موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٦ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٣
الأب مايكل الذيب يحتفل بقداسه الأول في كنيسة العذراء الحبل بلا دنس بالحصن

أبونا :

 

احتفل الأب مايكل الذيب، الأحد 15 كانون الثاني 2023، بقداسه الكهنوتيّ الاحتفالي الأوّل، في كنيسة الحبل بلا دنس في الحصن، شمال المملكة، بحضور النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران جمال دعيبس، ورئيس المعهد الإكليريكي البطريركيّ في بيت جالا الأب برنارد بوجي، والكاهن الجديد الأب يزن بدر، ولفيف من الكهنة والراهبات والمؤمنين من الأهل والأحباء الأصدقاء.

 

وألقى كاهن الرعيّة الأب رامز دعيبس كلمة ترحيبيّة عبّر فيها عن فرح الكنيسة باستقبال كاهن جديد، هو الرابع بعد 35 عامًا، بعدما لبّى الأب مايكل دعوة الرّب لسرّ الكهنوت المقدّس "من وراء البحار والمحيطات ليخدم شعب الله في الأرض المقدّسة"، إذ ولد في الولايات المتّحدة، ودخل المعهد الإكليريكي في بيت جالا، وكان لديه بعض الزيارات لمدينة الحصن لما تربطه من علاقات عائليّة فيها.

 

وقال الأب دعيبس: إنّ احتفال الأب مايكل بقداسه على هيكل كنيسة العذراء الحبل بلا دنس في الحصن "يجسّد لنا أيقونة التأصّل والعودة إلى الجذور، وهذا فخر لنا بأنّه مهما تغرّبت عائلاتنا فالعودة إلى النبع، حيث الآباء والأجداد، هي عودة لإحياء تاريخنا، والشهادة له بحاضرنا، والعمل من أجله في المستقبل"، مقدّمًا للكاهن الجديد، باسم أبناء الرعيّة، حلّة كهنوتيّة جديدة لكي يتذكّرهم دائمًا في صلواته.

 

 

ثلاث توصيات

 

وبعد إعلان الإنجيل المقدّس، ألقى اشبين الكاهن الأب عيسى حجازين كلمة أشار فيها إلى أنّ هذه الاحتفالات هي "بمثابة صورة حيّة وحقيقيّة عن عمل الله الأب ومحبته من أجلّ كنيسته، ومن أجل قداسة أبنائه في الأردن وفي الأراضي المقدّسة". وقدّم خلالها ثلاث توصيات للكاهن الجديد: الأمانة في الصلاة اليوميّة، الأمانة في الخدمة الكهنوتيّة، والأمانة في إدارة خيرات الكنيسة والشعب والمؤمن.

 

وقال: "أولًا، كن أمينًا لله في صلاتِك اليومية. فهي مكانُ لقائك بالذي دعاك لخدمته، ومصدرُ قداستِك. فمن خلال صلاتِك اليوميّةِ، ستُدركُ محبةَ الله وأمانتَه لك. ستعرفُ أنك لستَ وحدكَ؛ فإنّ الله الذي أحبّك واختارك حاضرٌ معك دائمًا، في حياتك وفي خدمتك الكهنوتيّة. ومن خلالِ صلاتِك اليومية، ستُدركُ أيضًا إلهاماتِ الله ومشيئتَه لك. لتقود بحكمةٍ وفطنة شعبه، وتبتعدَ عن كلِّ مزاجية، وأنانيّة، وسُلطويّة في أثناء خدمتك؛ فهو سيُنقيكَ من كلِّ شائبة وضعفٍ بشريٍّ. أخيرًا وليس آخرًا، ستتعلمُ من خلالِ صلاتِك اليوميّة الطاعةَ لصوتِ الله في كنيسته؛ تذكر الكلماتِ التي قالها لك البطريرك في يوم رسامتك الكهنوتيّة: الطاعةُ هي الدليلُ على آصالة وجودة كهنوتِكَ، فعندما تسمعَ لصوت الكنيسة الماثلِ في شخص الأسقف، اعرف أنّك تستمعُ إلى صوتِ الله حقًا. وعندما يُدركُ شعب الله أنكَ مطيعٌ، سيتعلمُ هو أيضًا الطاعةَ لله من خلالك".

 

أضاف: "ثانيًا، كن أمينًا لله في خدمتِك الكهنوتيّة لشعب الله. فكن راعيًّا صالحًا، وصبورًا، ومتواضعًا، وحليمًا، ووديعًا، ومتسامحًا على صورةِ الراعي الأعظم، سيدِنا يسوعَ المسيحِ، الذي بذلَ نفسَه من أجلِّ خرافهِ: فحافظْ على القويّ منها، واسندْ الضعيفَ منها، وابحثْ عن الضالِ مِنها، وابّذل نفسك من أجلِّها. وكن أيضًا معلّمًا، ومرشدًا، على صورة السيد المسيح، المعلّم الأعظم، لتقودَ الشعبَ المؤمنَ إلى حضيرةِ الله: علّم كلمةَ الله في وقته وغير وقته، وبشّرْ دائمًا بخلاص الله وبمحبته ورحمته للإنسان، وللخاطئ على وجه الخصوص، ونادي بعدالة الله أمام كلِّ ظلمٍ وقهرٍ للإنسان المخلوق على صورته ومثاله، لتُصبحَ نورًا للأمم. أخيرًا وليس آخرًا،كن وكيلًا أمينًا على شعبِ الله، على صورةِ الوكيلِ الأعظمِ، سيدِنا يسوعَ المسيح. تذكر أنّ الشعب الذي ترعاه هو شعبُ الله، فكن وكيلًا أمينًا عليه، فسيطلبُ الربُّ منك يومًا ما أن تؤدي الحساب عن وكالتك، التي أودعها بين يديك. فكلُّ ما هو بين يديك ليس لك، بل لله. وعندما تُدركُ حقيقةَ الأمرِ هذا، عندئذٍ ستتعلمُ أن تعيشَ عفيفًا، ونقيًّا في حياتِكَ الكهنوتيّةِ".

 

تابع: "ثالثًا، كن أمينًا لله في إدارةِ خيراتِ الكنيسة والشعبِ المؤمن. وذلك من خلالِ عيشِكَ للفقرِ، على مثال السيدِ المسيح، الذي لم يكن يملكُ حجرًا ليضعَ عليه رأسَه. عش فقيرًا، وعلّم الناسَ أن يعيشوه أيضًا؛ والفقرُ الحقيقيّ هو في أن تعيشَ متكلًا دائمًا على العناية الإلهية. لا تنسى أن محبةَ المالِ هو أصلٌ لكلِّ شرٍّ، فعلّم الناس أن يحبوا بعضهم بعضًا، وخصوصًا الفقراء. تذكر، إذاكانت الطاعة هي العلامة على آصالةِ وجودةِ كهنوتِك، تذكّر أيضًا إنَّ عيشَ الفقرِ هو العلامةُ الأكثرُ آصالةً على مصداقيةِ وجودةِ خدمَتِكَ الكهنوتيّة: فأنتَ تعيشُ وكأنك لا تملكُ شيئًا، حتى أنَّ حياتَكَ هي ليست لك، وتبذُلها من أجلِّ الآخرين. كما قال البطريرك لك أيضًا يوم رسامتِك، بأنّك كلُّ ما هو لك ليس لك، بل لله، ومن أجلِّه ومن أجلّ شعبِه المقدّس.

 

وخلص الأب حجازين إلى القول: "أيها الأب العزيز مايكل، إنّ إخوتك الأساقفة والكهنة مجتمعون اليوم معًا للصلاة من أجلّك، كما فعلوا يوم أمس مع الأب يزن، فتذكّر أنّهم سندُك الأوّل بعد الله في حياتك الكهنوتيّة. كن قريبًا منهم، ومنفتحًا عليهم. أيها الأب مايكل، والأب يزن، كلّ ما نطلبه ونصليّ من أجلّه اليوم، هو في أن تكونا كاهنين قديسين، وأمينين لله ولكهنوتكما، فتكونا منارةً لشعبِ الله في خدمتِكما".

 

 

كلمة شكر

 

وقبل منح البركة الختاميّة، ألقى الأب مايكل الذيب كلمة شكر فيها الرب لأنّه "وضع الجميع في طريقه لكي يقودوه"، وللبطريركيّة اللاتينيّة من أساقفة وكهنة، وعائلة المعهد الإكليريكي من كهنة وراهبات وإكليريكيين، ولرعيّة العذراء الحبل بلا دنس داعيًّا أن تستمرّ في الصلاة وفي تشجيع أبنائها وبناتها لاتّباع الرّب في الدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة. كما قدّم الشكر لأهله الذين دعموه في مسيرته نحو الكهنوت، ولجميع الفعاليات التي عملت بجدٍ لتحضير رسامته الكهنوتيّة وقدّاسه الأوّل.