وزار الوفد مدينة جرش الأثريّة، وموقع مار الياس (النبي إيليا)، وموقع سيدة الجبل في عنجرة، حيث احتفلوا بالقداس مع كاهن الرعية الأب يوسف فرنسيس، كما زاروا أيضًا مزار النبي موسى على جبل نيبو وكنيستي قطع رأس يوحنا المعمدان والقديس جوارجيوس (الخارطة)، والتقوا خلالها الأب فراس نصراوين، كاهن رعيّة اللاتين في مادبا، والذي حدثهم عن تاريخ المدينة.

والتقى الوفد بعدد من رؤساء الكنائس في الأردن، في النيابة البطريركيّة اللاتينيّة في عمّان، حيث تحدّث النائب البطريركي الأب جمال خضر، خلال اللقاء، عن تاريخ الكنيسة اللاتينيّة في الأردن وعرض لهم توجيهات الكنائس لتشجيع السيّاح والحجاج من مختلف أنحاء العالم لزيارة الأردن كأرض مقدسة، خاصة موقع المعمودية المغطس وجبل نيبو، وسائر الأماكن المقدسة في المملكة.

وأكد الأب خضر أهمية الالتقاء برعاة وأبناء الكنائس المحليّة للاطلاع على التجربة الأردنيّة بالعيش المشترك والأخوة الإنسانيّة، بينما تحدّث المطران جوزيف جبارة عن كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، والأب جوزيف سويد عن الكنيسة المارونيّة، والأب بشير بدر عن مركز العائلة الرعوي.

وفي مكان معمودية السيد المسيح، أقام الوفد قداسًا احتفاليًا في المغطس، وقدّم الأب رفعت بدر شرحًا عن كنيسة معمودية السيد المسيح، والتي شيدتها البطريركية اللاتينية، حيث طاف الوفد في المواقع التاريخية لهذا المكان الفريد، وأبدوا إعجابهم بالتنظيم وإتاحة المجال للحاج بأن يمضي وقتًا بالصلاة والتأمل.

وزار الوفد مدينة الفحيص، حيث احتفل بالقداس مع كاهن رعيّة اللاتين الأب عماد الطوال، كما زار البترا والعقبة، حيث احتفل أيضًا بالقداس مع كاهن رعيّة اللاتين الأب فرنسيس شاهين، بحضور الأب إبراهيم حجازين كاهن رعيّة الروم الكاثوليك، كذلك زار الوفد مزار سيدة لورد في ناعور، حيث أدى الصلاة هناك بمشاركة كاهن الرعيّة الأب بشير بدر. وناقش الوفد في ندوة علميّة عقدت في عمّان وحضرها ممثلون عن مختلف القطاعات السياحيّة، طرق تطوير السياحة الدينيّة الفرنسيّة إلى المملكة.

وأعرب وزير السياحة نايف حميدي الفايز، خلال لقائه الوفد، بحضور مدير هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبدالرزاق عربيات، عن تقديره للوفد الفرنسي على حسن اختيار الأردن كوجهة سياحيّة أساسيّة للمستقبل السياحي. وقال إنّ السيّاح ينظرون إلى الأردن كمواقع أثريّة وتاريخيّة، لكن الحجاج هم الذين يزورون الأماكن المقدسة ويصلون في الأردن في مختلف الكنائس الأثريّة، كما في الكنائس الحيّة التي تعج بالمؤمنين في مدن وقرى الأردن قاطبة.

وتحدّث الفايز عن الزيارات البابويّة إلى الأردن ابتداءً من البابا بولس السادس عام 1964، والبابا يوحنا بولس الثاني عام 2000، والبابا بندكتس السادس عشر عام 2009، والبابا فرنسيس عام 2014، والتي سلطت الضوء على الأماكن الدينية المسيحية في المملكة، وشجعت المسيحيين حول العالم، خاصة الكاثوليك، على المجيء إلى الأردن وزيارة أماكنه المقدسة.

وأكد أن مدراء الحج هم سفراء للمملكة في فرنسا وأوروبا، فمن خلالهم يمكن تشجيع السياح الفرنسيين والأوروبيين على زيارة الأردن أرض الأنبياء والقديسين والشهداء. وأشاد الفايز بالتعاون الحقيقي الذي يجمع بين وزارة السياحة ورجال الدين، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على تأهيل تجارب تناسب جميع الأعمار مبتدئة بدرب الحج المسيحي من خلال جزئية أولية انطلاقًا من موقع جبل نيبو وصولاً إلى موقع المعمودية المغطس.

وقال المطران لو فير، من جهته، إنّه من الآن وصاعدًا ستدرس المؤسسة تسيير رحلات حج إلى الأردن لمدة ثمانيّة أيام، بإشراف أساقفة من مختلف الأبرشيات الفرنسيّة، كون المملكة تعج بمواقع أثريّة ودينية مهمة يتكلم عنها الكتاب المقدس.

ولفت أمين عام للمؤسسة الأب جاك ماري، إلى أنّ المؤسسة تفكر بشكل جدي بعقد جمعيتها العموميّة لأول مرّة خارج فرنسا، وذلك في الأردن، في خريف عام 2023. وقدّم الأب جاك ماري الشكر للمملكة على حسن الضيافة والاستقبال والتنظيم والرعاية التي نالها الوفد خلال زيارتهم، قائلاً إنهم يصلون من الآن لنجاح مؤتمرهم المزمع عقده في الأردن، بالتعاون مع السفارة الأردنيّة في باريس وهيئة تنشيط السياحة.

وفي اليوم الأخير، احتفل الوفد برئاسة المطران لو فير بقداس الأحد في كنيسة قلب يسوع في تلاع العلي، حيث رحّب بهم كاهن الرعيّة الأب رفعت بدر الذي قال إنّ الكنائس في الأردن تلعب دورًا أساسيًّا في الترويج والتسويق للسياحة الدينيّة.