موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الخميس، ١٩ مايو / أيار ٢٠٢٢
كلمة المونسنيور عكشة في مؤتمر: دور القادة الدينيين في تحقيق التنمية المستدامة في العالم

أبونا :

 

شارك المونسنيور د. خالد عكشة، رئيس مكتب الحوار مع المسلمين التابع للمجلس البابوي للحوار بين الأديان، في المؤتمر الدولي عبر الانترنت الذي عقده مركز نازارباييف لتنمية الحوار بين الأديان والحضارات، في 18 أيار 2022، حول "دور القادة الدينيين في تحقيق التنمية المستدامة في العالم".

 

 

وفيما يلي الكلمة التي ألقاها سعادته خلال المؤتمر:

 

"يصرّ أحد أقاربي على أنّه عند تحيّة الكاهن يجب أن يُقبِّل يديه. ذات مرة سألته عن سبب هذه اللفتة. فأجاب: "لتذكيرهم بما هم"، أي أنهم مكرسون لله.

 

أصحاب السعادة الإخوة والأخوات الأعزاء،

 

إنني ممتن لمركز نزارباييف على تنظيم هذا المؤتمر حول موضوع له أهميّة كبيرة لكلّ من الأجيال الحاليّة والمقبلة. يستحق أصدقاؤنا الكازاخستانيون أيضًا امتناننا لأن المركز، من خلال كل نشاط من أنشطته، يذكرنا بجانب مهم من هويتنا ومهمتنا كقادة دينيين.

 

كقادة دينيين، نحن ملتزمون بخدمة الله وخدمة أخواتنا وإخوتنا في الأمور المتعلقة بعلاقتهم بالله وبإخوتهم من البشر. نحن لسنا خبراء في الأمور التي ليست دينية أو أخلاقية على وجه التحديد. وبالتالي، لا نتحمّل مسؤولية معالجة تلك الموضوعات من منظور تقني. تتمثّل مهمتنا بدلاً من ذلك في التفكير في موضوع اليوم وما شابه ذلك من منظور ديني وأخلاقي، لتقديم رؤية وأفكار ومقترحات قد تساعد في فهم الموضوع بشكل أفضل، واقتراح حلول مناسبة للمشكلات واقتراحات ملموسة من أجل مستقبل أفضل.

 

يسعدني أن أشارككم بعض الأفكار حول الموضوع مستوحيًا من التعاليم الاجتماعيّة للكنيسة الكاثوليكيّة:

 

1) يتمتع كل شخص أو مجتمع أو شعب بالمساواة في الكرامة والحقوق المترتبة على ذلك.

 

2) منح الخالق موارد الأرض للجميع، بالتالي لا يمكن الاستيلاء عليها من قبل قلة.

 

3) التنمية المستدامة ليست فقط للأجيال الحاليّة، ولكن أيضًا للأجيال القادمة؛ يجب أن تكون صديقة للبيئة.

 

4) السلام والأمن ضروريان لتحقيق التنمية المستدامة للجميع.

 

5) يجب أن تكون التنمية للجميع وللشخص ككل. لذلك، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، إلى جانب الاحتياجات الماديّة للأفراد، رفاههم النفسي والروحي أيضًا.

 

6) تحتاج التنمية المستدامة إلى نمط حياة جديد مستوحى من القيم الدينية مثل الرصانة والبساطة والتضامن والمشاركة التي تلبي الاحتياجات المادية الحاليّة، وتبقي الأفق مفتوحًا على الأبدية.

 

7) على الزعماء الدينيين واجب تعليم القيم الدينيّة والأخلاقيّة اللازمة للتنمية المستدامة للأجيال القادمة، من خلال أصول تربوية مناسبة.

 

دعونا نواصل الصلاة والتفكير والمناقشة لمزيد من الأفكار ولممارسات فضلى للتنمية المستدامة، وذلك لاقتراحها على مجتمعاتنا الدينية الخاصة.

 

أشكركم جميعًا على حسن استماعكم.