موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٩ مارس / آذار ٢٠٢٢
الأب بشير بدر يكتب: الصيام بين التخلّي والاكتساب
الأب بشير بدر، راعي كنيسة قلب يسوع الأقدس للاتين في ناعور، الأردن

الأب بشير بدر، راعي كنيسة قلب يسوع الأقدس للاتين في ناعور، الأردن

الأب بشير بدر :

 

أربعاء الرماد يوم مميز في حياتنا وهو فاتحة مسيرة روحية قوية تستمر أربعين يومًا استعدادية لعيد الفصح.

 

وقد اعتدنا في هذا اليوم الذي نبدأ فيه الصوم على أخذ قرارات روحيّة وماديّة تقوم على مبدأ "التخلّي عن أمر ما". وغالبًا ما يكون تضحية معينة هنا أو إماتة هناك أو "التوقف المؤقت" عن عادة نحبها، وكذلك يقوم بعضنا بالتبرّع المادي  لأشخاص أو مجموعات. كل هذا جميل ومشجّع عليه. ففكرة التضحية هي في صميم  الايمان المسيحي.

 

ولكن هذا يبقى المستوى الأول / المادي للصيام. وهذه الممارسات التي تنتهي وتتوقف بمجرد انتهاء الزمن المقدس، قد لا يبقى لها مفعول أو تأثير كبير علينا، ونادرًا ما تصنع التغيير الدائم في الحياة، لأننا غالبًا ما نعود لعادات وأساليب العيش قبل الصيام!

 

فلماذا لا ننظر إلى الجانب الآخر أو المستوى الثاني، وهو أن تركّز جهودك على إتّباع السيد المسيح وكيف تكون تلميذاً أصيلاً ومحباً له؟ فالصيام المادي هو وسيلة وليس الغاية! والتخلّي عن أمر ما ليس هو الهدف. بل هو دليل على قرار أعمق بأن تزداد قربًا للرب ومحبة له وتسعى لاكتساب بعض النظام والنمو بالفضيلة والارتقاء بالروح في حياتك وعلاقاتك. كيف تنضج علاقتك بالرب وكيف تجعل صلاتك تمضية وقت نوعي معه.

 

في هذا الزمن المبارك، مهما قدمت من تضحيات وإماتات أو مساعدات جسديّة بمختلف أعمال الرحمة، ومهما أنفقت من وقت في الممارسات التقوية (الصلاة) وفي تضحيات الصوم وعطايا الصدقة، ابحث أولاً وتأكّد من أنها تزيدك قربًا من يسوع وتشبهًا به. واذا لم يكن كذلك، فأخشى أننا نضيّع الجهد ونخسر الوقت.

 

"قدّسوا الصوم" يقول الرب…

 

زمنًا مقدَّسًا ومقدِّسًا لجميعكم