موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
استقبلت رعية القديس يوسف للاتين في بلدة جفنا، قضاء رام الله، ذخائر الطوباوية ماري ألفونسين، مؤسسة جمعية راهبات الوردية، وذلك خلال القداس الاحتفالي الذي ترأسه الأب فراس عريضة، كاهن الرعية، بحضور الأم اينيس اليعقوب، الرئيسة العامة لراهبات الوردية، والأخت ارطانس نخلة، المستشارة العامة، والأخت مورين باسيل، أمينة السر العامة، وراهبات الرعية الأخت إيميه سواقد والأخت نهى ميخائيل، وحشد من أبناء الرعية.
وكانت كلمة الأب فراس عريضة التالية بعد الإنجيل:
صباح الخير، صباح البركة والنعم، بسبب نِعم مريم في حياتنا،
صباح وردي مليء بالورود في وجود وردة الوردية الأولى الأم ماري ألفونسين الطوباوية،
الطوباوية ماري ألفونسين، عاشت بصمت وخفاء، وحفظت في قلبها سراً دفيناً طيلة 53 سنة بأمانة وكتمان كلي، فلم تخبر أحداً عدا مرشديها عن "هذه الأشياء الصعبة التي لا اسم لها"، كما تسميها في المخطوط الأول. ولولا تدخل العناية الإلهية من خلال مرشدها الخوري يوسف طنوس يمّين الذي أمرها بتدوين كل ما رأت وسمعت، لكنا ربما اليوم نجهل كل شيء عن اختبار روحي فائق الطبيعة وعن حقيقة تأسيس رهبانية الوردية. فالشكر لله الذي لا يرضى بأن "يوقد سراج ويوضع تحت المكيال، بل على المنارة، فيضيء لجميع الذين في البيت" (متى 5/15).
في يوم عيد الغطاس عام 1874 وبينما كانت تصلي سبحتها تجلى لها فجاءة نور بهي، وظهرت وسطه العذراء مريم باسطة يديها، وكان يتلألأ على رأسها تاج مرصع بخمس عشرة نجمة. وشعرت الأخت ماري، بعد رجوع وعيها، بالفرح والتعزية الروحية. وظهرت العذراء لها مرة أخرى وفي نفس الهيئة وسمعتها تقول: "أريد أن تبدئي رهبانية الوردية".
احتارت الراهبة كيف تستطيع أن تلبي طلب العذراء. ومن أين لها تلك الشجاعة لمقابلة رؤسائها. وفي إحدى الليالي رأت العذراء تقبض على يدها بشدة وتقول: "أريدك أن تؤسسي رهبانية الوردية، أما حان الوقت لتفهمي؟". ثم أمرتها أن تمضي لمقابلة البطريرك، وأن تبلغه الرسالة. وأثناء زيارتها للبطريرك لم تستطع بسبب حيائها أن تخبره عن مشروع رهبنة الوردية، فذهبت إلى رئيس الأبرشية الأب أنطون بللوني، وطلب منها بعد أن سمع قصتها أن تقيم تساعية صلاة من أجل تلك النية. غادر الاب أنطون البلاد عام 1876 فاضطرت الأخت ماري الاسترشاد عند كاهن رعية بيت لحم، ولكن ذلك الكاهن استهزأ بها لدى سماعه قصتها وحاول إقناعها أن الشيطان هو الذي يظهر لها لا العذراء.
رأت الأخت ماري يوماً وهي تصلي ديراً مستديراً على شكل مسبحة وسيدة الوردية على سطحه وتحيط به خمس عشرة نافذة على كل منها راهبة وردية وكان اسم الأخت ماري على النافذة العاشرة. وعلمت أن حياتها ستكون موسومة بالألم، ولكنها علمت أن الله يرسل مع الداء الدواء.
طلبت الأخت ماري من العذراء أن تُعين لها مرشداً حكيماً ومسموع الكلمة، تنقل إليه الرسالة، ويساندها في تنفيذ المشروع. وفي إحدى الرؤى شاهدت في إثناء صلاتِها الأب يوسف طنوس وعلى رأسه إكليل مرصع بالنجوم، وسمعت صوتاً يقول لها بأنه هو المرشد الذي اختارته السماء.
كان الأب يوسف في تلك اللحظة يفكر في إنشاء جمعية رهبانية، وذلك لحاجة الرعايا التي أسستها البطريركية، ففوجئ عندما سمع قصة الأخت ماري وظهور العذراء لها عدة مرات. كانت عدد الفتيات اللواتي قررن في البداية تكريس ذواتهن لله خمسة، وكنّ من عائلات القدس العريقة.
تجمعت الأسرة الرهبانية الصغيرة مع الأب يوسف لمباركة البيت الجديد، الواقع بين البطريركية اللاتينية ودير المخلص وأنشدن نشيد "تعظم نفسي الرب"، وكان البيت فقيراً للغاية، ولكن الفرح كان يغمر قلوبهن. وكنّ يملأنّ النهار بالعمل الجاد لكسب لقمة العيش، ودفع أجرة البيت.
وفي 15 كانون الثاني 1881، منح البطريرك براكو أولئك الفتيات الثوب الرهباني في احتفال خاص. ووصل عدد الراهبات إلى ثمان راهبات، وانضم لهن راهبة تاسعة، وكانت الأخت ماري ترغب بالانضمام إليهن، وأنْ تكون الراهبة العاشرة، وأن تنضم إلى أختيها حنه وريجينا. فأعدت كتاباً موجهاً إلى البابا لاون الثالث عشر تسأله الانضمام إلى الرهبانية الجديدة. فسمحت روما أخيراً للأخت ماري بعد سنوات بالانضمام إلى الرهبنة الجديدة.
وكان في ترتيب دخولها الراهبة العاشرة. وتذكرت ما شاهدته في إحدى الرؤى وهو أن اسمها كان مكتوباً على النافذة العاشرة من نوافذ دير الوردية.
(مقتطفات من رسالة ليوم الشبيبة العالمي 2003 يوحنا بولس الثاني)
أيها الشباب، لا تخجلوا من تلاوة الوردية لوحدكم، وأنتم تمشون في الشوارع في طريقكم إلى المدرسة، إلى الجامعة أو العمل، أو ترتكبون الحافلات... تعوّدوا تلاوة السبحة الوردية لوحدكم وفي جماعاتكم وفي حركات الشبيبة. لا تترددوا أن تشجعوا الوالدين والأخوة والأخوات بتلاوتها في البيت، لأنها تحيي وتقوّي الروابط بين أفراد الأسرة. وهذه الصلاة تساعدكم على أن تكونوا أقوياء في إيمانكم، ثابتين في المحبة، فرحين ومثابرين في الرجاء.
أيتها الطوباوية ماري ألفونسين: صلي من أجلنا واحمي مع العذراء جفنا