موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ٣٠ يوليو / تموز ٢٠٢١
30 تموز: الأب ليوبولدو مانديتش الكبوشي الفرنسيسكاني، رسول الوحدة

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

وُلد رودغان مانديتش يوم 12 أيار عام 1866 في كاستلنوفو، بوكا كوتورسكا بكرواتيا وكان والده بطرس وانديك، وأمه كارولا رافيك. امتاز بممارسة أهم الفضائل وخصوصًا العبادة لسر القربان، والإكرام لمريم العذراء مع معايشة الطاعة والعفة. وقد اتخذ عن أبوية روح الصلاة وحبها . كان يذهب كل يوم مع أبيه لحضور القداس الإلهي. وكان والده صاحب أسطول لسفن الصيد وكان رودغان منذ صغره يعاني من إعاقة في الكلام وفي الحركة وفي سبيل علاجه فقدت عائلته معظم ثروتها وأصبحوا أكثر تعاطفًا مع الذين يعانون من حالات مماثلة، وفي تشرين الأول عام 1882م عندما كان عمره 16 سنة ذهب رودغان إلى أوديني لدخول الإكليريكية الفرنسيسكانية بفينيسا وبعد ذلك بعامين تمت سيامته راهبًا باسم ليوبولدو. وفي 20 أيلول عام 1890م تمت رسامته كاهنًا في فينسيا في سن 24 سنة.

 

كان ليوبولدو يريد أن يكون مرسلاً في أوربا الشرقية بعد أن أمضى كل حياته تقريبًا في إيطاليا، وقد استقرّ في بادوا حتى نياحته. وقضى ليوبولدو سنة كاملة في السجون الإيطالية خلال الحرب العالمية الأولى لأنه رفض التخلي عن جنسيته الكرواتية. وكان الأب ليوبولدو يحلم دائمًا بدون انقطاع حول إعادة توحيد الكنائس الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية والذهاب للشرق للقيام بهذه المبادرة.

 

وأن أكبر ذبيحة في حياته كانت عدم مقدرته على الذهاب الى الشرق مثلما كان قاصدًا. ولما أمره الرؤساء أن يترك دير بادوا إلى دير فيوم ابتهج قلبه لظنه أنه سيدخل الشرق عن قريب فنزلا حالاً الى الكنيسة ليشكر الله على هذه النعمة. لكن لجاجة وإلحاح أسقف بادوا جعلت الرؤساء يغيرون فكرهم فأرادوا أن يبقى في بادوا. أطاع خادم الله بسرعة وبطيبة خاطر ومنذ ذلك الحين اتخذ كرسي الاعتراف وكل نفس تائبة بدلاً من شرقه المرغوب وقد كتب في هذا الشأن: "لأجل ذلك كل نفس تطلب خدمتي تكون من الآن فصاعدًا شـرقـي". وفي 13 أيلول 1935 كتب أيضًا: "إكرامًا لقلب يسوع الراعي الإلهي وإكرامًا للطوباوية مريم أم الراعي الصالح أي شريكة فداء الجنس البشري، أنذر وأتعهد حاليًا وبقدر إمكان ضعفي البشري أن أقدم حسبما وعدت، كل اعمال حياتي لشركة ووحدة الكنائس الشرقية مع الكنيسة الكاثوليكية. ومن الآن فصاعدًا كل نفس تطلب خدمتي هي شرق لـي".

 

لا يحصى عدد الذين قصدوه لقبول سر التوبة مدة ثلاثين سنة، وكان دائمًا يستقبل نفوس بوجه بشوش وروح حنونة ولا يتأخر أمام أي صعوبة لخدمة المؤمنين. كان يتألم كثيرًا في عينيه، وكان مصابًا بداء المفاصل الذي يؤلمه ألمًا شديدًا عندما يمشي، ومع ذلك لم يترك خدمته المقدسة يقضي كل وقته في الصلاة خصوصًا أثناء الليل وفي زيارة المرضى بما انه كان دائمًا متحدًا بالله بل ثابتًا فيه يكلمه ويوجه إليه قلبه حتى أثناء استماع الاعترافات. بل جمع بين حب الله وخدمة النفوس، وكان يفيض هذا الحب على كل من اقترب منه. كان كبير الفطنة ومحافظًا على العدل فيدافع عن الفقراء والمسقومين والمظلومين.

 

أُصيب الأب ليوبولدو بسرطان المريء وقد أراحه الله من ألم هذا المرض الخبيث وتنيح بسلام الله في سن السادسة والسبعين في 30 تموز عام 1942 عندما كان يستعد للقداس سقط على الأرض فحمله الرهبان إلى قلايته وتجمعوا حوله مرنمين لحن "السلام لمريم الملكة المقدسة" ونتيجة للقصف خلال الحرب العالمية الثانية تم هدم الكنيسة وجزء من الدير حيث عاش القديس ليويولدو، ولكن ظلت القلاية كما هي لم يمسها القصف كما تنبأ قبل موته مباشرة. وقد أعلنه البابا بولس السادس طوباويًا في 2 أيار عام 1976، ثم أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني ضمن مصاف القديسين في 16 تشرين الأول عام 1983 ومنحه لقب "رسول الوحدة".

 

فلتكن صلاته معنا.