موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٦ ابريل / نيسان ٢٠٢١
كونسيستوار في أيار المقبل لإعلان قدّيسين جدد من بينهم شارل دو فوكو

أبونا :

 

أعلن مكتب الاحتفالات الليتورجيّة للحبر الأعظم، الاثنين المصادف في 26 نيسان، بأنَّ البابا فرنسيس سيترأس عند الساعة العاشرة صباحًا من الإثنين الموافق 3 أيار المقبل كونسيستوارًا عاديًا عامًا في القصر الرسولي في الفاتيكان لإعلان قديسين جدد، من بينهم الطوباوي شارل دو فوكو، الكاهن الأبرشي.

 

وبحسب موقع ’فاتيكان نيوز‘، فإن الكرادلة المقيمون في روما، أو الموجودون فيها، فهم مدعوون للمشاركة، بسبب الإجراءات الاحترازيّة لمكافحة الجائحة. وخلال الاجتماع، سينظر الكرادلة في أسباب إعلان قداسة سبعة طوباويين، بمن فيهم شارل دو فوكو، المرسل الفرنسي الذي استشهد في الجزائر عام 1916.

 

 

شارل دو فوكو (1858–1916)

 

ولد شارل دو فوكو سنة 1858 في مدينة ستراسبورغ الفرنسية. أصبح ضابطًا، وذهب إلى الجزائر للخدمة العسكريّة، وهناك التقى المسلمين في صحراء الجزائر، فتأثر بطريقة صلاتهم وسجودهم، مما أحدث له هزّة إيمانيّة، خلقت عنده التساؤل حول إيمانه هو! فكان يردّد هذا الدعاء: "يا ربّ إذا كنت موجود حقًا اجعلني أعرفك".

 

بعد رجوعه إلى فرنسا، قصد كاهن الرعية لكي يتعرّف أكثر على المسيحيّة، فطلب الكاهن منه أن يركع ويعترف، لأنّ حاجته الحقيقيّة ليست إلى العلم ولا إلى الفلسفة، بل إلى اللقاء الحيّ بالله. وصار يبحث كيف يعطي حياته كلها لله، فالتحق برهبنة تأمليّة في دير شمال سوريّة، والتقى بمسيحيّي هذه البلاد الذين تحمّلوا الكثير من العذابات بسبب إيمانهم. ومن خلال علاقاته بالعائلات المسيحيّة المجاورة للدير لمس أوضاعهم الفقيرة والصعبة، فأراد أن تكون حياته أقرب إليهم كما كانت حياة يسوع مع ذويه في الناصرة.

 

 

كحياة يسوع في الناصرة

 

قصد الناصرة، حيث جذبته حياة يسوع البسيطة والمتواضعة، التي يتجلى فيها سرّ الله وسرّ حبّه لكل إنسان، فأحبّ أن تكون هذه الطريقة نهجًا لحياته، فاتبع حياة يسوع الصامت والفقير والعامل. سيم كاهنًا في فرنسا، وبمساعدة مرشده الروحيّ قرّر أن يعيش حياة نسكية في صحراء الجزائر بين القبائل المهمّشة والفقيرة، فكان كواحدٍ منهم إيمانًا منه بالأخوّة الشاملة التي تجمع البشر. قضى عشر سنوات يدرس لغة الطوارق وتقاليدهم وثقافتهم، وشرع في تأليف قاموس للمفردات وقواعد لغتهم.

 

كان يقضّي ساعات طويلة أمام القربان المقدّس، وكان له حضور الأخ والصديق لكل شخص يقرع بابه. وهكذا عاش شارل حياة تجمع بين الصلاة والوحدة مع الله، ومشاركة الناس، لاسيمّا الفقراء والمتروكين، كحياة يسوع في مدينة الناصرة. صاغ شارل فكرة تأسيس رهبانيّة دينية، والتي أصبحت حقيقة فقط بعد وفاته، تحت اسم "أخوة يسوع الصغار". اغتيل في تامنراست بالجزائر في 1 كانون الأول عام 1916 من قبل عصابة مسلحة من قطاع الطرق. أعلنه البابا بندكتس السادس عشر طوباويًا في 13 تشرين الأول عام 2005.

 

 

من صلواته: صلاة تسليم الذات

 

أبتِ... إني أسلم لك ذاتي، فأفعل بي ما تشاء،

ومهما فعلت بي فأنا شاكر لك.

إنّي مستعدُ لكل شيء، وأرتضي بكل شيء.

ليس لي رغبة ً أخرى يا إلهي،

سوى أن تكمُل إرادتُك فيّ وفي جميع خلائقك.

أني أستودع روحي بين يديك،

وأهبها لك يا إلهي، بكل ما في قلبي من الحب،

لأني أحبك، ولأن الحب يتطلب مني أن أهب نفسي،

أن أودعها بين يديك، من دون مقياس،

وبثقة لا حد لها،

لأنك أبي.