موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الأحد، ٣١ يوليو / تموز ٢٠٢٢
صور تعزز الهوية الوطنية الأردنية

محمد المشايخ :

 

يتبيّن من مجمل الصور الفوتوغرافية التي يتضمنها المعرض الثاني للفنانة نورال دبابنه، المقام برعاية سعادة العين السيدة ضحى عبد الخالق، وبالتعاون مع دائرة المرافق الثقافية في أمانة عمان الكبرى والجمعية الأردنية للتصوير الفوتوغرافي، في جاليريا رأس العين، تحت عنوان "حب الأردن"؛ يتبيّن من هذا المعرض: أن نورال قادرة على تسييس فن التصوير، وعلى إشعال وتعزيز الهوية الوطنية الأردنية، كيف لا؟ والشارع الأردني وما فيه من البشر الذين يملأونه حركة، بغض النظر عن أعمارهم أو أجناسهم أو أصولهم أو أشكالهم، أو أوضاعهم النفسية والاجتماعية، بالإضافة إلى ما في الشارع من مناظر ومواقف وحركات وسكنات وجمادات، كلها تسكن روح نورال دبابنه، وأن عدسة عينها، والمادة أو الكائن الذي يقع عليه نظرها، يتفاعلان لإعادة تشكيل الأردن وفق ذائقتها الفنية وخيالها المُحلـّق.

 

ولا تنتهي الأمور عند هذا الحد، فمن يطالع صور نورال بعد مرورها بعمليات معملية كيماوية معقدة (لا سيما وأن التصوير هو الرسم بالضوء، وأنه عملية إنتاج صور ومناظر بواسطة تأثيرات ضوئية)، فإنه سرعان ما يلتقط الرسالة الوطنية والإنسانية، ووجهة النظر التي تسعى نورال لإيصالها عبر ما ترى وتبدع، عدا عما في بعض الصور من رسائل فنية وجمالية لمشاهديها ، بالإضافة إلى رغبتها في إمتاعهم بمشاهد وأفكار وصور للحياة تزين مخيلتهم وتثري واقعهم.

 

تمزج نورال دبابنة في صورها بين جماليات المكان وما على الأرض أو في الفضاء من كائنات جامدة أو حية، وتستلهم في صورها الحضارة والناس والألوان والأضواء.

 

ولأنها ترى الأمور بعين سينمائية، فإنها تبدع مشهدية بصرية، تمزج بين معطيات الخيال المُحلـّق الخصب، وبين العوالم الجديدة في الواقع، فيشعر الناظر لصورها أنها صور متحركة، فيها روح، ولم يبق إلا تنطق، ويمكن للمشاهد أن يتأمل أي صورة، وأن يدوّن صفحة أو أكثر عما تقوله أو توحي إليه أو تعكسه تلك الصورة، ولا سيما حينما يتأمل المقاطع التي تجمّعت حتى ألـّـفتها، الأمر الذي يعني أن نورال، ابنة ما بعد الحداثة، والتي من أهم شروطها: الخلق والابتكار والتجديد والخلود.

 

نورال دبابنه، وبعد عدة سنوات من ممارستها لفن التصوير، أصبحت صاحبة خبرة وتجربة ومعرفة، عدا عن الموهبة، ومن هنا أضفت الكثير من معاني الجمال على المعرض، وبثت فيه الأمل والإحساس بالتفاؤل وروح التغيير.

 

معظم المؤرخين القدماء، كتبوا عن دولهم منذ آدم وحتى ما قبل عصرهم، أي أن معظمهم لم يكتبوا عن الحقبة التي عاشوا فيها خشية الرقابة، أما نورال دبابنه التي لم تتجاوز ماضي الأردن العريق، فكانت معظم صورها ابنة اليوم، وابنة اللحظة،وسيرى فيها من يأتون بعدنا، تاريخا وطنيا ناصعا جميلا، أبدعته عين فنانة جريئة، فنانة تعيد تطريز الحياة بلغة الإبداع، وترتقي بها إلى عوالم أكثر إشراقاً وتقدماً لمملكة تزخر بالجمال.

 

نورال دبابنه التي انطلقت من أسرة مبدعة، حيث جدها الفنان التشكيلي سعيد حدادين، ووالدتها الشاعرة والفنانة التشكيلية غدير حدادين، تقدم في هذا المعرض إضافة نوعية لما أبدعه الجد، وأبدعته الأم، في عالم الفن الراقي أثناء تعبيرها الصادق الجميل عن وقع الوجود على وجدانها.

 

للمزيد من الصور

 

 

(الدستور الأردنية)