موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٩ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٨
ملتقى الأمانات العامة للمدارس الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

عمّان - أبونا :

تحت رعاية رئيس الوزراء الأسبق، رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج، الأستاذ الدكتور عدنان بدران، تم صباح اليوم الثلاثاء افتتاح ملتقى الأمانات العامة للمدارس الكاثوليكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على مسرح مركز تراسنطة الثقافي، تحت عنوان: "بيئة المدرسة المسيحية".

وبحضور سفير الفاتيكان في المملكة المطران ألبرتو مارتن، والأمناء العامين ومدارء المدارس الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعدد من الكوادر الإدارية والتعليمية، تضمن الاحتفال كلمة ترحيبية من الأب رشيد مستريح الفرنسيسكاني، أمين عام المدارس الكاثوليكية في الأردن، وكلمة للأب بطرس عازر الأنطوني، أمين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان والأمين العام الإقليمي للمدارس الكاثوليكية، وريبورتاجًا حول مدارس الأمانة العامة في الأردن بعنوان "حضور عبر التاريخ".

وفي كلمة الافتتاح الرئيسة، لفت الأستاذ الدكتور عدنان بدران إلى أننا "نعيش حاليًا في بداية الألفية الثالثة، لذلك على نظامنا التربوي أن يتفوق على نفسه بقفزات لوغارثمية للحاق بقاطرة النمو والتقدّم، فلا مكان فيها للاستكانة أو الجمود"، داعيًا إلى "إعادة هيكلة المدرسة لتستطع أن تقوم بدور فعّال في إعداد العقول البشرية، لمجابهة تحديات الألفية برأسمال بشري ذكائي خلاق يشكّل الرافد الرئيسي لاقتصاد مستدام يقوم على الإبداع والإبتكار".

كما شدد على أهمية "إعادة ’صناعة المدرسة‘، ودورها كحاضنةٍ رئيسية، لتنمية المهارات المعرفية، وتنمية الذكاء، وصياغة شخصية الطالب المتوازنة من النواحي السلوكية، والأخلاقية، والروحية، والثقافية، والفنية، والرياضية، والاعتماد على الذات، واحترام التنوع بين الأجناس، والأديان، والمذاهب، والاختلاف في الرأي، وتعظيم الجوامع، واحترام الفوارق، والخروج من الصيغة التربوية التقليدية القائمة على منهاج ومدرسة ومعلّم تقليدي".

وقال: "على التعليم أن يقود نحو الفكر الناقد، وبناء فكر خلاق، مسلّح بأدوات الفكر العقلاني القادر على التحليل والاستنتاج، والتساؤل، وحل المشكلات"، مشددًا على أن الطالب "هو المحور الأساسي لعملية التعليم والتعلّم". ولفت إلى أن التعليم "ينمو في بيئة إبداعية تسوها الديمقراطية، وحرية التفكير بلا حدود، وتنمي التعددية الفكرية، واحترام التنوّع، وتقبّل الاختلاف في الرأي، وحرية التعبير، وعدم إقصاء الآخر، وتعليم يقبل النقد، ويخضع العقل للعقلانية".

وشدد على أهمية "الانتقال بالصف من التلقين الممل؛ الذي يفرض الحفظ على الطالب دون فكر ناقد وتحليل واستنتاج واستنباط للحلول، إلى النقاش التفاعلي، والتعلّم المدمج، والتعليم الإلكتروني، بذلك يتحوّل الصف إلى ورشة عصف ذهني ونشاط عقلي مركب وهادف"، مشيرًا إلى أن "مهمة المعلم في الصف المدرسي تكمن في تعليم الطالب كيف يتعلّم، وكيف يقرأ، وكيف يصل إلى المعلومات، وكيف يحلل ويستنتج ويبني المعرفة".

وقال: "تكمن الثورة الحقيقية والمستدامة للأمة في تنمية مواردها البشرية عن طريق تنمية القدرات الحقيقية العقلية وإنتاج التفكير"، مشيرًا إلى أهمية الإطلاع على تجارب الدول التي استطاعت رغم محدودية مواردها الطبيعية من اللحاق بالدول المتقدمة، من خلال اعتمادها على جودة مواردها البشرية. وتابع: "على الأردن أن يتحرّك بسرعة للولوج إلى قرن جديد بكل ثقة في منافسة الندّ مع الآخرين، من خلال الحاجة إلى خطاب تربوي عصري، لإعادة هيكلة التعليم في منهجية معاصرة، ترسّخ العلوم والرياضيات، وتكنولوجيا المعلومات، واللغات، والأخلاقيات والسلوكيات، في مراحل مبكرة من الطفولة، لبناء جيل الريادة، المسلّح بالمهارات والاتجاهات الإيجابية السلمية".

ولتحسين نوعية مخرجات التعليم، أورد الأستاذ عدنان الدكتور بدران عددًا من الملاحظات التالية: إصلاح عملية التعليم بما يتلاءم مع مجتمعات المعرفة، والأخذ بالتعلم المدمج بالتقنيات التربوية الحديثة. ربط التعليم بسوق العمل عن طريق ترسيخ مفاهيم الإبداع والابتكار وبناء الريادة. النهوض بوضع المعلم ماديًا ومهنيًا وتدريبيًا وتعلمًا مستمرًا مدى الحياة. الأخذ بأسلوب النقاش والحوار بحيث يتحوّل المعلم من كونه ملقنًا معسرًا إلى مُيسّر في العملية التربوية. وترسيخ مفاهيم وإتجاهات إيجابية للسلوكيات والأخلاقيات"، لافتًا إلى أن "الخوف والتردّد هما العدو الأول للإبداع؛ فالإبداع يترعرع في المجتمعات التي تتجاوز الخوف والتردد، والأخذ كليًا بالفرص المتاحة في ذلك المكان، وذلك الزمان. ومن أهم المحفزات للإبداع والفكر الخلاق، تواجد بيئة ديمقراطية تسودها العدالة والمساواة وحقوق الإنسان وتكافؤ الفرص".

وخلص راعي الحفل في كلمته إلى القول: إن "التعليم يوّلد الثقة والاعتماد على النفس، والثقة توّلد الأمل والرجاء، والأمل والرجاء يوّلد الرخاء، والرخاء يوّلد السلام. إنكم تمثلون المدارس الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قادرون على إدارة التغيير، والإصلاح التربوي، بما تتمتع به مدارسكم من استقلالية بعيدًا عن البيروقراطية الحكومية، فأنتم الأمل، والرجاء في بناء نظام تربوي عصري، بعيدٍ عن التشوهات الاجتماعية، والتعميمات الخاطئة، لبناء عقول بشرية خلاقة، ذات فكرٍ ناقد، وعلمٍ نابغ".

للمزيد من الصور:
https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&album_id=1…