موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
"إنه عمل الله ويمكننا أن نرى فيه قوته المذهلة وحبه للجمال". بهذه العبارات، علّق مدير مرصد الفاتيكان العالم والراهب اليسوعي غاي كونسولماغنو، على الصور الأولى للمجرات التي التقطها تلسكوب جيمس ويب ونشرتها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا.
واعتبر كونسولماغنو في بيان إنّ الصور هي "لمحة جذابة عما يمكن أن نتعلمه عن الكون في المستقبل". وتابع: "العلم الذي تمكن من اختراع هذا التلسكوب هو محاولتنا استخدام الذكاء الذي منحنا إياه الله لفهم منطق الكون. لن يعمل الكون إذا لم يكن منطقيًا. لكنها ليس منطقيًا فحسب، بل إنه جميل أيضًا. هذا هو عمل الله الذي تمّ الكشف عنه لنا، وفيه يمكننا أن نشاهد قوته المذهلة وحبه للجمال"، مؤكدًا أنّ الصور "هي غداء للروح البشريّة –نحن لا نعيش بالخبز وحده- خاصة في هذه الأوقات".
وأوضح مدير مرصد الفاتيكان منذ عام 2015: بأنّه مسرور شخصيًا بنجاح مهمّة التلسكوب، كونه صديقًا للعديد من العلماء الذين صنعوا الأدوات وخططوا للملاحظات. وقال: "أعلم كم من الوقت، ومدى صعوبة عملهم لجعل هذه الآلة المذهلة تعمل. إنّه تكريم للروح البشريّة، وما يمكننا القيام به عندما نعمل معًا".
وأضاف: إنني مندهش وممتن لله لأنه منح البشر "القدرة على رؤية وفهم ما صنعه". واقتبس من كلمات المزمور 8: "عندما أرى سمواتك صنع أصابعك والقمر والكواكب التي ثبتها، ما الإنسان حتى تذكره وابن آدم حتى تفتقده؟ دون الإله حططته قليلا بالمجد والكرامة كللته".
كما عبّر عن سروره بشكل خاص لاكتشاف أول علامة لبخار الماء في الغلاف الجوي لكوكب خارج المجموعة الشمسية. فبعد 150 عامًا من إضافة زميله عالم الفلك الأب أنجيلو سيكي اليسوعي لمنظار أمام عدسة تلسكوبه على سطح كنيسة القديس اغناطيوس، في روما، وإجراء القياسات الطيفية الأولى للأغلفة الجوية لكواكب نظامنا الشمسي.
يُشار إلى أنّ تاريخ مرصد الفاتيكان يعود إلى عام 1582، وهو أحد أقدم المراصد الفلكيّة التي ما تزال عاملة في العالم. ويقع مقر الرئيسي في كاستل غاندولفو، وهي بلدة تقع خارج العاصمة الإيطاليّة روما، وتمثّل المقر الصيفي للبابوات. ويقوم مرصد الفاتيكان أيضًا بتشغيل تلسكوب الفاتيكان للتكنولوجيا المتقدمة، الواقع في ولاية أريزونا على بعد حوالي 200 ميل جنوب شرق فينيكس.
