تستعد المدينة الوردية، الموقع الأثري الرائع الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين، لإدراجه في خريطة الحج المسيحي في المملكة الأردنية الهاشمية. ويأتي هذا القرار الذي يأتمن على الحضارة والتاريخ الديني للمنطقة، ليضاف إلى الأماكن الخمسة المعترف بها رسميًا، وهي جبل نيبو ومكاور في مادبا والمغطس اضافة الى سيدة الجبل ومار الياس في عجلون.

وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود سلطة إقليم البترا لتعزيز السياحة الدينية وتحفيز حركة الزوار إلى المنطقة. ومن خلال زيادة الإقبال على البترا كموقع حج مسيحي، يتوقع أن ترتفع نسبة الإقامة في المنطقة، ما يسهم في رفع مستوى الاشغال في الفنادق وتعزيز الحركة التجارية في الأسواق والمطاعم.

واستعداداً لإضافة البترا على خريطة الحج المسيحي واستهداف أسواق سياحية ومنتجات جديدة، أقيمت في الكنيسة البيزنطية في الموقع الأثري في بداية الشهر الحالي، صلاة عيد الغطاس للمرة الأولى منذ اكثر من 1400 عام. وقال رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا الدكتور فارس البريزات في تصريحات صحفية سابقة، إن الصلاة تأتي إيذاناً ببدء إضافة البترا إلى خريطة الحج المسيحي في الأردن.

وأضاف أن السلطة تسعى إلى أن تكون الكنائس العشر الموجودة والمؤكدة في البترا مؤهلة لأن تكون جزءاً من مسار الحج المسيحي في الأردن، وربطها بالكنيسة الطينية الموجودة في العقبة، لإيجاد منتج سياحي جديد وإطالة أمد إقامة السائح في البترا، وجذب مزيد من الحجاج المسيحيين إلى المملكة بشكل عام والبترا بشكل خاص.

وأوضح أن السلطة ستعمل على ترتيب وتطبيق المنتج الجديد خلال الفترة المقبلة، كما تأمل في تعزيز نشر رسالة عمان في العيش المشترك والتسامح من خلال مثل هذه الفعاليات، وإبراز الصورة الملائمة عن المملكة أمام زوار المنطقة من مختلف دول العالم.

وتحتوي كنيسة البترا البيزنطية على العديد من المرافق والواجهات والأرضيات الفسيفسائية التي تعود للعهد البيزنطي، وشهدت العديد من أعمال الترميم للحفاظ على معالمها الأثرية.

وفي هذا السياق، أكدت سلطة إقليم البترا أهمية السياحة الدينية في تعزيز التفاعل الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية. ويعتبر إدراج البترا في خريطة الحج المسيحي خطوة إستراتيجية تسعى السلطة من خلالها إلى تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية للمنطقة.

وتشهد البترا بالفعل جاذبية كبيرة بين الزوار، وإضافتها كموقع حج مسيحي معترف به رسميًا يزيد من جاذبيتها ويعزز مكانتها كوجهة سياحية دينية عالمية. وتعكس هذه الخطوة التزام الأردن بالحفاظ على تراثه وترويجه بشكل فعّال للزوار من مختلف الثقافات والديانات.