موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أحد مُبارك!
المثل الذي نجده في إنجيل اليوم يكلِّمنا على صَبر الله، الذي يحثُّنا على أن نجعل حياتنا زمن توبة. استخدم يسوع صورة الشّجرة التي لم تُثمِر، لم تُعطِ الثّمر المرجو، ومع ذلك، لم يُرِد المزارع أن يقطعها: بل أراد أن يضع حولها السّماد "لَرُبَّما تُثمِرُ في العامِ المُقبِل" (لوقا 13، 9). هذا المزارع الصّابر هو الرّبّ يسوع، الذي يعمل باهتمام في أرض حياتنا وينتظر بثقة عودتنا إليه.
في إقامتي الطّويلة في المستشفى، استطعت أن أختبر صبر الرّبّ يسوع، الذي أراه مُنعكسًا أيضًا في الاهتمام الدّؤوب للأطبّاء والعاملين الصّحيّين، وكذلك في اهتمام ورجاء عائلات المرضى. هذا الصّبر الواثق، والمُرتكز على محبّة الله التي لا تتزعزع، ضروريّ حقًّا في حياتنا، وخاصّة لمواجهة أصعب المواقف وأكثرها ألمًا.
لقد أحزنني استئناف القصف الإسرائيليّ الشّديد على قطاع غزَّة، الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى كثيرين. أطلب أن تصمت الأسلحة فورًا، وأن يتحلَّى الجميع بالشّجاعة لاستئناف الحوار، حتّى يتمّ إطلاق سراح جميع الرّهائن ويتمّ التّوصّل إلى وقفٍ نهائيّ لإطلاق النّار. الوضع الإنسانيّ في قطاع غزَّة خطير جدًّا مرّة أخرى، ويتطلّب التزامًا عاجلًا من الأطراف المتحاربة والمجتمع الدّوليّ.
من جانب آخر، أنا سعيد لأنّ أرمينيا وأذربيجان اتَّفَقَتا على النّصّ النّهائيّ لاتّفاقيّة السّلام. أتمنّى أن يوقِّعا عليه في أقرب وقت ممكن، لكي يُساهم في إرساء السّلام الدّائم في جنوب القوقاز.
لا زلتم تصلُّون من أجلي مع صبر كثير ومثابرة: أشكركم كثيرًا! وأنا أيضًا أصلِّي من أجلكم. ولنصلِّ معًا كي تنتهي الحروب ويحلَّ السّلام، لا سيِّما في أوكرانيا المعذَّبة، وفلسطين، وإسرائيل، ولبنان، وميانمار، والسّودان، وجمهوريّة الكونغو الدّيمقراطيّة.
لِتَحرُسْنا سَيِّدَتُنا مريم العذراء ولْتُرافِقْنا دائمًا في مسيرتنا نحو الفصح.