موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٤ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٣
الأب يزن بدر يحتفل بقداسه الكهنوتي الأوّل في رعية مار الياس بالوهادنة

أبونا :

 

احتفل الأب يزن بدر، السبت 14 كانون الثاني 2023، بقداسه الكهنوتيّ الاحتفالي الأوّل، في رعية مار الياس في الوهادنة، بمحافظة عجلون، شمال المملكة، بحضور النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران جمال دعيبس، ورئيس المعهد الإكليريكي البطريركيّ في بيت جالا الأب برنارد بوجي، والكاهن الجديد الأب مايكل الذيب، ولفيف من الكهنة والراهبات والمؤمنين من الأهل والأحباء الأصدقاء.

 

في بداية القداس، ألقى كاهن الرعيّة الأب بهاء اسطفان كلمة ترحيبية بالكاهن الجديد الأب يزن، وبسيادة المطران والآباء الكهنة، معبّرًا عن فرحة رعية مار الياس باستقبال كاهن جديد لها. وفي ختام القداس، قدّم كاهن الرعيّة حلة كهنوتيّة جديدة للكاهن الجديد لكي يبقى يذكر رعيته في كل مرة يقيم الذبيحة فيها.

 

وبعد إعلان الإنجيل المقدّس، ألقى اشبين الكاهن الجديد، الأب إياد بدر، كلمة شكر فيها الرّب على نعمة الكهنوت المقدّس التي يستمر بفيضها على الكنيسة المحليّة بكل عام، وعلى رعيّة الوهادنة بشكل خاص، "والتي كانت منبتًا غنيًّا بالدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة على مدار العقود الماضية. وهذه علامة على محبته المجانيّة لنا".

 

المسيح.. الُمصلي والخادم والمحب

 

وقال الأب إياد: "أبانا العزيز يزن، لقد اخترت شعارًا لكهنوتك ’اصنعوا أنتم أيضًا ما صنعت إليكم‘. لذلك أودّ اليوم أن أذكرك ببعض الأمثلة الإنجيليّة لتصنع أنت ما صنع هو إلينا. فاطبع كهنوتك بثلاثة أمثلة: المسيح الكاهن المُصلي، والخادم والمُحب.

 

وأشار إلى الإنجيل يورد بأنّ السيّد المسيح في حياته العلنيّة كان يعتزل الجماهير في كثير من المواقف المفصليّة، ويُحيي الليل بالصلاة ومناجاة الآب، لافتًا إلى أنّ حياة الكاهن ورسالته تستمد حيويتها وفاعليتها من الصلاة التي هي عمل الروح القدس في قلبه. وخاطب الكاهن الجديد بالقول: "إنّ رسالتك الكهنوتيّة لا تثمر ثمرًا جيّدًا إلا إذا تجذرت تجذرًا عميقًا في شخص يسوع المسيح الحيّ وكانت امتدادًا حيًّا وملموسًا لرسالته الخلاصيّة".

 

أضاف: إنّ الكهنوت ليس منصبًا أو مركزًا، بل هو خدمة وتضحية بدوام كامل. لقد مُسحت كاهنًا للأبد من أجل شعب الله، بالتالي فأنت خادم الله وشعبه، والرعيّة تنتظر منك الكثير لكي تحملهم في صلاتك، وتصغي لهم، وتتقاسم معهم همومهم وآمالهم. إنّ المسيح يرسلك إلى شعبه لكي تجدّد زيارته لهم، ولكي تتذكّر بأنّ شعب الله هو الرحم الذي يولد منه الكاهن، وله تنتمي.

 

وقال: "ستختبر أن خدمتك الكهنوتية في وسط الناس ومعهم ليس بالأمر السهل، وكما لم تكن سهلة بالنسبة للمسيح. وسوف تختبر في هذه الخدمة الكهنوتيّة ورسالتها الفرح والألم، النجاح والفشل، القيام والسقوط، النشاط والخمول، الشجاعة والخوف. فلا تخف ولا تتراجع ولا تهرب. أُذكر كلمات الرب: "فإنك لكلّ ما أرسلك له تذهب، وكل ما آمرك به تقول" (إرميا 1: 7). فحياتنا الكهنوتيّة ما هي إلا امتدادٌ حقيقيّ لحياة الكاهن الأزلي وشهادة له".

 

أضاف: "أخيرًا، أوصيك بالمحبة الكهنوتيّة. فسرّ نجاح رسالتك وحياتك الكهنوتيّة يكمنان بالمحبّة التي تتألّق في الخدمة المجانيّة، على مثال خدمة يسوع، الذي غسل أقدام تلاميذه وقال: ’فقَد جَعَلتُ لَكُم مِن نَفْسي قُدوَةً لِتَصنَعوا أَنتُم أَيضًا ما صَنَعتُ إِلَيكم‘. فتذكر يا أبونا يزن أنّ ما يميّز الكاهن هي إنسانيته؛ في لقائه مع الناس (الأطفال والشباب والعائلات وكبار السن). لقد اتخذ السيد المسيح إنسانيتنا ورفعها. فاجعل إنسانيتك طريقك لتكون شاهدًا للمسيح في كل مواقفه وتصرفاته، متواضعًا لا يتكبّر، معزيًا للحزانى وجابرًا لمنكسري القلوب وطبيبًا للمرضى، صديقًا لأبناء رعيته يرتاحون له كلما قصدوه. خادمًا أمينًا يعمل في الصمت دون انتظار الأجر. حليمًا ومسالمًا يزرع الفرح والسلام أينما حل. متفانيًا في خدمة النفوس يذهب في طلب الخروف الضال، وغيورًا على الله وخير الكنيسة".

 

وخلص الأب إياد إلى القول: "أقول لكم أيّها المؤمنون. فالكاهن الذي يستمد من محبة الله القوة، سيجد في محبة المؤمنين سندًا وحافزًا لمواصلة العطاء. فاذكر يا أبانا الجديد أنّ العلاقة مع شعب الله المقدّس ليست واجبًا علينا، بل نعمة. إنّ محبّة الناس هي قوّة روحيّة تُعزز اللقاء الكامل مع الله. لهذا فإنّ مكان كلّ كاهن هو في وسط شعبه وفي قربه لهم. أنت كاهن مرسَل إلى الناس، ووبنفس الوقت مدعو باستمرار لتصعد إلى الجبل لتلتقي بالله".

كلمة شكر

 

وقبل منح البركة الختاميّة، ألقى الأب يزن بدر كلمة شكر فيما يلي نصها:

 

سيادة المطران جمال خضر الجزيل الوقار،

الآباء الكهنة الأجلاء،

الأخوات الراهبات الفاضلات،

الحضور الكرام من الأهل والأصدقاء الأعزاء، أسعد الله صباحكم...

 

اسمحوا لي أن أعبّر بمشاعر الشكر والامتنان على محبة الله وعلى نعمة الكهنوت المقدّس التي منحني إياها المسيح الفادي، بغير استحقاق مني، له الحمد على كل عطية صالحة وهبةٍ كاملة وإليه أكِلُ رسالتي الجديدة بثقة واتكالٍ عليه، في خدمة كنيسته المقدّسة بروح الفرح وقوّة الإيمان. لذلك كلّي ثقة بعنايته وأمانته وبأنه سيرافقي وسيثبتني في هذه النعمة المقدسة وسيزيدني من عطاياه التي لا حدَّ لها.

 

وبعد شكر الله الذي لا أملُّ من حمده، وسأبقى مع مريم البتول، "تبتهج نفسي بالله مخلصي"، أرفعُ آيات الشكر إلى بطريركيتي اللاتينيّة العزيزة التي قبلتني منذ الرسامة الشماسّية، في كنيسة الكاتدرائية في القدس، لانضمّ إلى الإكليروس المحليّ الذي يعمل في مختلف مدننا وقرانا. شكرًا لغبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، الذي منحني سرّ الكهنوت بوضع يديه الأسقفيتن الكريمتين. وأشكر سيادة المطران جمال دعيبس الذي خدم في رعيتنا هذه فترة من الزمن، وها هو يشرّف قداسي الأوّل اليوم. شكرًا لجميع الأساقفة المساعدين والبطاركة السابقين، ولأخوتي الكهنة الحاضرين معنا اليوم والذين لم يستطيعوا الحضور أيضًا.

 

وأشكر بشكل خاص معهدي العزيز -سيمنير بيت جالا- ممثلاً برئيسه الأب برنارد بوجي، وجميع الكهنة الذين ساعدوني وتحملوا مسؤولية تنشئتي لنحتفل اليوم بالقداس معاً كإخوة في الكهنوت وأحباء في المسيح، وأشكر أيضًا راهبات المعهد راهبات الكلمة المتجسد، والموظفين الذين سهروا على احتياجاتنا. أشكركم جميعًا من كل قلبي والرب يجزيكم خيرًا على قدر محبتكم واتعابكم من أجلنا وأعِدُكم أن تبقوا في صلاتي دائمًا.

 

إخوتي طلاب الاكليريكية الكبرى، اشكركم على كل لحظة كنا فيها معًا وعلى كل التعب والتضحية التي قدمتموها من أجلي ومن أجل أخي الأب مايكل الذيب في يوم رسامتنا ليكون احتفالاً بهيجًا ولا يُنسى واعدكم بأن تبقوا في صلاتي ليختار الرب عملة صالحين لكرمه المقدس. شكرًا لكم أخوتي.

 

أهلي الأعزاء الغاليين، أبي وأمي وأخوتي، لا كلام يمكنه أن يعبّر عما يجول في داخلي من مشاعر الحب والفخر والثقة بكم، انتم الذين تحبونني كما أنا، وانتم الذين سرتم معي في كل تفاصيل حياتي وتحملتم معي الحلو والمر. وما أنا عليه اليوم هو بفضل صلواتكم ومحبتكم ودعمكم لي لأقف اليوم هنا معكم، ونشكر الرب معًا على غزير نعمه وعطاياه، وأطلب من الرب أن يمنحكم كل بركة وصحة وعافية في حياتكم.

 

أفراد عائلتي الأعزاء، الأعمام والعمات والخوال والخالات والأخت الخالة مارتينا أشكركم من كل قلبي على كل الدعم والحب الذي قدمتموه لي، لنكون هنا معًا شاكرين الرب على وافر نعمه. وأود أن أشكر أخوالي الذين قدّموا لي كأس الرسامة الكهنوتيّة، وأقول لكم كونوا على يقين بأنه عندما احتفل بالذبيحة الإلهيّة ستكونون في صلاتي. وليبارككم الرب انتم وعائلاتكم دائما أبدًا.

 

اسمحوا لي أن أتوجّه بالشكر الجزيل إلى مرشديّ الروحيين: الأب حنا سالم والأب برنارد بوجي والأب شوقي بطريان والأب رفيق خوري، الذين كان لهم الفضل الكبير في تنشئتي لأصل الآن إلى ما أنا عليه، فلكم مني كل الحب والشكر، وأطلب منكم أن تستمروا في الصلاة من أجلي.

 

كما وأشكر اشبنيي في الرسامة الشماسيّة الأب رفعت بدر، والرسامة الكهنوتيّة الأب إياد بدر على دعمكم الروحي وعلى مثالكم الصالح، وأتمنى أن تواصلوا اهتمامكم بإبنكم الروحي وأخوكم في الكهنوت. فلكم مني كل الحب والتقدير. وأشكر الأب إياد على كلماته الأخوية التي تفضل بها قبل قليل.

 

أبناء بلدتي الوهادنة ورعيتي مار الياس الحيّ، وعلى رأسهم قدس الأب بهاء سطفان والأخوات الراهبات سستر كلودين وسير روان، أشكركم على كل الدعم والمساندة والجهوزيّة في التحضير لهذا القداس الاحتفالي الذي كان حقًا بهيجًا ورائعًا. لقد غمرتموني بمحبتكم ولطفكم وسعيكم ليكون هذا الحدث مميزًا وخاصًا بكل تفاصليه. كما وأشكر خدام الهيكل الرائعين الذين ساعدوا في خدمة هذا القداس. شكرًا رعيتي الحبيبة.

 

أثمّن كثيرًا حضور أخوتي من كهنة البطريركية اللاتينية وأيضًا أخي قدس الأب إلياس حداد من الكنيسة الأرثوذكسية، الذي فتح لنا أيضًا باب قاعته، فشكرًا لكم على حضوركم ومشاركتكم الصلاة.

 

أشكر رعية القديس بولس الرسول - الجبيهة على حضورهم ممثلة بكاهنها العزيز الأب سامر مدانات. إنّ خبرتي في رعيتكم كانت رائعة ومثمرة في مسيرتي نحو الكهنوت، وتعلمت منها الكثير لحياتي الإنسانيّة والروحيّة والراعويّة. كما وأشكر أعضاء جوقتكم بقيادة حنين جدعون الذين ساعدونا على الصلاة من خلال أصواتهم الجميلة في إحياء هذا القداس.

 

الشكر الموصول إلى رعية يسوع الفادي في طيبة رام الله ممثلة بكاهنها العزيز الأب بشار فواضله والأخوات الراهبات سير مارتينا وسير روزاريا. كما ويسعدني حضور الأب عامر عواد ابن بلدة الطيبة، حيث ابتدأت خدمتي فيها من أكثر من 4 شهور، وسوف استمرّ في الخدمة فيها ككاهن مساعد، بتوجيه من غبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا. أشكر وأقدّر حضوركم المميّز والغالي لمجيئكم من فلسطين لتشاركوا فرحتي في الرسامة الكهنوتيّة وأقدّر محبتكم ولطفكم فلكم مني جزيل الشكر والإمتنان.

 

أشكر موقع أبونا والمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الذي اهتمّ بالتصوير والبث، وكشافة الزرقاء الذين كانوا بالاستقبال اليوم. أشكر السيد مروان حداد على المساعدة في تزيين الكنيسة.

 

شكر خاص لكل من أتى من قريب ومن بعيد من داخل الأردن ومن خارجها، ولكل من كان له بصمة في هذا الإحتفال. أتمنى ألا أكون قد نسيت أحدًا في شكري لكم، وأنا متأكد أن هناك العديد من الأشخاص المجهولين الذين ساهموا وساعدوا لإتمام هذا الاحتفال البهيج، فلهم مني كل المحبة والشكر والعرفان بالجميل.

 

أيّها الأحباء، أنا منكم واليكم، نشأت في هذه البلدة العزيزة، التي تتشرّف بأن ولد فيها نبيّ الله الحي، إيليا، أو مار الياس. وكلّي ثقة بأنّ شفاعته سترافقني في مسيرتي الكهنوتيّة، مع الأم البتول ومار يوسف وجميع القديسين شفعائنا. ولتحط شفاعتهم حياتكم جميعًا بالخير والبركة، والصحة الروحيّة والجسديّة. آمين.