موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٥ يونيو / حزيران ٢٠٢١
5 حزيران: تذكار القدّيس بنفاسيوس، الأسقف الشهيد (673-754)

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

ولد القديس بونيفاسيوس في انجلترا نحو عام 673.

 

في صباه اعتناق الحياة الرهبانية في دير إكستر عام 719. مكث في بعض الأديرة ليدرس العلوم اللاهوتية والعلمية. ثم سيم كاهنًا وعمره ثلاثين عامًا. وانطلق إلى مدينة روما لزيارة ضريحي القديسين الرسولين بطرس وبولس. هناك أرسله البابا غريغوريوس الثاني إلى ألمانيا لهداية الوثنيين إلى نور الانجيل، وطاف معظم بقاعها لمدة ثلاث سنوات بشر خلالها بالإيمان، وكان غيورًا على مجد الله وخلاص النفوس، وهدى جمع غفيرًا من الوثنيين إلى الديانة المسيحية. وعمد كثير من الوثنيين في إقليم هسة. وبهمة الراعي الصالح قام بهدم كثير من المعابد والهياكل الوثنية، وبنى كثير من الكنائس. ولما بلغ الحبر الأعظم نجاح أعماله الرسولية، استدعاه الى روما وجعله البابا أسقفًا على مدينة ماينتس.

 

صارت أعماله متقدمة دائمًا في سبل النجاح حتى انه هدى من الوثنيين إلى الإيمان المسيحي أكثر من مئة ألف نفس. واستأصل من تلك البلاد العادات السيئة المنتشرة بين شعبها. وأسس بمساعدة رفقاء آخرين، كنائس وأديرة عديدة في مقاطعات بافاريا وتورنجيا وفرانكونيا، من أهمها دير فولدا الذي أراده مركزًا روحيًا وثقافيًا لألمانيا باسرها. عقد المجامع الكنسية وسن الشرائع. وبعدما ساس أبرشيته مدة من الزمان أوحى إليه بساعة موته. فرتب كل أموره وخلف في مكانه تلميذًا له بارًا وأخذ معه ثلاثة كهنة وثلاثة شمامسة وانطلق الى قبائل الفريزون (هولندا الحالية). وهناك وطد إيمان كثير من المسيحيين. وقام بشفاء كثير من المكفوفين وأعاد نعمة البصر إليهم وجعلهم أن يهتدوا إلى الإيمان المسيحي الصحيح. غير ان الذين لم يكونوا يشاءون أن يتركوا اضاليلهم ابغضوه وجزموا على قتله.

 

وذات يوم إذ كان القديس بونيفاسيوس ورفاقه على ضفة النهر يعمدون المهتدين. هجم عليهم الوثنيون وطعنه بالسيف مع اثنين وخمسين من رفقائه عام 754. وقتلوهم جميعًا. ولما بلغ المسيحيين خبر استشهاد رسولهم وراعيهم القديس بونيفاسيوس ورفاقه، احتروا بغيرة شهمة وأخذتهم الحمية فحاربوا الوثنيين وقتلوا قاتلى القديس. ودفن بونيفاسيوس ورفاقه باحتفال عظيم.

 

يعتقد الكثير من المؤرخين بأن لنشاط القديس بونيفاسيوس الرسولي أثرًا هامًا في قيام النظام الاجتماعي والسياسي في أوربا على يد الملك شارلمان. من أقواله، لنتوكل على الله، هو الذي عهد إلينا في هذه المهمة. ما لا نستطيع أن نحمله بأنفسنا، نحمله معه هو القدير على كل شئ. ليشفع لنا يا رب القديس بونيفاسيوس الشهيد، فنثبت على الإيمان الذي نشره بكرازته وشهد له بموته ونحرص على إعلانه قولاً وفعلاً، بجرأة لا تهاب. آميــن