موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الثلاثاء، ٢٠ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٢
مركز بيو للأبحاث ينشر دراسة حول مستقبل الدين في الولايات المتحدة

الجزيرة نت :

 

خلص استطلاع واسع أجراه "مركز بيو للدراسات (Pew Research Center)‏ ونشره في أيلول الحالي، إلى أن أعدادًا كبيرة من الأميركيين تركوا المسيحية منذ التسعينيات للانضمام إلى الصفوف المتزايدة من البالغين الأميركيين الذين يصفون هويتهم الدينية بأنهم "ملحدون" أو "لا أدريون" أو "لا شيء على وجه الخصوص".

 

هذا الاتجاه المتسارع، يعيد تشكيل المشهد الديني في الولايات المتحدة، ما يدفع الكثير من الناس إلى التساؤل عما قد يبدو عليه مستقبل الدين في أميركا. وتساءل تقرير المركز ماذا لو استمرّ المسيحيون في ترك الدين بنفس المعدل الذي لوحظ في السنوات الأخيرة؟ وماذا لو استمرت وتيرة التحوّل الديني (تغيّر تعريف الفرد لنفسه دينيًا خاصة بين مرحلتي الطفولة والبلوغ) في التسارع؟

 

وللمساعدة في الإجابة عن مثل هذه الأسئلة، صاغ مركز "بيو" للأبحاث عدة سيناريوهات افتراضية تصف كيف يمكن أن يتغير المشهد الديني في الولايات المتحدة خلال نصف القرن المقبل.

 

تلاحظ الدراسة أن معدلات التحول الديني تتركز في شرائح عمرية معينة؛ فحتى العام 2019 على سبيل المثال، قُدّر أن 31% من الأشخاص الذين نشؤوا على المسيحية أصبحوا غير منتسبين بين سن 15 إلى 29، وهي الفترة المضطربة التي يتركز فيها التحول الديني. وقرابة 7% من الأشخاص الذين نشؤوا مسيحيين، أصبحوا غير منتسبين للمسيحية في وقت لاحق من حياتهم بعد سن الـ30.

 

في المقابل، تم تصنيف حوالي 90% من البالغين في الولايات المتحدة على أنهم مسيحيون أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وفق المركز.

 

ووضع تقرير المركز 4 سيناريوهات محتملة لتحولات الدين في المجتمع الأميركي؛ تتراوح بين احتمالية أن يخسر المسيحيون أغلبيتهم، لكنهم سيظلون أكبر مجموعة دينية في الولايات المتحدة بحلول عام 2070، أو يتصاعد عدم الانتماء لأي دين في عام 2070 ويشكل أغلبية ضئيلة أو لا يشكل أغلبية، وأخيرًا يبدأ تباطؤ أو حتى توقف وتيرة التحول الديني في البلاد عند المعدلات الحالية، وهو السيناريو الذي يرجح تقرير المركز عدم واقعيته.

 

وتشير هذه التوقعات إلى أن الولايات المتحدة ربما تتبع المسار الذي سلكته على مدى الـ50 عامًا الماضية العديد من البلدان في أوروبا الغربية التي كان لديها أغلبية مسيحية ساحقة في منتصف القرن الـ20 ولم تعد كذلك حاليًا. ففي بريطانيا على سبيل المثال، تفوقت نسبة الذين لا يعتبرون أنفسهم مسيحيين على الذين يعتبرون أنفسهم مسيحيين لتصبح أكبر مجموعة في العام 2009 وفقًا لمسح المواقف الاجتماعية البريطانية. وفي هولندا، تسارعت وتيرة عدم الانتماء الديني في السبعينيات، ويقول 47% فقط من البالغين الآن إنهم مسيحيون.

 

في حين أن التغيير في معدلات الانتماء في الولايات المتحدة يرجع إلى حد كبير إلى ترك الناس للدين طواعية، فإن التحول ليس المحرك الوحيد لتغيير التكوين الديني في جميع أنحاء العالم. على سبيل المثال، تفسر الاختلافات في معدلات الخصوبة معظم التغيرات الدينية الأخيرة في الهند، بينما أدت الهجرة إلى تغيير التكوين الديني للعديد من البلدان الأوروبية في القرن الماضي، كما تسببت عمليات التحول القسرية والطرد الجماعي والحروب والإبادة الجماعية في تغيرات في التكوين الديني عبر التاريخ.

 

علاوة على ذلك، فإن السيناريوهات الواردة في تقرير مركز "بيو" تقتصر على الهوية الدينية ولا تصور كيف يمكن أن تتغير المعتقدات والممارسات الدينية في العقود القادمة.

 

وإلى جانب الانخفاض في النسبة المئوية للبالغين الأميركيين الذين يعتبرون أنفسهم مسيحيين في السنوات الأخيرة، وجدت استطلاعات مركز "بيو" للأبحاث انخفاضا في نسبة السكان الذين يقولون إنهم يصلون بشكل منتظم أو يعتبرون الدين مهما جدا في حياتهم، ولا يزال السؤال مفتوحا عن المستقبل.