موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٣
كلمات البابا الراحل بندكتس السادس عشر الأخيرة: "يا رب، إنني أحبك"

أندريا تورنيلي :

 

سمعت ممرضة آخر كلمات البابا السابق بندكتس السادس عشر في منتصف الليل. كانت الساعة حوالي الثالثة من صباح يوم 31 كانون الأول 2022، قبل عدة ساعات من وفاته. لم يكن جوزيف راتزينغر قد دخل بعد لحظاته الأخيرة، وفي ذلك الوقت كان معاونوه ومساعدوه يتناوبون في رعايته. كان معه في تلك اللحظة بالذات ممرضة واحدة لا تتحدّث الألمانية.

 

يقول المطران جورج غانسوين، سكرتير البابا الراحل: كان "بندكتس السادس عشر يردّد بصوت هامس، ولكن بطريقة مميزة بوضوح، باللغة الإيطالية: ’يا رب ، أنا أحبك!‘. لم أكن هناك في ذلك الوقت تحديدًا، لكن الممرضة أخبرتني بذلك بعد ذلك بوقت قصير. كانت هذه آخر كلماته التي يمكن فهمها، لأنه بعد ذلك لم يعد قادرًا على التعبير عن نفسه".

 

"يا رب، أنا أحبك!"، هي كلمات تشبه توليفة من حياة جوزيف راتزينغر، الذي كان يستعد منذ سنوات للقائه الأخير وجهًا لوجه مع خالقه. في 28 حزيران 2016، في الذكرى الـ65 لرسامة سلفه الكهنوتيّة، أراد البابا فرنسيس التأكيد على "السمة الأساسيّة" التي ميّزت التاريخ الطويل لكهنوت جوزيف راتزينغر. قال البابا فرنسيس آنذاك: "في واحدة من المقاطع العديدة الجميلة التي كتبتها عن الكهنوت، تؤكد أنه في ساعة دعوة سمعان الحاسمة، يسأل يسوع بنظرته إليه شيئًا واحدًا فقط:" هل تحبني؟ كم هذا جميل وصحيح! لأنه هنا، كما تذهب لتقول لنا، في ذلك "هل تحبني؟"، إن الرّب يؤسّس المعنى الحقيقي للرعاية، لأنه فقط من خلال محبة الرب يستطيع الرب أن يرعى من خلالنا: "يا رب، أنت تعرف كل شيء، أنت تعلم أنني أحبك".

 

تابع البابا فرنسيس: "هذه هي السمة التي طغت على حياتك كلها التي قضيتها في الخدمة الكهنوتيّة وفي خدمة اللاهوت، والتي عرّفتها، وليس بالصدفة، على أنها ’البحث عن المحبوب‘؛ وهذا في الواقع هو ما قدّمته دائمًا وما زلت تشهد له اليوم: إنّ الشيء الحاسم الذي يؤطر كل يوم من أيامنا - يأتي المطر أو يشرق - الذي يؤدي إلى كل شيء آخر، هو أن الرّب حاضر حقًا، الذي نرغب فيه. هو، أننا قريبون منه داخليًا، وأننا نحبه، ونؤمن به حقًا، ونؤمن به، نحبه حقًا. هذه المحبة هي التي تملأ قلوبنا حقًا، وهذا الإيمان يسمح لنا بالسير بثقة وبسلام على الماء، حتى في خضم العاصفة، كما فعل بطرس".