موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الثلاثاء، ٢٨ يونيو / حزيران ٢٠٢٢
لماذا أعلنت الأمم المتحدة "حالة طوارئ للمحيطات"؟
نفايات بلاستيكية

نفايات بلاستيكية

أ ف ب :

 

انطلق في لشبونة الإثنين اجتماع دعت له الأمم المتحدة يشارك فيه آلاف السياسيين والخبراء والناشطين البيئيين للعمل على الحفاظ على صحة المحيطات الهشة وتجنب "الآثار المتتالية" التي تهدد البيئة والإنسانية على حد سواء.

 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من البرتغال "للأسف، أخذنا المحيط كأمر مسلم به. نحن نواجه حاليا ما يمكن أن أطلق عليه حالة طوارئ للمحيطات".

 

وأضاف في كلمته الافتتاحية لهذا المؤتمر الذي يستمر خمسة أيام والذي أرجئ مرات عدة بسبب تفشي فيروس كورونا "فشلنا في الحفاظ على المحيطات ستكون له آثار متتالية".

 

وأضاف "ينبغي على البشر أن يولوا اهتماما بالبحار التي تولّد نصف كمية الأكسجين الذي نتنفسه والتي تمثل مصدرا حيويا للبروتينات والمغذيات الأساسية لمليارات الأشخاص يوميا".

 

وتؤدي المحيطات التي تغطي أكثر من ثلثي سطح الأرض، دورا رئيسيا أيضا في الحياة على الأرض من خلال التخفيف من آثار تغير المناخ.

 

لكنّ الكلفة باهظة.

 

فعبر امتصاص حوالى ربع التلوث بثاني أكسيد الكربون، فيما ازدادت الانبعاثات بنسبة 50% خلال الستين عاما الماضية، أصبح البحر أكثر حموضة، ما يشكل تهديدا لاستقرار سلاسل الغذاء المائية ويقلل من قدرة المحيطات على حبس المزيد من الكربون.

 

ومع امتصاصها أكثر من 90% من الحرارة الزائدة الناجمة عن الاحترار المناخي، تواجه المحيطات موجات حر بحرية شديدة تدمر الشعاب المرجانية المهمة جدا فيما تنتشر مناطق ميتة محرومة من الأكسجين.

 

وقالت شارلوت دي فونتوبير الخبيرة الرئيسية في الاقتصاد الأزرق في البنك الدولي لوكالة الأنباء الفرنسية "لقد بدأنا للتو فهم مدى تأثير تغير المناخ على صحة المحيطات".

 

بالمعدل الحالي، سيزداد التلوث البلاستيكي ثلاث مرات بحلول العام 2060، إلى مليار طن سنويا، وفقا لتقرير حديث لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.

 

وحاليا، تتسبب جزيئات البلاستيك الدقيقة في نفوق مليون طائر وأكثر من 100 ألف من الثدييات البحرية كل عام.

 

وسيناقش المشاركون في اجتماع لشبونة اقتراحات لمعالجة ذلك، تبدأ من إعادة التدوير وصولا إلى فرض حظر تام على الأكياس البلاستيك.

 

كما أن قضية الصيد الجائر مدرجة أيضا على جدول أعمال المؤتمر الذي يستمر خمسة أيام وتنظمه البرتغال وكينيا بعد تأجيله مرات عدة بسبب الجائحة.

 

وقالت كاثرين ماثيوز المديرة العلمية في منظمة أوسيانا الأمريكية غير الحكومية لوكالة الأنباء الفرنسية "إن ما لا يقل عن ثلث مخزون الأسماك البرية يتعرض للصيد الجائر وأقل من 10% من المحيط محمي".

 

وأوضحت أن "سفن صيد غير قانونية تعيث فسادا مع الإفلات من العقاب في المياه الساحلية وفي أعالي البحار".

 

وستتطرق المناقشات أيضا إلى حظر محتمل يهدف إلى حماية قاع البحر من التعدين بحثا عن معادن نادرة ضرورية لتصنيع البطاريات لقطاع السيارات الكهربائية المزدهر.

 

كذلك، دعا تحالف يضم نحو مئة بلد إلى اعتماد إجراء رئيسي يهدف إلى إعلان مناطق محمية تغطي 30 % من المحيطات واليابسة.

 

ومن المواضيع الرئيسية الأخرى التي ستطرح خلال المؤتمر، "التحول الأزرق لنظم الأغذية المائية" وهو شعار جديد يفترض أن يجعل المحيطات مورد عيش مستداما بشكل مسؤول.

 

وأضافت ماثيوز "قد توفر أسماك المحيط البرية مصدر بروتين صديقا للبيئة ومغذيات دقيقة يمكن أن تطعم مليار شخص وجبة صحية من المأكولات البحرية كل يوم وبشكل دائم".

 

ومن المتوقع أن يشارك في هذا الاجتماع الكثير من الوزراء وبعض رؤساء الدول من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأحد خلال مبادرة نظمت على أحد شواطئ ضواحي لشبونة بحضور الممثل الأمريكي جايسن موموا الذي يجسد شخصية البطل الخارق "أكوامان"، "نحن نتحرك ببطء شديد".