موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٢٨ يوليو / تموز ٢٠٢١
28 تموز: الطوباوي الأب ستانلي روثر، أول شهيد أمريكي المولد

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

وُلِد الأب ستانلي روثر عام 1935 بأوكلاهوما بالولايات المتحدة الأمريكية، لعائلة تعمل بالزراعة فكان مزارعًا قويًا، كما تلقى تعليمًا مناسبًا. تغلَّب على مشكلات وصراعات كثيرة واجهته أثناء دراسته بالإكليريكية. سٌيّمَ كاهنًا في أيار 1963، ثم تم إنتدابه ككاهن مرسل إلى غواتيمالا، وهناك قام ببناء تعاونيات زراعية ومدرسة ومستشفى، وعمل بمحطة الإذاعة الكاثوليكية، ليتمكن من تقديم التكوين المسيحي المُبسط للقرويين. كانت حياته عادية، امتاز بالأمانة وإنكار الذات والوداعة، والإبتسامة الدائمة التي تمنح السلام لكل من يراه.

 

بدأت الحرب الأهلية في غواتيمالا عام 1981، وشعر الأب روثر بأن مهمته كراعي هي السهر على الأنفس التي أوكله الله عليها أثناء أعمال عنف طالت الكنيسة كما طالت الدولة والجيش النظامي من ميليشا أطلقت على نفسها اسم "فرقة الموت" كانت تؤدي أعمال عنف وتعذيب ومذابح جماعية تحت شعار الثورة الدموية لتحرير جواتيمالا. ويُذكر أنه كان على قائمة إغتيالات هذه الميليشيا في الترتيب الثامن.

 

قامت رئاسته الكنسية بإستدعائه للعودة إلى مسقط رأسه أوكلاهوما حفاظًا على حياته، وقد شجعه شعب كنيسته في غواتيمالا على الإستجابة للقرار الكنسي لمحبتهم الشديدة له، فسافر في كانون الثاني 1981، واستغل العودة لرؤية عائلته، وربما توديعهم على وعد من الأسقف بالعودة إلى غواتيمالا في أقرب وقت إذ قال: "لا يمكنني أن أترك إخوتي في هذه المحنة طويلاً. لا بدّ أن أعود إليهم. إنهم بحاجة إليَّ. لا بدّ لي أن أشاركهم صوم الآلام وعيد القيامة لهذا العام". حاول شقيقه توم إثناءه عن عزمه هذا لأنه كان يعلم أن شقيقه على قائمة الاغتيالات، لكن ستانلي أصرّ على العودة قائلاً: "لا يمكن للراعي أن يترك خرافه ويهرب في الضيق". وبالفعل فقد عاد إلى غواتيمالا في نيسان 1981 إلى مقر إقامته في سانتياجو أتيتلان، وتأكد له أنه مُرصود.

 

في منتصف ليلة 28 تموز 1981، أجبر شخص مسلح، الصبي فرانسيسكو بوسل الذي كان يجلس في صحن الكنيسة أن يدله على سكن الراعي ذو اللحية الحمراء  كان شعر الأب روثر مائل للحُمرة لذلك كانت هذه علامة تمييزه  فإضطر الفتى خائفًا لإصعادهم إلى سكنه داخل أسوار الكنيسة حيث بدأ القاتل في سحق رأس الأب روثر بخلفية بندقيته ثم أجهز عليه برصاصتين في الرأس. كما تم تحطيم مقر الإذاعة الكاثوليكية التي كان يُبشِّر منها.

 

أعلن البابا فرنسيس يوم 23 أيلول 2017 طوباوية الكاهن الشهيد ستانلي روثر. فلتكن صلاته معنا.