موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٤ سبتمبر / أيلول ٢٠١٦
إعلان قداسة الأم تريزا من كلكتا في احتفال حاشد بالفاتيكان

أبونا :

 

"من الآن وصاعدًا ستدعى الأم تريزا من كلكتا قديسة". هكذا نطق البابا فرنسيس، فدوت ساحة القديس بطرس في الفاتيكان بالتصفيق والتهليل والدعاء، وقرعت أجراس البازيليك فرحًا وابتهاجًا بالقديسة الجديدة.

 

وبحضور أكثر من مائة ألف شخص، ترأس البابا فرنسيس، صباح اليوم الأحد، القداس الإلهي الحاشد، وأعلن خلاله قداسة الأم تريزا من كلكتا، الراهبة التي بذلت جهودًا جبّارة على مدار نصف قرن من أجل الفقراء في مدينة كلكتا الهندية والعالم، مؤسسة جمعية "مرسلات المحبة" الرهبانية عام 1950، بهدف رعاية من ليس لديهم من يرعاهم.

 

وأشار البابا في عظته إلى أن الأم تريزا كانت موزعة سخية للرحمة الإلهية طيلة حياتها، مسلطًا الضوء على دفاعها عن الحياة البشرية، تلك التي لم تولد وتلك المتروكة. وأضاف أن الأم تريزا قد التزمت بالدفاع عن الحياة معلنة بلا توقف أن "من لم يولد بعد هو الأكثر ضعفًا"؛ كما أنها أسمعت صوتها لأقوياء الأرض كي يعترفوا بذنوبهم أمام جرائم الفقر الذي خلقوه بأنفسهم.

 

وأضاف: لقد شكّلت الرحمة بالنسبة لها "الملح" الذي أعطى نكهة لكل أعمالها، و"النور" الذي أضاء ظلمات الذين لم تَعُد لديهم حتى الدموع ليبكوا فقرهم وألمهم. إن رسالة الأم تريزا في ضواحي المدن وفي الضواحي الوجودية تظل حتى يومنا هذا كشهادة بليغة لقرب الله من أفقر الفقراء. وتوجه بعدها إلى عالم التطوّع كي تكون الأم تريزا مثالهم في القداسة.

 

وقال: لتساعدنا عاملة الرحمة التي لم تعرف التعب كي نفهم أكثر فأكثر أن المعيار الوحيد لعملنا هو المحبة المجانية الخالية من أي إيديولوجية وعائق والمُقدّمة إلى الجميع بدون تمييز على أساس اللغة والثقافة والعرق أو الدين. لقد كانت الأم تريزا تقول "ربّما لا أتكلم لغتهم، ولكن بإمكاني أن أبتسم". وختم: لنحمل في قلبنا ابتسامتها ولنقدّمها للذين نلتقي بهم في طريقنا، لاسيما المتألمين. فنفتح هكذا آفاق فرح ورجاء لأناس كثيرين يائسين يحتاجون إلى التفهم والحنان.