موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٣ ابريل / نيسان ٢٠٢١
مائة عام كتبت تاريخ الهاشميين في الاعتدال والوسطية والحوار

بترا :

 

سطر الهاشميون تاريخهم المجيد بأحرف من مجد وفخار واعتزاز، فكانت الدولة الأردنية المتجذرة يقوم حكمها على الاعتدال والوسطية والحوار والديمقراطية، وذلك، على مدى مئة عام مشعة بمنارات الانجاز والنهضة، اعتلتها بيارق الوحدة والانتماء للأرض الطاهرة والولاء للعرش الهاشمي الغالي.

 

ونال سيد البلاد، جلالة الملك عبدالله الثاني أرفع الجوائز في مجال حوار الأديان والتآخي والسلام، في تتويج لثمرة جهود جلالته الدؤوبة لتعزيز الاستقرار ونشر قيم التسامح، سائرا على خطى الاجداد الواثقة من صلابتها ووضوحها وعدالتها.

 

فاستحق جلالته جوائز: مصباح السلام عام 2019، ومؤسسة جون تمبلتون عام 2018، و"ويستفاليا للسلام" عام 2016، و"صانع السلام" 2007، و"القديس أندريه لحوار الحضارات" عام 2006، ووسام الاستحقاق الذهبي لمدينة أثينا عام 2005، اضافة الى جائزة الشجاعة السياسية عام 2003.

 

 

الشيخ الخصاونة

 

وقال سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة: "دأب الهاشميون منذ توليهم الحكم على تبني نهج جدهم الأعظم صاحب الرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، ولنشر قيم التسامح والرحمة بين الناس، وبقي هذا النهج راسخاً يتوارثه آل البيت الأطهار، حتى حمل رايتها الشريف الحسين بن علي، الذي قاد نهضة الحق والعدل، فكانت ثورة تحمل التسامح والاعتدال".

 

وأضاف أن المملكة تسعى بقيادتها الحكيمة لتعزيز الانجاز والنهضة والنماء، ومنذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين، الذي استشهد مدافعاً عن القدس والمقدسات، من أجل فلسطين، الذي افتداهم بروحه الطاهرة في وجه المدّ الأسود، الذي أراد النيل من قيم الحق والعدالة. ولنا في مسيرة جلالة المغفور، له باذن، الله الملك طلال بن عبدالله، وجلالة المغفور له، باذن الله، الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراهما، شواهد لا حصر لها على الثبات والدفاع عن قيم الرحمة والتسامح والمحبة، وصولا الى الاجيال الحاضرة التي نهلت من الارث الهاشمي طيب القيم وفضائل الخير، وفقا لسماحته.

 

وقال: عند تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني لسلطاته الدستورية، حمل هذه الأمانة بكفاءة واقتدار، وأدى رسالة الآباء والأجداد داخل الأردن وخارجه مدافعاً عن الحق في جميع المحافل، وله سبق المبادرة والريادة في هذا المجال حين أطلق رسالة عمان، رسالة الإسلام السمحة، ومبادرة كلمة سواء، التي تشكل رؤية للعيش المشترك. كما جاءت مبادرة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان، كحدث عالمي تبنته الأمم المتحدة ليصبح الأسبوع الأول من شهر شباط من كل عام، مناسبة لتذكير العالم بقيم المحبة والوئام، فهذا جوهر رسالة الإسلام. وبين: ان الأردن وبقيادته الهاشمية جسد منذ تأسيس الدولة حتى اليوم اسمى معاني الوحدة والاعتدال، وحب الآخر، واغاثة الملهوف، واستقباله لكل من طلب المساندة، من مختلف البلاد، الذين اختاروا الأردن لأمنه وأمان العيش به.

 

 

المعايطة والمومني

 

وزير الشؤون السياسية والبرلمانية المهندس موسى المعايطة قال: إن سيادة القانون والمشاركة السياسية هما الأساس في نهج الهاشميين منذ تأسيس الإمارة. وأشار إلى أن احترام التعددية داخل المجتمع يعتبر أولوية في نهج النظام السياسي الأردني القائم على أسس الاعتدال واحترام المواطن وكرامته والتنوع داخل المجتمع، وهذا ما يفسر تماسك الأسرة الأردنية الواحدة وتلاحمها وترابطها في صف واحد خلف القيادة الهاشمية.

 

أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني، أشار إلى أن الهوية الهاشمية قائمة على الوسطية والتعايش السلمي، وذلك من وحي أهداف الثورة العربية الكبرى وطموحاتها في الوحدة، موضحا أن المملكة نموذجية في الاعتدال والوسطية. وقال إن السلام هو حالة ذهنية لدى الهاشميين، فهم صناع السلام، وما رأيناه من مشاركة الأردن للجهود السلمية ولعمليات حفظ السلام العالمية، هو خير دليل على ذلك، مشيرا الى إن المملكة لعبت دورا كبيرا في مكافحة الارهاب والتطرف، معززة الاستقرار والامن.

 

 

الأب بدر

 

مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام الأب رفعت بدر، قال إن نيل جلالة الملك في عامي 2018 و2019 لجائزتي تمبلتون لحوار الأديان ومصباح السلام، هو تكريم لهذا الإنجاز الأردني المميز في مجالي التآلف بين الأديان وانتهاج خطة السلام ونبذ أشكال العنف.

 

وبيّن أن حوار الأديان يتخطى الحوارات الشكلية والخطابات الرنانة، إلى درجة التلاحم المجتمعي وعدم التمييز بين مواطن وآخر على أساس عرقي أو ديني أو طائفي، وكذلك من خلال انتهاج مبادرات تعكس الصورة الأردنية الداخلية وتصدرها إلى الخارج.

 

واشار إلى أن الأردن يفتخر بتاريخه المقدس، فهو جزء لا يتجزأ من أرض القداسة والفداء، فهنا مرّ النبي موسى والأنبياء عليهم السلام، وعُمّد السيد المسيح، كما نجد ان المساجد واضرحة الصحابة تجاورت مع الكنائس القديمة في مشهد يعكس احترام الاديان. ونوّه الأب رفعت بدر إلى أن الاردن استقبل العديد من الشخصيات الدينية البارزة في العالم، على رأسها أربعة "بابوات" من الذين تقدّسوا بمياه نهر الأردن، ونشروا رسائل السلام والمحبة والوحدة من الأردن إلى دول العالم أجمع.