موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
وجهت المبادرة المسيحية الفلسطينية - كايروس فلسطين، الجمعة، "نداءً ملحًّا إلى الكرسي الرسولي ومجلس الكنائس العالمي والحركة المسكونية وجميع الكنائس، لمطالبة كل دولة بالالتزام بمسؤوليتها للضغط على إسرائيل لوقف الغارات الجوية القاتلة والهجمات البرية ضد المدنيين في غزة، والوقف الفوري لسياسات التطهير العرقي التي تستهدف أهل القدس الفلسطينيين".
وفيما يلي نص البيان:
"هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَجْرُوا حَقًّا وَعَدْلًا، وَأَنْقِذُوا الْمَغْصُوبَ مِنْ يَدِ الظَّالِمِ"
توجه المبادرة المسيحية الفلسطينية - كايروس فلسطين هذا النداء إلى المجتمع المسيحي في جميع أنحاء العالم ليقف وقفة حق، ويعمل من أجل العدل، ويقول كلمة صادقة في سياسات وممارسات إسرائيل القمعية، وخاصة فيما يتعلق بالاعتداءات العنيفة على الفلسطينيين في القدس والهجوم الإسرائيلي المميت على سكان قطاع غزة .
بدأت دائرة العنف الأخيرة بعد أن منعت القوات الإسرائيلية الوصول إلى ساحة باب العامود، وهو مكان تجمع شعبي للمسلمين الذين ينهون صيامهم اليومي خلال شهر رمضان الفضيل. ثم هاجمت قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنون، المصلين الصائمين في ساحة المسجد الأقصى، ثالث الحرمين الشريفين وأقدس الأماكن عند المسلمين. وسمحت أخيرًا للجماعات اليهودية المتطرفة بالتجمع بشكل استفزازي للاحتفال بالاستيلاء على القدس الشرقية عام ١٩٦٧.
في الوقت نفسه، حكمت المحاكم الإسرائيلية مرة أخرى لصالح مجموعات المستوطنين المتطرفين، مهددة حوالي ٥٠٠ فلسطيني من سكان القدس بالتهجير القسري من منازلهم التي عاشوا فيها منذ عقود. إن تحيز المحاكم الإسرائيلية وتمييزها ضد الفلسطينيين لصالح المستوطنين اليهود هو جزء من خطة أكبر للتطهير العرقي للفلسطينيين وغير اليهود من القدس.
وإلى هذا، تراقب كايروس فلسطين بشكل دائم وضع ممتلكات الكنيسة بالقرب من باب الخليل في القدس، واحداث التشريد القسري الوشيكة في أحياء الشيخ جراح وسلوان، ولهذا لا بد من النظر إلى احداث العنف الأخيرة في جملتها.
منذ عقود، ازداد الاحتلال الإسرائيلي وحشية في الأراضي الفلسطينية، من خلال نظام من السياسات والقوانين والممارسات العنصرية والعقابية المتزايدة. كلمتنا في هذا الشأن هي نفس كلمة جمعيات المجتمع المدني مثل Human Rights Watch ومنظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان التي تحظى باحترام كبير، وهي التي أعلنت مؤخرًا أن إسرائيل هي دولة فصل عنصري (أبارتهايد).
قد يتساءل المرء عن رد الفصائل العسكرية في غزة - وعلى الرغم من أننا لا نتغاضى عن أي عمل من أعمال العنف ونحزن لمقتل كل إنسان - يجب أن توضع هذه الأعمال في سياقها. تخضع غزة للحصار الإسرائيلي منذ أكثر من ١٤ عامًا. ولقد حان الوقت لرفع هذا الحصار وإعطاء سكان غزة الفرصة ليعيشوا كبشر. علاوة على ذلك، لا يوجد أي مبرر للرد الإسرائيلي غير المتناسب والمشين الذي خلف العديد من القتلى، بمن فيهم الأطفال ومئات الجرحى. بالاضافة الى ذلك، إن التوغل البري في قطاع غزة أمس من جانب قوات الدفاع الإسرائيلية سيؤدي إلى المزيد من القتلى والدمار الكامل للمباني المدنية والشوارع والبنى التحتية الأخرى.
تكرر كايروس فلسطين مرة أخرى، كلمتها في عام ٢٠٠٩ للمجتمع الدولي: "... توقفوا عن مبدأ ازدواجية المعايير وأصروا على تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية تجاه جميع الأطراف". طالما لا يوجد لدى المجتمع الدولي الإرادة السياسية لاتخاذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل، فسوف تستمر اسرائيل في انتهاك القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني بحق الفلسطينيين، وهي ناجية من كل عقاب.
لذلك، ندعو الكنيسة كلها في العالم والمجتمع الدولي إلى تسمية الأشياء بأسمائها، وقول الحقيقة للسلطات، والوقوف إلى جانب المظلومين. ان الدبلوماسية السطحية تعمل فقط على تمكين الظالمين، وفي ظل هذه التصعيدات العنيفة والخطيرة، لا تكفي كلمات الإدانة الفارغة، ولسنا بحاجة إلى دعوات هادئة وضعيفة من الكنائس "تدعو إلى السلام".
هذه لحظة كايروس، أي هذه هي اللحظة المناسبة، التي تدعو كل المؤمنين إلى وقفة حق وإلى أعمال نبوية.
تؤكد كايروس فلسطين على موقفها بأن القدس مدينة مقدسة لجميع الديانات السماوية، ويجب على الجميع التمتع فيها بحرية العبادة. كما نؤكد موقفنا من جيراننا الإسرائيليين: "إنّ مستقبلنا ومستقبلھم واحد، إمّا دائرة عنف نھلك فيھا معًا، وإمّا سلام ننعم به سويَّة. فنحن ندعو الاسرائيليّين إلى التخلّي عن ظلمھم لنا، وألّا يشوّھوا الصورة الحقيقيّة لواقع الاحتلال، فيقولوا إنهم يقاومون الارھاب. جذور "الارھاب" ھي ظلم الانسان وشرّ الاحتلال".
كايروس فلسطين توجه نداء مُلِحًّا إلى الكرسي الرسولي ومجلس الكنائس العالمي والحركة المسكونية وجميع الكنائس، لمطالبة كل دولة بالالتزام بمسؤوليتها للضغط على إسرائيل لوقف الغارات الجوية القاتلة والهجمات البرية ضد المدنيين في غزة، والوقف الفوري لسياسات التطهير العرقي التي تستهدف أهل القدس الفلسطينيين.