موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٣ مارس / آذار ٢٠٢١
كاتبة سورية إيطالية: نداء البابا لأجل سورية شعاع أمل للشرق الأوسط كله
مع دخول الحرب في سورية سنتها الحادية عشرة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الصحفية والكاتبة الإيطالية–السورية أسماء دهشان التي سلطت الضوء على المعاناة التي تعرض لها الفتيان والفتيات خلال سنوات الحرب الأليمة، لافتة إلى أن النداء الذي أطلقه البابا فرنسيس في الذكرى العاشرة لبداية الأحداث وزيارته إلى العراق يشكلان شعاع أمل لمنطقة الشرق الأوسط.

فاتيكان نيوز :

 

مع أن دهشان وُلدت في إيطاليا إلا أنها تحافظ على رباط وثيق مع أرض والديها حيث هي ملتزمة، من خلال عملها الصحفي، في الدفاع عن قضية السلام وحقوق الإنسان في بلد يعاني من حرب أهلية أليمة منذ أكثر من عقد. في صيف العام 2019 نالت وسامًا من الجمهورية الإيطالية تقديرًا للتقارير الشجاعة التي أعدتها في مخيمات النازحين وفي مدن عانت الأمرين من الإرهاب.

 

استهلت الكاتبة السورية الإيطالية حديثها معربة عن امتنانها الكبير للنداءات الصادرة عن البابا فرنسيس بشأن سورية، وقالت إنها ليست المرة الأولى التي يتبنى فيها مبادرات من هذا النوع، مذكرة بأنه منذ بداية حبريته، لثماني سنوات خلت، ما فتئ البابا يطلق النداءاتِ لصالح السلام في سورية ويطالب بوقف العمليات العدائية والصراعات المسلحة. وأضافت أن نداء البابا الأخير، لمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لاندلاع الحرب، كان مؤثراً للغاية، مشددة على أن سورية تشكل أرضا لأقدم الجماعات المسيحية، وفيها ارتبطت جميع الشعوب التي تعرف الشرق الأوسط، وتعرف الجذور المشتركة بين الديانات الإبراهيمية وتاريخ المتوسط المشترك.

 

وأوضحت دهشان أن سنوات من الحرب ولدت لدى المواطنين السوريين مآس يعجز اللسان عن وصفها. واعتبرت أيضا أن نداء البابا الأخير بشأن سورية يكتسب أهمية أكبر لكونه جاء بعد الزيارة التاريخية والهامة التي قام بها إلى العراق مطلع هذا الشهر، ولفتت إلى أن هذه الزيارة شكلت أيضا بصيص أمل حمله فرنسيس إلى شعوب المنطقة، مضيفة أن سكان العراق تطلعوا إلى هذا النور الأبيض الذي حمله البابا وسط الركام والدمار، كما أن الأصوات التي ارتفعت في العراق – خلال الزيارة البابوية – تمكنت من إدخال الدفء إلى قلوب السوريين أيضا والذين يشعرون بأنهم متروكون في هذه المرحلة المطبوعة بالألم والمعاناة الكبيرين.

 

رداً على سؤال حول الأوضاع الإنسانية الراهنة اليوم في سورية قالت الكاتبة والصحفية الإيطالية – السورية إنها اطّلعت على العديد من التقارير وأجرت مقابلات مختلفة مع عدد من العاملين الإنسانيين على الأرض، واتضح لها أن الوضع مأساوي للغاية. ولفتت إلى ظاهرة إفقار سورية، إذ تشير الأرقام إلى أن ثمانين بالمائة من المواطنين السوريين يعانون اليوم من العوز الشديد، خصوصا إزاء فقدان الليرة السورية لقيمتها، وشلل القطاع الصناعي وعدم توفر اللوازم الطبية في المستشفيات. وذكّرت في هذا السياق بأن الأطفال السوريين هم من يدفعون الثمن الأكبر لهذا الصراع بحسب صندوق الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف. فالعديد من هؤلاء الأطفال أوقفوا تحصيلهم العلمي، فيما لم يبدأ كثيرون بالتردد إلى المدرسة وثمة خطر انتشار الأمية.

 

بعدها أوضحت دهشان أن الكثير من الفتيان السوريين أجبروا على الانخراط في صفوف المقاتلين، وقُتل العديد منهم وأصيب آخرون بإعاقات وبصدمات نفسية. أما المأساة الأخرى فتتعلق بالفتيات اللواتي تعرضن لشتى أنواع الانتهاكات لاسيما الاغتصاب الجنسي "المشرَّع"، أي عندما تُرغم فتيات في الثانية عشرة من العمر على الزواج من رجال بالغلين، عندما لا تجد عائلاتهن وسيلة أخرى لانقاذهن من الفقر.

 

في ختام حديثها لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني ذكّرت دهشان بأن الجائحة أتت لتزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يصعب فيه الحفاظ على التباعد الاجتماعي، خصوصا في مخيمات اللاجئين، كما أن المدن تفتقر إلى الأدوية والتجهيزات الطبية اللازمة، كقوارير الأوكسيجين، فضلا عن النقص في العاملين الصحيين وبينهم العديد من الأطباء الذين غادروا سورية.