موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٦ مارس / آذار ٢٠٢٣
كلمة البطريرك بيتسابالا في احتفاليّة تأسيس المركز الكاثوليكي وإطلاق موقع أبونا
البطريرك بييرباتيستا بيتسابال، بطريرك القدس للاتين

البطريرك بييرباتيستا بيتسابال، بطريرك القدس للاتين

أبونا :

 

الإخوة والأخوات الكرام،

 

آتي إليكم من القدس، أحمل لكم محبّة رؤساء الكنائس، وإخوتكم وأخواتكم هناك. الأحوال هنالك كما تعرفونها جيدًا، لم تشهد بهد أيامًا سلاميّة كما عليها أن تكون. ولكننا نأتي في زمن الصوم المقدّس، الزمن الأربعيني، الذي يحضرنا للاحتفال بعيد قيامة السيّد المسيح، التي هي سبب رجائنا وأملنا وتطلعاتنا لمستقبل أفضل بإذن الله.

 

نجتمع اليوم لنقول شكرًا للإعلام الراقي، الإعلام الملتزم، الإعلام المنفتح، والإعلام الحواري. إنّ المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، التابع للبطريركيّة اللاتينيّة، وموقع أبونا، والمجلس الاستشاري له، هي عناصر تؤكد على أن الإعلام ينبي، وأنّ له رسالة حضاريّة في هذه الحياة.

 

ونحن في الأرض المقدّسة، سواء في الأردن أو فلسطين، وفي الشرق الأوسط عامة، نحن أحوج الناس إلى أن نستخدم هذه الوسائل للبناء، والتأكيد على ثوابتنا الرئيسية في محبّة الوطن، والولاء له، ورح الانتماء الصادقة لأوطاننا، ولقيادتنا الحكيمة، وكذلك لتربية الأجيال الطالعة على حسن استخدام هذه الوسائل استخدامًا أخلاقيًّا. والأخلاق لا تعني فقط الابتعاد عن المواقع الإباحيّة. إنّ الناحيّة الأخلاقيّة الإعلاميّة أيضًا هي أن يكون هنالك التفاعل بالحوار والتفاهم وبالأخلاق على سعتها.

 

إنّنا نُحيي الجهود الأردنيّة، التي تتبنى قيم العدالة والسلام والحوار، فالأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، يسير دائمًا لصالح السلام والمودة بين البشر. ولقد برزت هذه الجهود أيضًا من خلال تصدير رسائل المحبة والوئام، فأسبوع الوئام بين الأديان نشأ بمبادرة أردنيّة، وتم تبنيه من قبل الأمم المتحدّة، ووافقت عليه جميع الدول.

 

لكنّنا لا نكتفي بأسبوع واحد للوئام والحديث عنه وعيشه، نحن بحاجة إلى علاقة "صداقة" يوميّة مع الوئام وشكرة في الحياة ومقاسمة الجهود من أجل الإنسان. لذلك ندعو إعلامنا الحبيب، بحضور هذا الحشد من الإعلاميين المحترمين، أن تكون المودة والمحبة هما سيدتا المواقف اليوميّة في الإعلام المرئي والمسموع والمقورء، والانستغرام والتيكتوك والفيسبوك... دعونا نشكّل "قوة خلاقة" عبر السوشال ميديا يوميًّا. وبحضور اصحاب السعادة السفراء الأعزاء، ندعو الأسرة البشريّة والدوليّة، أن تنحاز دائمًا إلى العدالة التي تبني السلام والطمأنينة.

 

البابا فرنسيس هذا العام وجّه الأنظار في رسالته الإعلاميّة، في 24 كانون الثاني، علينا أن نتكلّم بلغة القلب. لغة القلب تعني لغة التسامح، لغة اللقاء الأخوي، ولغة الانفتاح على الآخر، وبالأخص الآخر المتألم.

 

نُحيي معكم موقع أبونا الذي نعرفه منذ سنوات، وتطوّر والحمد لله. نحيي معكم المركز الكاثوليكي. نحيي المجلس الاستشاري الجديد، ونقول شكرًا لمعالي الدكتور رجائي المعشر. ونقول شكرًا لأبونا رفعت الذي تعرفونه جيدًا، وتتعاونوا معه. في بعض الأحيان نختلف معه، لكن لديه رسالة كهنوتيّة، ورسالة إعلاميّة. ومستعد دائمًا لأن يلحق الخبر، ويعلّق عليه بطريقة إيجابيّة.

 

ختامًا نجدد تضامننا مع كل ضحايا الحروب والكوارث، وبالأخص في هذه الأيام مع أهالي الضحايا في سورية وتركيا، من جراء الزلزال. وقد أرسلت البطريركيّة اللاتينيّة ما جمعته من مؤمنيها، من الأردن وفلسطين. كما أن كاريتاس الأردن وكل مؤسّساتنا الخيريّة قد قامت بواجبها. فلهم شكرنا الجزيل.

 

أهلاً وسهلاً بكم، وشكرًا لتلبيتكم الدعوة، وإن شاء الله نبقى دائمي التعاون لما فيه خير الإنسان.