موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أكدت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" بأن نحو 1850 شخصًا وصلوا الأربعاء إلى لامبيدوزا مما يرفع العدد الإجمالي للمهاجرين إلى الجزيرة الصغيرة في 24 ساعة إلى أكثر من 6700.
ولطالما كانت لامبيدوزا، التي تقع أقصى جنوب إيطاليا وأول ميناء يطرقه من يعبرون من شمال أفريقيا، موضع خلاف في أزمة الهجرة في أوروبا. ويتم وضع أغلب من يبقون هناك في مركز الاستقبال بالجزيرة الذي تبلغ قدرته الاستيعابية الرسمية نحو 400 شخص.
وأظهرت أحدث بيانات وزارة الداخلية أن نحو 123860 مهاجرًا عبر البحر بشكل إجمالي وصلوا إلى إيطاليا منذ بداية العام. ويبلغ الرقم تقريبًا ضعف الرقم المسجل في الفترة نفسها من 2022. وبالاتجاهات الحالية، يقترب عدد الواصلين من الذروة المسجلة في 2016 حينما وصل نحو 181500 مهاجر عبر البحر إلى إيطاليا.
وفي الفترة ما بين كانون الثاني وآب 2016، وصل نحو 115 ألف مهاجر، مقارنة بنحو 114526 مهاجرًا في الفترة نفسها من 2023. وأظهرت لقطات عُرضت الثلاثاء طوابير قوارب متهالكة مكتظة بالمهاجرين تنتظر الرسو في ميناء لامبيدوزا.
وقال جيوفاني دي ليو، المدعي العام للجزيرة، إن 112 قاربًا وصلت الثلاثاء على متنها أكثر من خمسة آلاف مهاجر، وهو عدد يتجاوز العدد القياسي السابق البالغ 63 قاربًا في يوم واحد والمسجل الشهر الماضي. وقال رئيس بلدية جزيرة لامبيدوزا، فيليبو مانينو، لوكالة أدنكرونوس للأنباء الأربعاء "جميعنا متعبون ومرهقون بدنيًا ونفسيًا، أصبح الوضع خارجا عن السيطرة وغير مُحتمل".
في هذا السياق، قال فلافيو دي جياكومو المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة "ما يحدث في لامبيدوزا هو أنه لأول مرة يصبح المسار التونسي شديد الازدحام... ومن العسير إدارته مقارنة بالمسار الليبي". وأضاف أن الرحلة الأقصر كثيرًا من تونس تجتذب أعدادًا أكبر ممن يحاولون العبور، وخصوصًا بالقوارب الأصغر حجمًا، مما يجعل عمليات الإنقاذ أكثر تعقيدًا.
وأسهم تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تونس في تزايد الأعداد.
يُنقل المهاجرون الذين يصلون إلى لامبيدوزا بانتظام إلى صقلية لتخفيف الازدحام هناك لكن مع ارتفاع عدد من يصلون إلى الجزيرة لا يكون هناك مجال لنقلهم بالسرعة الكافية. وقالت أنسا إنه من المقرر أن يغادر 750 شخصًا الأربعاء إلى البر الرئيسي للبلاد، بينما نُقل 900 آخرون بالفعل في وقت سابق من نفس اليوم.
ويذكر أنه منذ سنوات يواجه مركز استقبال المهاجرين في لامبيدوزا صعوبة في استيعاب عدد الوافدين مع إبلاغ المنظمات الإنسانية عن نقص في المياه والغذاء والرعاية الطبية.
فقد تولى في حزيران الماضي الصليب الأحمر الإيطالي مسؤولية المركز وتعهد تأمين استقبال "كريم" لكنه أقر هذا الأسبوع بأنه يواجه صعوبات في استيعاب تدفق المهاجرين مع وجود أكثر من سبعة آلاف شخص في المكان مساء الأربعاء، وهو رقم "يطرح مشاكل لوجستية".
من جهتها، صرّحت فرانشيسكا بازيلي المسؤولة عن الهجرة في الصليب الأحمر الإيطالي صباح الخميس، قائلة "الوضع معقد بالتأكيد ونحن نحاول العودة تدريجًيا إلى الحياة الطبيعية". وأضافت "رغم الوضع الصعب حاولنا توزيع أسِرّة على الأشخاص لكي لا يناموا في العراء". وتابعت "وفّرنا الطعام للجميع ووزعنا وجبة العشاء مساء أمس، واليوم أيضا سيحصل الجميع على كل ما يحتاجون إليه".
وإلى ذلك، خصصت الحكومة الإيطالية من اليمين المتطرف مؤخرًا 45 مليون يورو للامبيدوزا من أجل مساعدة الجزيرة على التعامل بشكل أفضل مع وضع المهاجرين.