موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ١٠ يونيو / حزيران ٢٠٢١
10 حزيران: القديسة مارجريت، ملكة اسكتلندا

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

ولدت في مملكة المجر سنة 1046. كان أبوها يدعى ادورد وكان ابن ادمندس ملك انجلترا. وكانت أمها تدعى اغاثا وكانت أخت ملكة المجر. ولما قتل ادمندس ملك انجلترا بعث كانون ملك دانمارك الذي استولى على انجلترا ادورد ابن ادمندس ملك سويدن وطلب إليه ان يقتله. ولكن هذا الملك لم يشأ أن يلطخ يديه بدم هذا الفتى، فأرسله إلى المجر وهناك صار له مصاهرة.

 

وكان للقديسة مارجريت أخت راهبة تدعى خرستينا واخ يدعى ادغردس، وبعد ذلك رجع ادورد إلى انجلترا ومات هناك ووقع التاج لابنه ادغردس. ولكنه إذ كان بعد صغيرًا أقيم مكانه أحد وزراء المملكة، وفى ذلك الزمان ثارت فتنة في تلك البلاد وشبت حرب قوية فالتزمت القديسة مارجريت أن تهجر وطن جدودها وتنطلق مع أخيها ادغردس إلى اسكتلندا. فاحتمى هذان المنفيان عند مالكوم الثالث ملك اسكتلندا.

 

كانت القديسة ماجريت بديعة الجمال وذات مزايا حميدة فاحبها ملك اسكتلندا وتزوج بها سنة 1070 وعمرها حينئذ أربع وعشرون سنة. وبسعيها ازهرت ديانة تلك البلاد. وعلمت زوجها أن يكون ابًا ورؤوفًا على رعيته. وعمرت في المملكة كنائس وأديرة كثيرة، ورزقها الله ستة بنين وابنتين فاحسنت تربيتهم في سبل التقوى والفضيلة فاصبحوا قدوة لقومهم. وكانت القديسة مارجريت ملازمة الصوم والصلاة ومساعدة الفقراء وزيارة الكنائس وما كانت تجلس على المائدة قبلما تكون قد أطعمت تسعة من اليتامى واربعة وعشرين من الفقراء، وكثيرًا ما كانت تعمل ولائم محتفلة للفقراء فكان الملك زوجها يخدم مائدة الرجال وهي تخدم مائدة النساء، وكانت تزور المستشفيات وتسعف المرضى وتنطلق إلى السجون وتعتق المحبوسين المديونين بوفائها عنهم. وحينما كانت تخرج من القصر كان يحتاطها جمع غفير من الأرامل والأيتام والمحتاجين من كل صنف فكانت تساعدهم. وكان الملك زوجها يطابقها في هذه أعمالها البرية لأنها كانت قد طبعت حب التقوى والفضيلة في نفسه.

 

قضت حياتها في الأعمال الصالحة لمجد الله وخير القريب. وعرفت بوحي إلهي ساعة موتها فتأهبت للدخول في الآخرة. وبعدما أخذت الاسرار المقدسة. قالت: "أيها الرب يسوع المسيح الذي بموته أحيا العالم نجني من كل شر". وفي قولها هذه الكلمات طارت نفسها إلى السماء. وكان ذلك في اليوم السادس عشر من شهر تشرين الأول سنة 1093 وعمرها حينئذ سبع واربعون سنة. والكرامات التي صنعت على قبرها ايدت قداستها.

 

أُعلنت قداستها من قبل البابا إنوسنت الرابع في عام 1250.

 

وفي 1693، نقل البابا إنوسنت الرابع عشر يوم عيدها إلى 10 حزيران تقديرًا لميلاد ابن جيمس السابع ملك اسكتلندا والثاني ملك إنجلترا. وفي مراجعة للتقويم الروماني العام سنة 1969، أصبح يوم 16 تشرين الأول يومًا حرًا، فنقلت الكنيسة عيدها إلى 16 تشرين الأول، وهو يوم تاريخ وفاتها، والذي تمّ الاحتفال به دائمًا في اسكتلندا. والقديسة مارجرت مكرّمة أيضًا كقديسة في الكنيسة الأنغليكانيّة.