موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
احتفلت كنيسة مار شربل المارونية في العاصمة الأردنية عمّان بعيد القديس شربل (في الأحد الثالث من تموز إحياءً لذكرى رسامته الكهنوتية)، وسط أجواء روحيّة مميّزة ومصلّية.
وترأس سيادة المطران إياد الطوال، النائب البطريركي للاتين في الأردن، القداس الاحتفالي، بمشاركة الوكيل البطريركي للكنيسة المارونية في الأردن الأب جوزيف سويد، والمدبر البطريركي للروم الكاثوليك الأرشمندريت بولس نزها، والأمين العام لمطرانيّة اللاتين الأب عماد علمات، ولفيف من الحضور من الرعيّة المارونيّة وجمع من المؤمنين من محبي القديس شربل.
في مستهل القداس، ألقى كاهن رعيّة مار شربل المارونيّة كلمة ترحيبية، عبّر فيها عن سروره بهذه الزيارة الأولى لسيادة المطران إلى الرعيّة، مشيدًا بعلاقة الشركة والمحبّة بين الكنائس الكاثوليكيّة في الأردن، وأكد على ما تتمتع به المملكة الأردنيّة الهاشميّة من نعمة الأمن والاستقرار، رافعًا الشكر إلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، على جهوده في صون السلام وحماية الحريات الدينيّة.
وشدّد الأب سويد على أن الكنيسة المارونيّة هي جزء لا يتجزأ من الكنيسة الكاثوليكية الجامعة، في إيمانها ورسالتها، ورفع صلاته بحرارة من أجل السلام في سائر البلدان التي تعاني من ويلات الحروب والنزاعات، سائلاً الرب أن يمنّ على العالم بالطمأنينة والمصالحة.
وفي عظة القداس، تأمّل المطران طوال في معنى القداسة، مؤكدًا أن القداسة ليست امتيازًا خاصًا بل دعوة عامة، وهي ثمرة تفاعل عميق بين النعمة الإلهية والإرادة البشرية. وأوضح أن تاريخ الخلاص ما هو إلا قصة العلاقة بين الله والبشر، وأن حضور الله في حياة الإنسان هو نعمة فائقة لا تُقدّر بثمن.
وأشار المطران إلى أن القداس الإلهي نفسه هو نعمة، كونه يجعل المؤمن يعيش سر الفداء ويتّحد بسر المسيح القائم من بين الأموات. وفي ختام عظته، حثّ سيادته المؤمنين على السعي الدائم نحو القداسة، من خلال معجزة عيش الإيمان في الحياة اليومية، بالشهادة والمحبة والرجاء، على مثال القديس شربل الذي عاش متواضعًا في حضرة الله، وصار نورًا يُضيء دروب المؤمنين حتى اليوم.
وفي ختام القداس الإلهي، أقيمت دورة زيّاح بذخائر القديس مار شربل، على وقع ترتيلة "يا شربل صلِّ عنا" التي صدحت بها الجوقة وسط خشوع الحاضرين. وفي لفتة رمزية تعبّر عن المحبة والشركة الروحية، قدّم الأب سويد هدية تذكارية لراعي الاحتفال، وهي مجسم أرزة من أرز لبنان متضمّنة ذخيرة من ذخائر القديس شربل.
وفي ختام الاحتفال، تقدّم المؤمنون للسلام على سيادة المطران، مرحّبين به وبزيارته الأبوية الأولى إلى الرعيّة، في جو من المحبة والفرح الروحي.