موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٠ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠
من هي "أسرة توما الأكويني" التي كرمتها الكنيسة الكاثوليكية بمصر؟

حوار: مايكل عادل ماركو – بودابست :

 

في نهاية مؤتمر التعليم المسيحي الأول في مصر الذي نظمه المكتب الإعلامي الكاثوليكي بمصر مع المركز الثقافي الفرنسيسكاني تحت عنوان "أنتم الكنيسة... تحيون وتعطون الحياة"، في دير السيدة العذراء للآباء الفرنسيسكان بالمقطم، أيام 13 و14 تشرين الثاني نوفمبر 2020، تم تكريم "أسرة توما الأكويني" في هذا المؤتمر لما لها من إسهامات في خدمة إعلان فرح الإنجيل.

 

فمن هي أسرة القديس توما الإكويني؟ وما هي أنشطتها؟ والعديد من الأسئلة التي يجيب عليها مؤسس الأسرة الدكتور هاني وليم في حوار خاص بمناسبة تكريمهم من قبل الكنيسة الكاثوليكية بمصر ممثلة بغبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر.

 

فإليكم نص الحوار:
 

أولاً مبروك على التكريم. وبهذه المناسبة اسمح لي بطرح الأسئلة التالية لتعريف القارئ بـ"أسرة توما الأكويني". من أين جاءت لكم هذه الفكرة؟

 

أشكر حضرتك على هذا اللقاء وهذه التهنئة الجميلة.

 

اسمح لي أن أجيب هذا السؤال من التعريف الذي تعرفه الخدمة عن نفسها "نحن مجموعة من شباب كاتدرائيّة يسوع الملك للأقباط الكاثوليّك بالمنيا، أخذنا على عاتقنا نشر الفكر الكاثوليكيّ في العديد من القضايا لدعم شعب كنيستنا. لذا قمنا بتكوين أسرة القديس توما الأكوينيّ. وجدير بالذّكر أن اختيارنا لاسم الأسرة، جاء اعتزازًا منَّا للدور الكبير الذي لعبه هذا القدّيس في الكنيسة الجامعة، لاسيَّما في اللاهوت المسيحيّ. فليس الهدف مجد الكنيسة الكاثوليكيّة في حدّ ذاتها، فالأمر الأهمّ مجدُ المسيح. من دون أن يُفهم خطأً أنّنا نرسي قواعد التّعصب، إنَّها لمحاولة جادة لمزيد من التّعرّف على هويتنا الكاثوليكيّة، الأمر الذي لا يتناقض مع مساعي الكنيسة الحثيثة في الحوار المسكونيّ، إنَّها أولى الخطوات نحو محبّة الأخرين وخدمتهم". فالفكرة جاءت من الاحتياج الذي شعرنا به كشباب متعطش إلى المسيح وإلى التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية.

تبعد ظروف العمل والحياة اليوميّة الكثيرين عن الخدمة، ولكن بالرغم من عملك في مجال الطب تقوم بهذا النشاط الرائع؟ فكيف يمكنك التوفيق بين العمل والخدمة؟ وماذا تقول لمن يعتقد بأن الخدمة تتعارض مع العمل والأسرة؟

 

حقًا الحياة اليومية أصبحت أكثر تطلبًا، وظروف العمل خاصة في الطب هي ظروف صعبة ومشحونة بالضغط، ليس فقط في العمل ولكن فيما تتطلبه المهنة من دراسة لسنوات طويلة قبل التخرج وبعده. ولكن الحياة ليست فقط عمل ولا دراسة. هناك جانب روحي ونفسي وإنساني... فإن فصلنا متطلبات روحنا عن جسدنا نقع في الغنوصية. لذا فهي مسألة ترتيب أولويات وإدارة للوقت. كما أن الخدمة هي دعوة من الرب يسوع.

 

نقطة أخرى هامة، أن الخدمة الناجحة لا تتوقف على شخص بعينه، فالأسرة منذ بدايتها يحرص خدامها على تحويلها إلى نظام مؤسسي لا يقوم على الفرد بل الجماعة. الخدمة يقودها مسؤول للخدمة، ويكون أمينًا لها –هو حاليًا المهندس مايكل وليم– ويعاونه مجلس مصغر من خمس أفراد. كل منهم لديه دور ومسؤولية محددة مكتوبة في ميثاق رسمي للخدمة. لذا فإنّ التعاون المثمر يوفر الوقت للجميع. كما أن للخدمة راعي من الآباء الكهنة، وهو مسؤول عن المرافقة الروحية للخدام بشكل خاص، وهو حاليًا الأب سعيد لوقا.

كيف بدأتم في تكوين أسرة توما الإكويني؟ هل وجدتم صعوبات أم كانت الفكرة مُرحبَّة؟

 

بنعمة الرب يسوع المسيح، تأسست أسرة القديس توما الإكويني في يوم 7 أيلول سبتمبر عام 2009، بناءً على طلب قدّمته إلى الأب ملاك سامي، راعي الكاتدرائية آنذاك. لاقت الفكرة قبولاً عند الأب ملاك سامي، وتم الاتفاق على تسمية الأسرة الوليدة "أسرة القديس توما الأكويني" تيمّنًا بهذا العملاق اللاهوتي معلم الكنيسة الجامعة، والذي تحاول الأسرة السير على منواله في البحث العلمي والأكاديمي. ومن ثم تمّ نشر الفكر من خلال كتيبات وغيرها من الوسائل. تم الاتفاق على أن تكون "أسرة" كي لا تتوقف على شخص بعينه وكي تستمر في خدمة الكنيسة مهما تغيّرت الأزمنة وتغيّر الأشخاص. ومنذ تلك اللحظة بدأت تتكون النواة الأولى للخدام وتتبلور الرؤية والرسالة والأهداف.

 

أما بالنسبة للصعوبات، فأشكر الله أنّ الأب ملاك سامي راعي الكاتدرائية حينها كان مؤمنًا بفاعلية حبة الحنطة، وكذلك البطريرك إبراهيم إسحق سدراك – مطران كرسي المنيا في حينها. ولكن من طبيعة الخدمة أن تجد صعوبات، فعلى مدار 12 سنة واجهت الأسرة تحديات كبيرة، ولكن نعمة الرب غمرتنا في النهاية.

ما هي أهم الأعمال التي تعمل عليها الآن أسرة توما الإكويني؟

 

1. إصدار كتيبات مختلفة لنشر فكر الكنيسة الكاثوليكية. وحتى الآن تم إصدار ما يقرب من 45 كتيبًا.

 

2. نقوم بإلقاء المحاضرات المختلفة، باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية المتاحة لكل مَن يطلب منا ذلك في كل اجتماعات كنائس الأبرشيّة ثم باقي الأبرشيات على امتداد الوطن الغالي.

 

3. تقوم الأسرة بالمساعدة على حفظ ودراسة الكتاب المقدس من خلال استخدام (أجهزة) برنامج Bible quiz program. كما ساهمت في توزيعها على مكاتب التعليم المسيحي في العديد من الأبرشيات الأخرى.

 

4. تقوم الأسرة بعمل "المخيمات الرسولية" في قرى المنيا – بعضها بالمشاركة مع حركة المرسلين العلمانيين المنصوريين بلبنان - وكانت أول قرية هي نجع الدك صيف 2013، وآخرها منهري في 2019، وبمجموع 7 مخيمات إلى الآن.

 

5. كما تخدم الأسرة من خلال فريق مسرحي باسم القديس "سان جينيسيس" شفيع الممثليين والكوميديان في الكنيسة الكاثوليكية. ويهدف هذا الفريق إلى تحقيق نفس الهدف، ألا وهو نشر فكر الكنيسة الكاثوليكية من خلال ما يقدمه من أعمال مسرحيّة.

ما هو شعوركم وردود فعل أعضاء الأسرة بعد تكريم الكنيسة الكاثوليكية بمصر؟

 

كانت الفرحة غامرة. لم تتخلى الكنيسة عنا أبدًا طوال 12 سنة من الخدمة. ولكن هذه المرة كان الفرح مختلف حيث تم التكريم في أول مؤتمر من نوعه حول التعليم المسيحي. جاء اختيار المنظمين للأسرة كنموذج للخدمات التي تهتم بالتعليم في الكنيسة، فهذا تكريم رائع، ونشكر الرب والكنيسة عليه. كما أن الجيل الحالي من الخدام والذي تم تكريمه يعتبر الجيل الثالث والرابع من الخدام. وهذا سبب آخر للفرح الكبير، ألا وهو نعمة الرب في استمرار الخدمة مع الزمن.

ما هي أحلامكم وأهدافكم للفترة القادمة؟

 

العالم الآن يمر بفترة عصيبة ألا وهي وباءCOVID-19 ، وما نجم عنه من تبعات اجتماعية ونفسية كثيرة. لذا فكّر الخدام في الأسرة في كيفية التأقلم مع الوضع الجديد. حيث أن الوباء أوقف مؤقتًا التجمعات وبالتالي حدّ من المحاضرات والمخيمات الرسولية ومسابقات الكتاب المقدس. لذا عمدت الأسرة إلى الميل إلى خدمات الميديا خاصة في الفترة الحالية. لذا بدأنا في نشر فكر الكنيسة الكاثوليكية من خلال فيديوهات تعليمية قصيرة بمونتاج عصري مبدع، والمحتوى هو عبارة عن ترجمة بتصرف لفيديوهات الراهب الفرنسيسكاني الأمريكي Casey Cole وننشر على صفحتنا على Facebook  فيديو جديد كل 15 يوم. ونطمح أن يستمر العمل في المستقبل لمدة 4 سنوات حتى نستطيع تغطية أغلب المواضيع. يقوم بهذا العمل الضخم الأستاذ فادي أشرف والأخ أندرو وهيب الفرنسيسكاني، وأنا أقوم بمساعدتهم.

في نهاية اللقاء أشكركم على مشاركتكم لنا هذه المعلومات المفيدة، وأعمالكم القيّمة

 

أشكر حضرتك من القلب على هذا اللقاء المثمر.


 

في نهاية الحوار أستطيع القول بأن أسرة القديس توما الإكويني نموذجًا يظهر أهمية عمل وخدمة الشباب في الكنيسة الكاثوليكية، فالكنيسة في احتياج دائما إلى أبنائها الشباب لتوصيل تعليمها القيم بطريقة حديثة على مر العصور، ومؤسس وأعضاء هذه الأسرة مثالاً حيًّا على التوفيق بين الخدمة والعمل. فلا حياة بلا خدمة ولا خدمة بلا عمل.