موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
بدأت في الفاتيكان أعمال الجمعيّة العامّة الثانيّة والعشرين لهيئة كاريتاس الدوليّة، بلقاء مع البابا فرنسيس، صباح الخميس 11 أيار 2023، الذي رحّب وشكر أعضاء كونفدراليّة كاريتاس على عملهم ورسالتهم بالعالم أجمع. وشجّع قداسته الحضور على الاستمرار في خدمة الفقراء والمحتاجين بروح الإنجيل، داعيًا إياهم بأن يهتموا بالخدمة أكثر من الأمور الإداريّة.
ويشارك في أعمال الجمعيّة العامّة حوالي 450 شخصًا، من 180 كاريتاس حول العالم. ومن الأردن، يشارك مدير عام كاريتاس الأردن السيّد وائل سليمان في اجتماعات اللجنة العليا لهيئة كاريتاس الدوليّة كممثل عن جمعيات الكاريتاس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك بعد انتخاب كاريتاس الأردن لتقوم بهذا الدور للسنوات الأربع المقبلة.
والمميّز في الجمعية العامّة الثانية والعشرين إعطاء مساحة أكبر لحضور المرأة والشباب، الذين، كما وصفهم سليمان "من أهم عناصر بناء كاريتاس كمؤسّسة خدمة ومحبّة، في عالم بحاجةٍ إلى لمسة المرأة، وشجاعة ووقت الشباب". وبالإضافة إلى السيّد سليمان، يشارك من الأردن منسق وحدة التدريب رغد بقاعين، وممثل عن فئة الشباب فاتن زيادات. أمّا من فلسطين، فيشارك كل من المدير العام أنطون أصفر، وعن مجلس الأساقفة الكاثوليك المطران يعقوب أفرام سمعان.
في خطابه، لفت البابا فرنسيس إلى أن الرب موجود في صلب كل نشاط خيري واجتماعي نقوم به، فالرّب يأتي لملاقاة الإنسان المخلوق على صورته ومثاله، ويرافقه في مسيرته. وقال: نستطيع أن نعبّر عن امتناننا لله من خلال توجيه الأنظار نحو الأخوة المتألمين والمحتاجين إلى الرعاية والمساعدة كي يستعيدوا كرامتهم كأبناء تم افتداؤهم بدم المسيح الثمين. وبغية التجاوب مع محبة المسيح، نجعل من أنفسنا هبة للآخرين، ونعلم موت الرب وقيامته حتى مجيئه.
وشدد على أنه عندما نقبل محبة الله، ونتعرف على حقيقتنا كأفراد وككنيسة، ونفهم معنى وجودنا، ندرك أهمية حياتنا وحياة الآخرين. فالمحبة تساعدنا على فتح الأعين، وتساعدنا على أن نرى في الغريب أخًا لنا. وعيش المحبة يعني صنع الخير، والانفتاح على الآخر، وهذا يتحقق عندما ننفتح على الحوار والإصغاء، ونقبل الآراء المختلفة ونبحث عن نقاط للتلاقي. فالمؤمن المسيحي لا يبحث عن مصلحته الخاصة، بل يلتزم في تعزيز خير الآخرين وينسى الشرور التي تعرض لها، ويوكل كل شيء بثقة إلى الله.
في ختام كلمته، ذكّر البابا الحاضرين بأن واجبهم يتمثل في التعاون مع الكنيسة الجامعة وإعلان الإنجيل من خلال الأفعال الصالحة. ولا بد أن يُظهروا أن الإنجيل يتجاوب مع تطلعات الإنسان العميقة ومع كرامته. كما أنهم مدعوون أيضًا إلى مرافقة الكنائس المحليّة في التزامها في مجال المحبة الرعوية وتنشئة أشخاص من ذوي الكفاءات قادرين على حمل رسالة الكنيسة داخل الحياة السياسية والاجتماعية، مشددًا على ضرورة الحفاظ على الوحدة وعيش الاختلاف كغنىً، والتعدديّة كمورد.