موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٤ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١
هذه هي المعجزة التي مهّدت الطريق لتطويب البابا يوحنا بولس الأول
كانديلا جياردا متوسطة الأب خوسيه دابوستي وأمها روكسانا سوسا

كانديلا جياردا متوسطة الأب خوسيه دابوستي وأمها روكسانا سوسا

أبونا :

 

بعدما أخبر الأطباء الأم روكسانا سوسا بأنّه لا يوجد شيء آخر يمكنهم فعله لابنتها البالغة من العمر 11 عامًا، والتي كانت تعاني من خلل دماغيّ وصدمة إنتانية مترافقة بنوبات لا يمكن السيطرة عليها، ذهبت الأم لرفع الصلاة من أجل ابنتها في الكنيسة الكاثوليكيّة القريبة من المستشفى.

 

داخل الكنيسة الواقعة في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، قابلت الأم سوسا الأب خوسيه دابوستي، الذي جاء ليلة 22 تموز 2011 للصلاة بالقرب من سرير ابنتها في المستشفى. وقد قدّم الكاهن اقتراحًا للأم بأن تصلي من أجل ابنتها "كانديلا جياردا" بشفاعة خادم الله البابا يوحنا بولس الأول. وصليا معًا.

 

في وقت سابق من ذلك اليوم، استخدم الأطباء في مؤسسة فافالورو الطبيّة (مؤسسة علميّة أرجنتينيّة مخصصة للتدريس والبحث الطبي) مصطلح "الموت الوشيك" لوصف حالة كانديلا الصحيّة، وذلك بحسب ما نقله الموقع الإلكتروني التابع لمجمع دعاوى القديسين في الفاتيكان.
 

صورة لكانديلا جياردا خلال مرضها

القصة كاملة

 

قبل أربعة أشهر، أصيبت كانديلا جياردا فجأةً بالمرض، الذي شُخّص في نهاية المطاف على أنّه "متلازمة الصرع المرتبط بالحمّى".

 

وفي آذار 2011، أحضرت الأم ابنتها كانديلا إلى مستشفى في مسقط رأسها بمدينة بارانا، شمال شرق الأرجنتين، "مصابة بحمّة من الصرع". وقالت: "أخذتها إلى مستشفى الأطفال في بارانا وتم إدخالها للعلاج. في غضون ساعات قليلة، كانت ابنتي في غيبوبة وعلى جهاز التنفس الاصطناعي... كانت تعاني من تشجنات، وجرّب الأطباء مضادات اختلاج متعدّدة، لكن الأمر لم ينجح!".

 

ونتيجة لنوبات الصرع اليوميّة والمتلاحقة وضُعت كانديلا على الأنابيب، ونُقلت في سيارة اسعاف لأكثر من 480 كيلومتر إلى وحدة العناية الحثيثة في مستشفى أبحاث مؤسسة فافالورور في بوينس آيرس، في أيار من ذلك العام. تضيف روكسانا: "منذ وصولنا إلى فافالورو، ساءت حالة كانديلا بدلاً من أن تتحسّن. لم يتوقّع الأطباء أن تستمرّ في الحياة، حتى أنهم قالوا لي: عودي إلى المنزل لكي تموت كانديلا في منزلها".

الأب خوسيه دابوستي متوسطًا كانديلا جياردا ووالدتها روكسانا سوسا

ولكن بعد الصلاة مع الأب دابوستي، بشفاعة يوحنا بولس الأول، بدأت ابنتها تُظهر علامات تحسّن بين عشية وضحاها. وقد أقرّت روكسانا لاحقًا بأنها كانت تعرف القليل في ذلك الوقت عن البابا الإيطالي، الذي توفي عام 1978، بعد 33 يومًا من انتخابه حبرًا أعظمًا. لكنها أخبرت أنها كانت على ثقة أمام اقتراح الكاهن، ومن دون تردّد، وطلبت شفاعة البابا بوحنا بولس الأول حصرًا.

 

وبحسب الفاتيكان، فقد شارك الطاقم التمريضي في حدة العناية الحثيثة أيضًا في رفع الصلوات بشفاعة البابا يوحنا بولس الأول. وقال موقع الفاتيكان: "في 23 تموز 2011، وبشكل غير متوقّع، حدث تحسّن سريع في الصدمة الإنتانية (حالة طبيّة خطيرة تحدث نتيجة الإنتان الذي ينتج عنه تلف وأذى للأعضاء الحيوية كنتيجة للعدوى، مما يتسبب في انخفاض خطير في ضغط الدم واختلال الأيض على المستوى الخلوي)، واستمرّت في التعافي حتى استقرار الدورة الدموية والجهاز التنفسي".

 

بعد أسبوعين، تم نزع الأنبوب عن كانديلا، وبحلول يوم 25 آب، تمّ حلّ مشكلة الصرع. وخرجت من المستشفى يوم 5 أيلول. وقد أبلغ الأب دابوستي الفاتيكان بما حدث، وتلقى تعليمات لكتابة تقرير مفصّل لكلّ ما حدث فيما يتعلق بوضع كانديلا الصحيّ.

صورة حديثة لكانديلا جياردا

كان رئيس الأساقفة خورخي ماريو بيرغوليو رئيس الأساقفة المحلي في الوقت الذي حدثت فيه المعجزة في بوينس آيرس في عام 2011. وأصبح البابا فرنسيس في عام 2013. وبعد انتهاء تحقيق الفاتيكان من شفاء كانديلا، وافق البابا فرنسيس، في 13 تشرين الأول 2021، اعتبار ما حدث لكانديلا بأنّه معجزة تمّت بشفاعة البابا يوحنا بولس الأول.

 

واليوم، تبلغ الشابة كانديلا جياردا من العمر 21 ربيعًا، وهي تسعى للحصول على شهادة جامعيّة في الطب البيطري. كما أنها لا تتناول أيًا من أنواع الأدويّة في الوقت الحالي. تقول الأم روكسانا سوسا: إنّ "المعجزات موجودة، وقد عاينتها مع ابنتي كاندي".