائب البطريركي للاتين، احتفالاً في سر المحبّة الإلهيّة، سر القربان، وسر الكهنوت، مجددين وعودهم الكهنوتيّة، وذلك في كنيسة العذراء الناصرية في الصويفية بعمّان.

 

وألقى المطران الطوال عظة قال فيها: "نحتفل في خميس الأسرار بتأسيس سرّ الإفخارستيا وسرّ الكهنوت. إنّه يوم خاص بنا ولنا، حيث نتذكّر ونعيش لحظة المحبّة التي شاركنا بها المسيح في كهنوته، وأعطانا مهمّة الاحتفال بذكرى جسده ودمه. في هذه السنة أشكر السيّد المسيح على نعمة الكهنوت والأسقفيّة، وأشكره على هذه النعمة في كلّ واحد منكم. ومعكم جميعًا نسبّح اسمه القدوس على عظمة هذا السرّ في كنيستنا وبلادنا، حيث انطلق إلى سائر أنحاء العالم".

 

نتقدّس نحن.. ونقدّس الآخرين

 

وأضاف النائب البطريركي للاتين في عظته: "لا شكّ أنّنا من خلال سرّ الكهنوت نتقدّس نحن، ونقدّس الآخرين. نتعلّم تقديم أنفسنا ذبيحة مرضية، ونعلّم المؤمنين تقديم ذواتهم ذبيحة حيّة. نتغذى نحن من كلمة الله، ونغذي شعب الله، فتلامس عظاتنا قلوب الجميع، لأنها تنبع من قلوبنا قولاً وفعلاً".

 

تابع: "لنتأمل معًا في هذا اليوم المقدّس في هذا المعنى العميق لهذا السرّ، المسيح الكاهن الأعظم اختارنا، وهو العالم بضعفنا، لنكون شركاء معه في كهنوته وخدامًا له. بفضل نعمة الروح القدس، نقدّم ذبيحة جسده ودمه ونكون شهودًا له ومبشرين بإنجيله في أبرشيتنا الحبيبة البطريركيّة اللاتينيّة المقدسيّة".

مسيرة شخصيّة وجماعيّة.. وخدمة مستمرّة

 

وقال المطران الطوال: "يدعونا خميس الأسرار في التأمل بمحبّة المسيح العظيمة التي دفعته إلى تقديم ذاته ذبيحة خلاص عنا، ولكن إلى البقاء معنا في سرّ القربان. إنّها الدعوة لكي نتبّع مثاله في المحبّة المخلصة لشعب الله، والخدمة المتواضعة له، وبذل ذواتنا من أجل خيره وخلاصنا".

 

أضاف: "هذه سنة يوبيليّة؛ سنة توبة وتجديد، وسنة رجاء وفرح. هي مسيرة شخصيّة وجماعيّة، ودعوة إلى الانطلاق بعزيمة وثبات نحو المستقبل، ومستقبل تكون لنا فيه الحياة، وتكون لنا وافرة. فنحن عائلة البطريركيّة اللاتينيّة مدعوون للاستمرار في خدمة مؤمنينا والناس جميعًا، خصوصًا المحتاجين، بحماسٍ وفرح، ولتقديم ذواتنا لله ذبيحة مرضيّة، فنكتسب معنى لحياتنا، أو بالأحرى تكتسب حياتنا معناها الحقيقي".

لكي لا تفارقنا أبدًا نعمة سيامتنا

 

تابع: "فلنقف معًا بكل ما أوتينا من قوّة وعزيمة، متحدّين ومتحابين، ويحترم ويحب أحدنا الآخر، مقدّرين وزنات كل واحد منا، ونتجدّد معًا بقلوب ممتنة، متذكرين الوعود التي قطعناها على أنفسنا يوم رسامتنا، عندما تلقينا مسحة الروح القدس، عندها يصبح عدد الأيام والسنين نضجًا روحيًّا وإنسانيًّا ورعويًّا وكنسيًّا، فنعرف ما هو الطول والعرض والعمق والارتفاع، ونكتشف محبّة المسيح التي تفوق كل معرفة، ونمتلىء بكلّ ما في الله من كمال".

 

وخلص المطران الطوال في عظته إلى القول: "لترافقنا في مسيرتنا الكهنوتيّة هذه أمنا مريم العذراء، فهي التي تستطيع أن تساعدنا على أن نتذّوق عظمة هذه العطيّة، وتعلمنا كيف نحتفل بالأسرار المقدّسة بإيمان وحرارة، وكيف ننمو بالاتحاد مع ابنها. لنتضرّع معًا أخوتي إلى الله تعالى ألا تفارقنا أبدًا نعمة سيامتنا، وأن نجد كلّ يوم من خلال خدمتنا الأمينة العزاء والقوّة والفرح. وكل عام وأنتم بالكهنوت خيرًا وبركة".

 

وخلال القداس، جدّد الأساقفة والكهنة والشمامسة وعودهم الكهنوتيّة، بحضور عدد من الراهبات والمؤمنين.