موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
لقطة جوية خارج موقع قبر سالومي، غرب القدس، 20 كانون الأول 2022
تمّ الإعلان يوم الثلاثاء 20 كانون الأوّل 2022، عن "أحد أكثر الكهوف تعقيدًا" في تاريخ الأرض المقدسة، وهو موقع يعود إلى حوالي 2000 عام يُسمّى كهف قبر سالومي، نسبة الى امرأة تقول بعض النصوص المسيحية إنها شهدت على ولادة المسيح.
واكتُشف الكهف لأول مرة قبل نحو أربعة عقود على يد ناهبي آثار في غابة لخيش غرب القدس، ما دفع بسلطة الآثار الإٍسرائيلية إلى إجراء عمليات تنقيب في المكان أسفرت عن اكتشاف فناء يشهد بحسب علماء الآثار على أهمية هذا الموقع الجنائزي.
واستمر استخدام الكهف في العصور البيزنطية والإسلامية المبكرة. وأصبح المكان يُعرف باسم "كهف سالومي" استنادًا إلى معتقدات شعبية حددت فيه مكان دفن سالومي، وهي بحسب معتقدات مسيحية من بيت لحم وتم استدعاؤها للمشاركة في ولادة الطفل يسوع. ويتألف الكهف من غرف عدة تضم العديد من محاريب الدفن المحفورة بالصخور، والعظام المكسورة في الصناديق الحجرية.
ووصفت سلطة الآثار الإسرائيلية المكان بأنه "أحد أكثر الكهوف تعقيدًا" و"إثارة للإعجاب" في البلاد. وقال مدير الحفريات في الموقع زفي فيرير "وجدنا في الكهف الكثير من النقوش باللغتين اليونانية والسريانية القديمة". وأضاف "من أجمل النقوش هو اسم سالومي ... وبسبب هذا النقش نفهم أن هذا المكان هو كهف سالومي المقدسة".
وقد ورد ذكر الدور الذي أدته سالومي كمساعدة للقابلة الموجودة عند ولادة المسيح في "إنجيل يعقوب" المنحول، وهو نص لم يُستخدم في النسخ المعتمدة حاليًا من العهد الجديد في الكتاب المقدس وتصنفه الكنيسة من الأناجيل المنحولة.
خارج الكهف، عثر فريق التنقيب على بقايا ساحة أمامية ذات أعمدة تمتد على مساحة 350 متراً مربعاً، ما يشير إلى أن سالومي كانت تحظى حينها بتكريم كبير. وعُثر على متاجر تبيع مصابيح فخارية وأشياء أخرى مخصصة للحجاج حول الفناء، يرجع تاريخها إلى أواخر القرن التاسع، بعد 200 عام من الفتح الإسلامي.
وقال الفريق "من المثير للاهتمام أن بعض النقوش كانت مكتوبة باللغة العربية، بينما واصل المؤمنون المسيحيون الصلاة في الموقع".